من ديوان “آخ” (1974) بْ صوت زينا زيادي
لَو تجي عَ الأرض من ميّة سني
كِنّا حرَقنا كل تاريخ الدموع،
وكانت القِصّا من زمان مْدَوزني
وكِنّا محينا منِ الحَكي كلمة ركوع
وكلمة ما بعرف شو، ومدري شو بني
لَو تجي عَ الأرض من ميّة سني.
وكان الملك مجنون مجد وغار
وعندو حَكي للكل
وعندو دهَب للكل
وانْ بَردت الإيّام هوّي النار.
وكِنّا قرينا بدفترو
حَدّ القَدَر كلمة رْكاع،
وكانو الليالي زَهَّرو
أطفال إيّامُن وساع.
وكان البيعرف شو بني وشو ما بني
لَو تجي عَ الأرض من ميّة سني.
وكان الملك بيطِّل عبكرا
عَ المَديني يوَعيّا من النوم،
وعَ المَديني الإسمها بِكرا
وبَلَّش يسَمّي شوارعا منِ اليوم.
وكانت فكارو شوارع وساحات.
وعندو أسامي اللّي إجو،
والغِرب يعرفهُن من الدَعسات.
وعندو أسامي الرح يجو،
واللّي إجو يتفرَّجو.
واللّي إجو تا يدحرجو
أفكار سَودا تهيِّج الساحات.
وكانت الريشي عَ السيوف مسلطَني
لَو تجي عَ الأرض من ميّة سني
وكان الحَكي كلّو حَرير
والنوم كلّو عا حَرير.
والأرض كانت واسعا
ونحنا الطيور العم نطير.
وعنّا سفيني راجعا
ومحَمَّلي الوَعد الكبير.
وكانت الصدفي راكعا
بين اللّي صار ورح يصير.
وبيروت عم تلبُس قَميص مولدني
لَو تجي عَ الأرض من ميّة سني.
وكنّا الطفولي العَم تخرتِش عَ الدراج
كلمات بتطَّري الحجَر
وكنّا السفيني والمَسافي، والمواج
والعاصفي، وكنّا السفَر.
وبيروت كانت عَ الشعوب مشيطَني
لَو تجي عَ الأرض من ميّة سني
وكنّا نزلنا عن ضهور الخَيل.
وكنّا بَعَتنا الصبح
للشعوب العايشي بالليل.
وكانت الصَحرا جرح
أخضر يفرِّخ لَون.
وكنّا بَعَتنا برود
عَ اللّي ما عندُن لَون
وكانت الكلمي حدود
والشِعر قاعد هَون.
وكنّا العيون الخضر
وبيروت كانت صدر
والشام كانت فَوق صدرا سَوسَني.
لَو تجي عَ الأرض من ميّة سني