منوعات
الأحد ٢٣ شباط ٢٠٢٠ - 07:05

المصدر: روسيا اليوم

أبعد كائن عن الأرض يكشف تفاصيل مثيرة عن كيفية تكوين كواكب النظام الشمسي

توصل العلماء إلى أن الصخرة الفضائية المعروفة باسم ألتيما ثولي، تشكلت قبل أكثر من أربعة مليارات عام، وسبقت بذلك كل كواكب المجموعة الشمسية وربما أشعلت الحياة على الأرض.

واكتشف العلماء الكائن الجليدي المسمى Arrokoth أو ألتيما ثولي، وهو أكثر الأجسام البعيدة التي يكتشفها الإنسان على الإطلاق، على بعد 4.1 مليار ميل من الأرض، بواسطة مركبة الفضاء New Horizons التابعة لوكالة ناسا، والتي حلقت فوق الصخرة الفضائية غير العادية في 1 كانون الثاني 2019، بينما كانت تجتاز منطقة تعرف باسم حزام كايبر خلف كوكب نبتون.

وبعد أكثر من عام، قدم العلماء، الخميس 13 شباط، وصفا كاملا لتكوين ألتيما ثولي وأصله، استنادا إلى البيانات التي جمعتها مركبة New Horizons وأرسلتها إلى الأرض من خلال عمليات بطيئة للغاية.

وقدمت البيانات رؤى رائدة حول كيفية تشكيل الكواكب حيث عثر العلماء على أسس البناء العضوية، ما يدل على أن الحياة ممكنة حتى في أبعد المناطق من النظام  الشمسي.

وقال آلان ستيرن، الباحث الرئيسي في برنامج New Horizons، في معهد ساوث ويست للأبحاث في بولدر بكولورادو: “إن ألتيما ثولي هو أكثر الأجسام البعيدة والأكثر بدائية وغير مفسد على الإطلاق من قبل المركبة الفضائية، لذلك عرفنا أنها ستحكي قصة فريدة”.

وتابع: “إنه يعلمنا كيف تشكلت الكواكب، وإننا نعتقد أن النتيجة تمثل تقدما كبيرا في فهم التكوين الكوكبي الكامل”.

ويحتوي ألتيما ثولي، البالغ طوله 22 ميلا، وعرضه 12 ميلا، سطحا محمرا موحدا ناعما ومتموجا مع وجود القليل من الحفر.

ولم يعثر العلماء على أي ماء في هذه الصخرة الفضائية، وهي مغلفة بالميثانول المتجمد، وهو نوع من الكحول، وجزيئات عضوية معقدة غير معروفة.

ويتكون ألتيما ثولي من فصين يشبهان إلى حد ما أقراص الجبن العملاقة المندمجة معا بواسطة جسر. وقال عالم الفلك جون سبنسر، من معهد ساوثويست للأبحاث في كولورادو، أحد الباحثين في الدراسة التي نشرت في مجلة “ساينس”: “إنه يتكون من جسدين يبدو أنهما تشكلا في مدار حول بعضهما البعض من سحابة غبار محلية، انهارت داخل السديم الشمسي، وهو القرص الضخم للغبار والغاز الذي تشكله المجموعة الشمسية، ثم تصاعد الكائنان معا واندمجا بلطف شديد”.

ويشير هذا إلى أن الكواكب التي تشكلت في ظروف محلية كانت فيها سرعة الاصطدام بطيئة بدلا من التجميع التدريجي للأجسام المشتتة على نطاق واسع، والتي تنتج عن طريق الاصطدام العشوائي بين الأجسام الفضائية بسرعات أعلى.

وأوضح سبنسر: “لذلك لدينا الآن صورة أوضح عن كيفية بناء الكواكب، بما في ذلك الأرض”.