إقليمية
الجمعة ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٣ - 18:41

المصدر: المدن

غزة: آلاف الفلسطينيين يسلكون طريق العودة

سلك آلاف النازحين الفلسطينيين طريق العودة إلى ديارهم لرؤية ما بقي منها في ساعات الفجر الأولى الجمعة، وحتى قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ في قطاع غزة.
فقد شهد القطاع على مدى 48 يوماً ضربات إسرائيلية وحشية من غارات جوية وقصف من المدفعية ودبابات منتشرة عند حدوده الشرقية وسفن حربية من الغرب، دمرت عدداً هائلاً من الوحدات السكنية، وقتلت وجرحت عشرات آلاف الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
ومع بدء سريان هدنة الأيام الأربعة التي تترافق مع الإفراج عن رهائن محتجزين في القطاع، في مقابل أسرى في السجون الإسرائيلية، صمتت المدافع والطائرات الحربية الجمعة في خان يونس في جنوب القطاع المحاصر.

ممنوعون من معاينة منازلهم

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن خالد الحلبي وهو من سكان مدينة غزة، أن الهدنة “متنفس بعد 48 يوماً من الضغط”، مشيراً أنه نزح إلى مدينة رفح جنوباً. ويقول: “كنت أتمنى أن تشمل التهدئة كل قطاع غزة (السماح بالانتقال إلى الشمال) كي أعود لأعاين بيتي المهدوم وما تبقى منه”.
وبحسب الرجل فإن “البضائع ستدخل. لم نعد قادرين على العثور على خبز أو وقود أو طعام”.
فيما قال بسام النيرب ل”فرانس برس”، إن التهدئة جاءت “متأخرة للغاية”، موضحاً “تعرضنا لخسائر كثيرة”. ولكنه أكد “التهدئة ستكون متنفّسًا للناس كي يتمكن السكان من التنقّل وتأمين الغذاء والمياه”.
وكشفت أولى الصور من غزة عن دمار هائل في المباني والأحياء السكنية خصوصاً في الشمال، مع انتشار جثث على الطرقات، فيما أقدمت قوات الاحتلال على إطلاق النار على فلسطينيين أثناء محاولتهما العودة إلى منزلهما في شمال القطاع، ما أدى إلى استشهاد اثنين منهم.

وحشية إسرائيل

وقالت صحيفة “هآرتس” إنه “إذا كانت إسرائيل تطمح إلى الحياة، فعليها أن تغير أسلوب تعاملها مع الفلسطينيين”.
وكتب الكاتب الصحافي جدعون ليفي في الصحيفة، رداً على تصريحات اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي غيورا إيلاند التي قال فيها إن على إسرائيل أن تشجع، ولا تستحي، من نشر الأوبئة والكوارث الإنسانية بين 2.3 مليون فلسطيني هم سكان قطاع غزة، لتحقيق انتصار أسرع.
وقال ليفي إن إيلاند “لم يذكر تفاصيل عن الأوبئة التي يقترحها، هل هي طاعون أو دمامل أو كوليرا، أو لعلها مزيج من الجدري والإيدز؛ أو ربما مجاعة تحيق بسكان غزة”.
وأضاف أن إيلاند قدم اقتراحاً “نازياً” ولم تندلع عاصفة من الجدل بشأنه. وأشار إلى أن كل من ينسب الإبادة الجماعية إلى إسرائيل، يعدً شخصاً معادياً للسامية في نهاية المطاف. لكن “تخيل فقط أن جنرالاً أوروبياً اقترح تجويع شعب أو قتله بالوباء كاليهود مثلاً”.
ورأى أن “مبادئ العدل والإنصاف السياسية انقلبت رأساً على عقب، حيث يمكن لأي شخص في إسرائيل أن يكون مثل الحاخام المتطرف والمقبور مائير كاهانا”. وشدد على أن “الأطفال هم الأطفال، سواء في إسرائيل أو قطاع غزة. إنهم لا يستحقون الموت”.
ولا تقتصر هذه النظرة السالبة تجاه الفلسطينيين على تيار اليمين، بل إن التيار السائد يتبنى نفس النظرة، بحسب ليفي، مشيراً إلى أن عضو الكنيست رام بن باراك من حزب “يش عتيد”، يؤيد الترحيل الجماعي للفلسطينيين من غزة.
وقال ليفي: “لقد أصبحت الوحشية صواباً في إسرائيل”، و”الأعمال الشيطانية” تغلغلت في تيار الوسط وحتى يسار الوسط، لافتاً إلى أن الكل سيصبح مثل كاهانا بعد حرب أخرى أو اثنتين. وقال إن أحد أخطر الأحداث التي تتولد من هذه الحرب وتتبدى أمام أعيننا هو “تعميم الشر وتقنينه وتطبيعه”.
واعتبر أن “الشر نشأ من التجاهل غير المعقول واللا مبالاة المرَضية” في إسرائيل إزاء ما يحدث الآن في غزة. وأردف أن الصحافيين الأجانب الذين يأتون إلى إسرائيل لا يمكن أن يصدقوا أعينهم وهم يرون أن الإسرائيليين لا يكترثون لمعاناة أهل غزة.