جورج يزبك

الثلاثاء ٨ تشرين الأول ٢٠١٩ - 11:18

المصدر: صوت لبنان

مسكين لبنان

تمخضت الدولة بكل مؤسساتها فولدت تعميماً جاء رغم كل شيء تعتيماً على الليرة، وتحريماً من الدولار، وتجريماً لكل المشككين ولو على سبيل الاستفهام أو الاحتياط. صار الدولار محور حياتنا، وعلة وجودنا. صارت الليرة الزوجة الشرعية، والدولار العشيقة المستورة. فلنعتمد الدولار إذاً لأن كل محجوب مرغوب. صار التقنين نمط حياة سائدة في لبنان وقاعدة معمولاً بها ثلاث مرات في اليوم تماماً كوصفة دواء. تذكرون يوم أعطى الرئيس الراحل حافظ الأسد الأمان لجنوده لفترة نصف ساعة بعدما خدموا في لبنان، فسأله أحدهم: سيادة الرئيس ما المانع من أن يصبح الشعب السوري شعباً سعيداً مرفهاً تماماً كالشعب اللبناني؟ وجاء جواب سيادته سريعاً: لا أستطيع أن أعدكم بهذا، لكن أعدكم بأن يصبح الشعب اللبناني كالشعب السوري، والرئيس اللبناني كالرئيس السوري.

وهكذا كان. بل ربما صار السوري أفضل حالاً. يشتّي في ربوعنا على حساب جهتين، لبنان والمجتمع الدولي، ويصيّف في سوريا دافعاً هناك ما جناه هنا. يعترض هنا على ظروف الحياة وقد يتظاهر غداً ضد الدولة اللبنانية، ويمتثل في سوريا مؤدياً فروض الطاعة. في ال٧٥، بدأت سوريا بجيشها تحكم لبنان. في ال ٢٠٠٥، حاكم لبنان سوريا بإخراج جيشها. في ال٢٠١٢ وما بعد عادت سوريا لتحكم لبنان مرتين. مرة باستخدام حزب الله فيلقاً في الجيش السوري أو الايراني، ومرة باستبعاد معارضي النظام من سوريا الى لبنان كنازحين ومنكوبين.

فتشوا في القاموس الطبي. ان الغدد اللبنانية لم تعد تفرز مادة Ocytocine أي هرمونات الحب بين لبنان وسوريا بفضل الفضل السابق. لا ارتاح لبنان في حرب سوريا على لبنان. ولا ارتاح خلال حرب بعض اللبنانيين مع سوريا. مسكين لبنان،

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها