فرانسوا ضاهر

الخميس ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٤ - 20:47

المصدر: صوت لبنان

في سرديّة العمالة للعدو الاسرائيلي

في سرديّة العمالة للعدو الاسرائيلي :

مؤسفٌ أن يتمّ إستحضار العدو الإسرائيلي كقميص عثمان تجاه الخصوم السياسيين، حيث يتمّ جزافاً إتهامهم بالعمالة له أو بالتوافق الباطني معه أو بالإفادة من جرائمه، وذلك لغاية تشويه صورتهم او تبرير الإنقضاض عليهم أو حتى تحليل دمائهم.

كما يتمّ إستحضار ذلك العدو كقميض عثمان أيضاً لتحميله دوماً الجرائم السياسية والأمنية المرتكبة، وإبعاد الشبهات وقطع الطريق على التحقيقات التي تختص بتحديد هوية مرتكبيها الفعليين.

كما يتمّ إستحضاره كذلك لغاية تبرير التحالف مع الفريق الذي أرسى شرعته على معاداته.

كما يتمّ إستحضاره أيضاً من قبل فريق لغاية حمل الأفرقاء الآخرين على موالاته وتغطيته، إنطلاقاً من شرعة معاداته له.

ويتمّ إستحضاره أيضاً وأيضاً في مطامعه في لبنان لغاية أن يبرّىء فريق نفسه من أخطائه (٢٠٠٦) وخياراته (٢٠٢٣) التي أدّت الى إنتهاك ذلك العدو للسيادة الوطنية واحتلاله لأرض الوطن.

كما يتمّ إستحضاره لإتهام الخصوم السياسيين بالعمالة الباطنية في كلّ مرّة أدت أفعال وأخطاء فريق الى قضم السيادة الوطنية وإنتهاكها وإقدام هؤلاء الخصوم على مساءلة هذا الفريق عن الأضرار التي تسبّب بها بفعل هذين القضم والإنتهاك.

اما لبنان فلم يعرف هذه السردية الإتهامية بالعمالة للعدو الاسرائيلي الجاثم، منذ نشأته في ١٤ أيار من سنة ١٩٤٨، على حدود لبنان الجنوبية والتي توجّه للخصوم السياسيين إلاّ منذ مطلع الحقبة الزمنية التي أخذت فيها القوى الممانعة التمدّد والإنفلاش
على حساب القوى الوطنية السيادية الحرّة التي تناهضها أو تجافيها أو تضيّق عليها.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها