عباس الحلبي

الأثنين ١٧ شباط ٢٠٢٠ - 14:00

المصدر: صوت لبنان

الشعب اللبناني ينتظر الخلاص

قمعُ المتظاهرين والمعترضين وممارساتٌ خشنة من القوى العسكرية والأمنية لتأمين فتحِ المسالك حولَ القلعة الحصينة التي حوَّلوا مجلس النواب وسرايا الحكم إليها بإقامةِ الحواجز المسلحة والعوازل لِعَدَم سماعِ صوتِ الناس. وعناصر القوى الأمنية والعسكرية التي تولَّت القمع عندما تأوى إلى بيوتها بماذا تفكّر. هل هم أحسنُ حالا” في معيشتهم من الشباب المنتفض؟.

مشهدٌ معيبٌ إن دلَّ على شيء فإنما يدل على الغربة التي تعيشُ فيها السلطة السياسية وطلاقها البائن مع الناس وهم مبدئيا” ممثلوهم ويدفعون بالقوى الأمنية والعسكرية إلى إسكات المتظاهرين.

بشاعةٌ في بيروت مُفتَعلة لِحَجبِ جمالِها، وجمال الطبيعة في الجبالِ المكسوّة ببياضِ الثلج الممتَزِج مع خَضارِ الأشجارِ المثقَلة بعبءِ الثلج تنحني لِتُلامِسَ الأرض والأرضُ تحاكي الشجر بغطائِها فَتختفي البشاعة التي إفتَعَلَها الإنسان في إنتهاكاته بِتشويهها.

ما الذي فعلَه الللبنانيون والمقيمونَ في رِحابِه بِطبيعةِ البلاد الجميلة ولماذا سَمَحَت السلطة بإنتهاك الطبيعة إن لَم يكن السبب هو لِدواعي المحاصصة والطائفية والفساد وهي جميعها سِمتِها. 

ماذا سَتفعل الحكومةُ الجديدة بثقةٍ هزيلة وجلسة منقوصة لمعالجةِ كل القضايا التي طرحَتْها في بيانها. 

مَن يصدِّق أنَّ هذه الحكومة ستنجح هي حيث مماثلوها فشلوا سابقا” وهي تدين بتشكيلها وببعض أعضائها إلى نفس التشكيلات السياسية التي شاركت في الحكوماتِ السابقة وفشلت.

في أيّ حال حصَلَت الحكومة على ثقةِ النواب وبالرغم من لا ثقةِ الناس فإنه يجب إعطاءها فرصة لرؤية مدى جدّيتها في العمل وإبراز إمكانياتها في تنفيذ خطة الإنقاذ. لا تعوز البلاد الدراسات فالكثير منها متوفّر في الجوارير ولكن التحدّي الأكبر أمام حكومة مواجهة التحديات هي في قرارها السياسي السيادي في الإستعانة بالدراسات الجدية وبالكفاءات المقتدرة والبدء بإجراءات هي وحدها المطلوبة اليوم والكفيلة بإخراج البلاد من محنتها وأزمتها. 

الشعب اللبناني ينتظر الخلاص فلتحاول الحكومة وإذا صمَّ المسؤولون آذانهم عن صوتِ الناس لا شك أنهم سمعوا المطران يزجرهم ويدعوهم إما لتأمين العيش الكريم للبنانيين وإما الرحيل. لقد دقَّ المطران ناقوسَ النهاية وهم على عتبةِ الرحيل.

 

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها