الثلاثاء ١٦ تشرين الأول ٢٠١٨ - 09:58

المصدر: المركزية

“النورج” تنقل الهم المسيحي إلى دوائر القـرار الفرنسية أبو ناضر: أكدنا أهمية وجودنا للحفاظ على التعددية والديموقراطية

فيما ينشغل الوسط السياسي المسيحي، بخوض حرب الحصص الحكومية بما يترجم نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، و”يؤكد الشراكة الحقيقية” في الحكم، وينصف المسيحيين ويؤمن لهم حقوقهم السياسية وحضورهم الفاعل والوازن في دوائر القرار في لبنان، تسجل بعض الجهود الفردية للحفاظ على الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط، على اعتبار أن البابا يوحنا بولس الثاني كان محقا في وصف لبنان بـ “الوطن الرسالة”، كون بلد الأرز نموذجا يحتذى في ما يتعلق بالتعايش الاسلامي- المسيحي السلمي. وفي هذا الاطار، يدرج حرص الكثير من دول العالم، لا سيما منها فرنسا، على الحفاظ على لبنان واحة تعايش سلمي بين الديانات السماوية، علما أن كثيرا من المراقبين رأوا في الاعتداءات الداعشية على المناطق المسيحية في كل من سوريا والعراق تهديدا يطال لبنان كما غيره من دول المنطقة، الغنية والفريدة بتعدد ثقافاتها وحضاراتها.

وفي هذا السياق أيضا تأتي جهود جمعية  “النورج” التي تعنى بتعزيز الوجود المسيحي في لبنان، وبينها الزيارة الأخيرة لرئيس الجمعية فؤاد أبو ناضر إلى فرنسا حيث التقى عددا من كبار المسؤولين الفرنسيين، وبحث معهم “المسألة الشرقية”  المسيحية.

وفي حديث لـ “المركزية”، أوضح أبو ناضر أن “الزيارة أتت للإضاءة على أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان، خصوصا على أثر الأحداث التي شهدتها في المناطق المسيحية في سوريا والعراق، خصوصا أن المسيحيين هم رمز التعايش والعيش المشترك وهم الرابط بين السنة والشيعة والدروز”، مشددا على “أهمية وجود المؤسسات التربوية المسيحية، التي أمنت امتداد الفرنكوفونية في لبنان والشرق، وهذا دليل إلى أن لبنان هو الداعم الأول للفرنكوفونية في الشرق”.

وكشف أبو ناضر أن “اللقاءات شملت مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للشؤون الديبلوماسية Aurélien Le chevalier ، وتناولنا ملف المساعدات التي تقدمها فرنسا للبنان، لا سيما من خلال الجمعية الفرنسية للتنمية (Association française pour le développement)، علما أن هذه الأخيرة تقدم مساعدات بالملايين لعرسال، ولا يشمل عملها القرى المسيحية كالقاع ورأس بعلبك. وقد وعد الفرنسيون ببلوغ المساعدات لهذه القرى، في الخطوات المقبلة”.

وكشف أن “في منتصف شهر تشرين الثاني، سيزور وفد من الجمعية لبنان لدراسة الوضع على الأرض”، لافتا إلى أن المباحثات شملت أيضا لقاء مع المستشار السياسي لوزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان. ناقشنا معه وجود النازحين السوريين الذين أضيفوا إلى اللاجئين الفلسطينيين، ما يرفع عدد الأجانب المقيمين في لبنان إلى مليوني شخص”.

وشدد أبو ناضر على أهمية أن تعمل فرنسا مع الروس وسواهم من أجل إعادة النازحين إلى بلادهم في أسرع وقت، ومن دون انتظار حل سياسي للأزمة السورية”، مشيرا إلى أهمية الوجود المسيحي في الشرق للحفاظ على ديمومة الفرنكوفونية واللغة الفرنسية في هذه البقعة من العالم”.

وأعلن أبو ناضر أيضا أنه قدم مداخلة في مجلس النواب الفرنسي، الذي يضم لجنة لدعم الأقليات والمسيحيين المشرقيين، وقد شرحت فيها أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق لصون التعددية والديموقراطية، وإرساء ثقافة الحرية”، مشددا على أهمية الدعم الفرنسي للبنان ومسيحييه، لا سيما من حيث ايجاد فرص العمل للشباب”، كاشفا أن الفرنسيين أبدوا حماسة لإبرام اتفاقات التوأمة مع بلدات وقرى لبنانية”.

وأشار إلى أن “في مجلس الشيوخ، وفي حضور رئيس لجنة مسيحيي المشرق  Gwendal Rouillard ، والسيناتور Bruno Rétailleau ، وشددنا أيضا على أهمية الوجود المسيحي في الشرق، من منظار الحفاظ على التعددية في المنطقة”.