منوعات
الأربعاء ٨ كانون الثاني ٢٠٢٠ - 08:38

المصدر: النهار

الأناجيل باللغة اللبنانية لموريس عواد نقطة فاصلة في تاريخ التقاليد المكتوبة

نشر الموقع الإلكتروني لمجلّة “زمزم” ZemZem الأكاديمية الهولنديّة، مقاربةً للمستشرق البولوني الباحث أركاديوس بلونكا حول ترجمة الشاعر الراحل موريس عوّاد للعهد الجديد (الأناجيل) إلى اللغة اللبنانية، وقد تناول بدايات عوّاد في كتابة الأعمال الفنية والفولكلورية، وأشهرها أغنية “هاشلي بربارا” بصوت المطربة صباح، فلفته أن الشاعر لم يحصر انتاجه الشعري والنثري في هذا النوع من الأعمال، بل تجاوزه خلال مدة زمنية قصيرة، ليتوسّع في نشر ما يُقارب الستين مؤلفاً في مجالات ومواضيع شتّى، أرست قواعد اللغة اللبنانية في تاريخ الأدب اللبناني.

في هذا المجال، توقّف بلونكا عند ثبات عوّاد في التزامه اللغّة اللبنانيّة حتى وصل به الأمر إلى تمييزها والفصل بينها وبين اللغّة العربيّة الفصحى، فاستبدل حرف القاف (ق) بالهمزة (ئـ) حيث إنّ القاف لا تُلفظ في اللغة اللبنانية، وأسقط حرف الهاء (ه) من آخر الكلمات حين لا يُلفظ. وأشار بلونكا إلى أن التزام عوّاد اللغة اللبنانيّة يُعادل عنده الإيمان بالدين، فهو استخدم القَوْل الشهير للقديس بولس “الويل لي إن لم أبشّر” وعدّله تعبيرًا عن عمق التزامه هذا ليُصبح القَوْل: “الويل لي إن لم أُلبنِن”.

أضاءت مقاربة بلونكا جانبًا من شخصية عوّاد التي امتازت بالجرأة والشفافيّة، فهو كان يعبّر ويكتب من دون مواربة عمّا يجول في خاطره، ومن دون مسايرة لأيّ كان، حتّى أن المؤسسات الكنسية المسيحية لم تسلم من انتقاداته اللاذعة والمتكررة بسبب عدم اهتمامها بالقضايا الاجتماعية في البلاد، كما لم يسلم الكهنة من هذه الانتقادات، إذ اعتبر عوّاد أنّ نمط حياتهم لا يُحاكي هموم الناس وأوجاعهم.

أما الحيّز الأكبر من مقاربته، فخصصه بلونكا لترجمة عوّاد للعهد الجديد إلى اللغة اللبنانية (أنهاها عوّاد قبل وفاته ولم يجرِ نشرها بعد)، واعتبر أنّ هذه الخطوة (الترجمة) هي النقطة الفاصلة في تاريخ الشرق الأوسط المكتوب، ونقل عن عوّاد قولَه “إنّها قِمة أعمالي”، في حين رفضتها شريحة من المسيحيين اللبنانيين المتعلّقين بالنصوص المقدسة والطقسيّة باللغة العربية.