فرانسوا ضاهر

الأحد ٨ حزيران ٢٠٢٥ - 09:49

المصدر: صوت لبنان

في إمتهان الأخطاء والخطايا

 

إن الذين راكموا الأخطاء والخطايا منذ ١٩٨٨/٩/٢٢ وساروا بالتسويات والتنازلات والهرطقات وسلّموا بالسرديّات المفخّخة والمضلّلة لم يتعلّموا شيئاً حتى بعد إتفاق ٢٠٢٤/١١/٢٧ ولم يُفعلوا مضامينه. فإذ بهم ينزلقون الى تسوية رئاسية جديدة في ٢٠٢٥/١/٩ ويضعون أنفسهم كذلك السلطات الدستورية المركزية في الدولة تحت مقصلة سرديّات الفريق الممانع المتجدّدة فجوراً بدعم من الجمهورية الاسلامية الايرانية، لأمد قد يمتدّ لطيلة ولاية العهد الحالي وما يزيد، مع فارق أن لبنان أصبح أرضاً مكشوفةً عسكريّاً للعدو الاسرائيلي ومستباحةً منه حتى باتت تشكل حزاماً أمنيّاً إستراتيجيّاً له حق النهر الكبير الشمالي.

الأمر الذي سيحوّل هذا الإتفاق (٢٠٢٤/١١/٢٧) الى مادةٍ لتفجير الداخل اللبناني فحسب، لانقسام اللبنانيين حول تفسير وتطبيق بنوده، ما يشكّل حائلاً دون إعادة بناء الدولة وعائقاً دون حلّ أزماتها.

بحيث لن يكون من خلاص بعد اليوم، في ضوء هذه الوضعية، الاّ بفضّ الشراكة الوطنية وصيغة العيش المشترك وإسقاط النظام السياسي المركزي المعمول به والذهاب بإتجاه قبرصة الوضع اللبناني. ما دام أن القبرصة قد أثبتت جدواها منذ ١٩٧٤، وهي مقبولة ومحمية دوليّاً، لمعالجة أوضاع البلاد المركبّة طائفياً وعقائديّاً وثقافيّاً والمنشطرة عاموديّاً.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها