play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الجمعة ٢٠ آب ٢٠٢١ - 07:42

المصدر: صوت لبنان

فنزويلا أو لبنان؟

العهد والرئيس المكلف والحكومة المستقيلة ومجلس النواب الذي يجتمع اليوم، محشورون جميعاً بالأمر الواقع الذي وضعه أمامهم الأمين العام لحزب الله. لا هم قادرون أن يسألوه من أين لك هذا، ولا هو راعى أصول الأدب السياسي، فلم يترك للدولة أن تقرر ما اذا كانت باخرة النفط الايرانية أرضاً لبنانية أم تمثيلاً لايران في لبنان يشكل رابطاً اقتصادياً بعد الرابط السياسي الذي يمثله حزب الله والرابط العسكري الذي يمثله سلاح حزب الله. وسواء وصلت الباخرة أو لم تصل، الا أن مثلث ربط لبنان بالدولة الفارسية اكتمل، فبعدما اكتفى حزب الله خلال حكومات الرئيس رفيق الحريري بمعادلة، القرار السياسي والاقتصادي للحكومة والقرار العسكري للحزب، صارت المعادلة اليوم: القرار السياسي والعسكري والاقتصادي لحزب الله، الا اذا قرر الرئيس البارحة قبل اليوم قلب الطاولة ورفض التسليم بهذه المصادرة الكلية. حزب الله استفاد بالتأكيد من تراجع الولايات المتحدة في المنطقة وبنى حساباته على انسحابها من أفغانستان، فقرر التقدّم في لبنان. في الخلاصة، وفي وقت بدأت افتراضياً استراتيجية سحب السلطتين السياسية والعسكرية من يد حزب الله لصالح الدولة اللبنانية، أضاف الحزب لنفسه سلطة ثالثة في القرار الاقتصادي. ولبنان اليوم على مفترق خطير: اما فنزويلا او لبنان الدولة، الاولى يعجّل فيها صمت المسؤولين، والثانية تنتظر كلمة “اسمحلنا يا سيّد”، وتنتظر فعلاً بتأليف حكومة من خارج منطق المحاصصة السائد حالياً بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها