دولية
الأحد ١٦ نيسان ٢٠٢٣ - 12:13

المصدر: سكاي نيوز عربية

“المحيط الهادئ”.. مسرح عمليات جديد يتأهب بين موسكو ووانشطن

تضطرب موجات المحيط الهادئ والبحار المتداخلة فيه برياح الاستعدادات القتالية مع إعلان موسكو، الجمعة، رفع حالة التأهب القصوى لقوات أسطولها البحري في المحيط، بعد 3 أيام من إعلان بكين تعزيز تدريباتها العسكرية من أجل “قتال فعلي”.

التحرك الروسي هو الأول لأسطول المحيط الهادئ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وفيما يعدد خبير روسي مبرراته، دعا خبير أوكراني واشنطن للتدخل ووقف التصعيد الروسي، كما ورد في حديثيهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.

ويأتي هذا في وقت تزداد فيه العلاقات بين موسكو واليابان توترا على خلفية النزاع حول جزر الكوريل في المحيط الهادئ، وتذمر موسكو من الدعم الأميركي لليابان عسكريا في هذا الملف، وكذلك يزداد التصعيد بين بكين وجزيرة تايوان الواقعة في بحر الصين غرب المحيط على أمور تخص السيادة على الجزيرة.

استعراض روسي للقوة

وضعت موسكو أسطول المحيط الهادئ بأكمله في حالة تأهب قصوى، الجمعة، لإجراء تدريبات مفاجئة.
وصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الهدف الرئيسي لتلك الخطوة بأنه بناء القدرة على صد عدو محتمل من المحيط والبحر.
تحديدا، أوضح شويغو أن مناورات الجمعة رد على محاولة خصم (في إشارة لليابان) للهبوط في جزيرة سخالين وجزر الكوريل الجنوبية.
يوم الثلاثاء، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته قاعدة بحرية جنوب الصين، القوات إلى “تعزيز التدريب العسكري من أجل قتال فعلي”، و”الدفاع عن حقوق ومصالح الصين البحرية”.
3 مراحل

فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، صرح بأن إعلان حالة الجاهزية ستتم على 3 مراحل:

الأولى: وضع الأسطول في حالة استعداد قتالي كامل، واختبار قوات الدفاع الجوي ووحدات الطيران المناوبة.
الثانية: نشر قوات ذات استعداد دائم من نقاط قواعدها إلى مناطق التدريب القتالية.
الثالثة: مهام التدريب والقتال، واستعداد الغواصات الاستراتيجية لاستخدام الأسلحة.

غير مسبوق منذ 30 عاما

يعلق ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الإستراتيجية، بأن هذا التدريب لم يسبق له مثيل بالنسبة لأسطول المحيط الهادئ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

ومبرزا أهمية الخطوة، يقول:

التشكيل التشغيلي والإستراتيجي للبحرية في المحيط الهادئ وسيلة لضمان الأمن الروسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وحقوق روسيا الاقتصادية في القطب الشمالي.
شركاء الولايات المتحدة، اليابان وكوريا الجنوبية، وحدهم الذين لديهم مجموعات ضاربة قائمة على السفن ومرافق برية في منطقة قواعد أسطول المحيط الهادئ؛ من الواضح أنه تحت ضغط من المجتمع الأطلسي وبعد اندلاع النزاع في أوكرانيا، تغير الوضع.
الخطوة هامة لمواجهة أجندة أميركية خاصة بإنشاء منصة مع النرويج والسويد وفنلندا على الحدود الأوكرانية؛ لاحتواء روسيا على حدود القطب الشمالي.
أولوية روسيا السابقة تركزت على المحيـط الأطلسي والقطـب الشـمالي، ولكن المحيط الهادي الآن أصبح بؤرة صراع.
طلب الدعم الأميركي

في المقابل، طالب فاديم أريستوفيتش، الأكاديمي في الشؤون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، واشنطن بالتدخل، قائلا إن “الخطوة الروسية يجب أن تواجه بتحرك أميركي سريع في تلك المنطقة”.

ومستشعرا الخطر، يقول أريستوفيتش، إن وزير الدفاع الصيني لي شانغو سيزور روسيا في 16-19 أبريل، بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، وهذه سلسلة أحداث “لها سياق عالمي، وتلفت انتباه واشنطن”.

بجانب ذلك، تزيد كوريا الشمالية نشاط إطلاق الصواريخ، ويتم الرد في اليابان، حليفة الولايات المتحدة، بزيادة قوتها العسكرية، ومن شأن هذه الأحداث أن تبعث “برسالة واضحة إلى واشنطن لتوسيع نطاق المناورة للقوات البحرية مع حلفائها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”، وفق تقدير الأكاديمي الأوكراني.