play icon pause icon
جورج يزبك

جورج يزبك

الثلاثاء ٢ آذار ٢٠٢١ - 08:21

المصدر: صوت لبنان

المشي أفقياً

يجب أن ننتهي من فلسفة أن الأزمات في لبنان استثمار رابح دائماً على طريقة win win situation. بل يجب أن يقتنع العالم بأن الحل في لبنان هو قضية رابحة. لكن المشكلة في أن يقتنع القادة اللبنانيون أولاً بأنهم أصل المشكلة وبأن لا حلّ معهم. حتى طرقاتنا لا تلتقي ولا توصل كلها الى روما كما يقول المثل. فلنبدأ أولاً بسلوك ذات الطريق.

عام ١٩٨٤، ذهب القادة الى مؤتمر لوزان عبر طريقين، البعض وصل الى سويسرا بحراً عبر لارنكا والبعض الآخر براً عبر دمشق.

واليوم أيضاً يسلكون أكثر من طريقين، الثابت فيها دمشق، الا أنها صارت معبر ترانزيت لا أكثر يوصل الى طهران. يجب أن يقتنع اللبنانيون أنهم أبناء عائلة واحدة اسمها وشهرتها لبنان، وليسوا جماعة من أطفال الآخرين القاطنين على أرض لبنان. وأن لبنان وطنهم، لا ولاية هو، ولا محافظة أو نواحي أو أستان .

لكن لا تندهي ما في حدا.

ايلي الفرزلي اعتقد أنه وريث سلالة بفايزر لتشابه بعض الأحرف فأراد أن يقنع اللبنانيين أن لقاحه مع زملائه النواب حصل من قبيل المناعة التشريعية الفائقة الضرورة وليس من قبيل مناعة القطيع. كنّا صدقنا لو احتمى وراء الثانية.

فالقطيع النيابي الملقح وغير الملقح يمشي أفقياً Pronograde وليس عامودياً على رجلين كبني البشر Orthograde. تعودوا على الزحف. لكن ازحفوا وحدكم ماشئتم، ازحفوا باسمكم الشخصي لا عن لبنان واللبنانيين، واتركوا شعبكم يمشي مستقيماً والرأس مرفوع. رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي الذي أصاب النصف في كلامه: وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلا. لا حاجة للعويل فلا أسف عليكم. وليس كل من يمشي على رجلين رجلاً وليس كل من يمشي على الأربع حيواناً.

المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها