محلية
الخميس ١٦ تموز ٢٠٢٠ - 08:45

المصدر: صوت لبنان

البطريرك الراعي: حزب الله يهيمن على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية بسبب الدخول في حروب لبنان لا يريدها والحل بالحياد

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن هناك نوعًا من هيمنة لحزب الله على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية بسبب الدخول في حروب وأحداث عربية ودولية، مؤكدًا ان لبنان لا يريدها بالأساس وتحييده هو الحلّ.

وقال في حديث لفاتيكان نيوز: “لسنا ضد حزب الله لكننا نريد أن نعيش سوية بمساواة وبناء مجتمعنا اللبناني”، معتبرًا ألّا حل إلا بإخراج لبنان من الأحلاف السياسية والعسكرية مع أي دولة ويكون لبنان بذلك دولة حيادية فاعلة ومفيدة من أجل السلام والاستقرار، وهذا ما نحن نعمل من أجله فكانت ردة الفعل العارمة في لبنان وكانه وجدوا بابًا للخلاص من هذه الأزمات التي نعيشها.

أضاف: “الواقع اللبناني اليوم مهدد لأننا متروكون من البلدان العربية وخاصة الخليج ومتروكون من أوروبا وأميركا، لأن الجميع يقول لا نستطيع ان نساعد لبنان لأننا بمساعدة لبنان نساعد حزب الله لأنه يسيطر على البلاد”.

وجاء في المقابلة الكاملة:

 الخطر على لبنان بسبب هذا الإنحراف عن الواقع اللبناني.

لبنان هو ملتقى ديانات وملتقى مذاهب يعيشون بانتظام بحسب الدستور وبحسب الميثاق الوطني واتفاق الطائف.

الجديد اليوم هو انه يوجد نوع من هيمنة من حزب الله على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية بسبب الدخول في حروب وأحداث عربية ودولية، لبنان لا يريدها بالأساس. هذا خلق مشكلة أزمة سياسية كبيرة أزمة اقتصادية ومالية ومعيشية حادة للغاية يعيشها اللبنانيون.

لا يمكن البقاء في ذلك، لبنان في الأساس هو كما أراده البطريرك الحويك دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة ثم أتى الميثاق ١٩٤٣ يقول نريد أن نعيش معا لبنانيين مسلمين ومسيحيين من دون أية عداوة للشرق أو للغرب اتفاق الطائف ١٩٨٩ ليكرس هذا الميثاق. لكن بعد ذلك صارت إنحرافات. نحن نقول اليوم من أجل خير كل اللبنانيين دون استثناء لا خلاص للبنان الا بإعلان نظام الحياد الفاعل والحياد الإجابي الملتزم…

وهذا يخرجنا من هيمنة اية فئة من أية جهة اللبنانية ويخرجنا من نزاعات وصراعات سياسية أو عسكرية إقليمية أو دولية. هذا النظام الحيادي الفاعل والمفيد يعني ان يكون لبنان فاعلا وملتزمًا في الدفاع عن قضايا السلام وعن الاستقرار في المنطقة وعن قضية الشعوب وعن القضية الفلسطنية وعن قضايا العرب من دون أن يدخل في أحلاف سياسية أو أحلاف عسكرية ويلعب دوره التاريخي كجسر ثقافي وتجاري بين الشرق والغرب. هذا الواقع اللبناني اليوم مهدد لاننا اليوم متروكون من البلدان العربية وخاصة الخليج ومتروكون من أوروبا وأميركا لأن الجميع يقول لا نستطيع أن نساعد لبنان لأننا بمساعدة لبنان نحن نساعد حزب الله، لانه يسيطر على البلاد. نحن نقول أننا لسنا ضدد حزب الله لكننا نريد أن نعيش سوية بمساواة وببناء مجتمعنا اللبناني ولا حل الا باخراج لبنان من هذه الأحلاف السياسية والعسكرية مع اي دولة ويكون لبنان بذلك دولة حيادية فاعلة ومفيدة من أجل السلام والإستقرار وحقوق الشعوب. هذا ما نحن نعمل من أجله فكانت ردة الفعل العارمة في لبنان وكأنهم وجدوا بابًا للخلاص لهذه الأزمات التي نعيشها.

*ما هي الآلية التي يجب اتباعها من أجل هكذا حياد؟

أولا نحن نستمر في بحث هذا الموضوع مع القيادات اللبنانية والشعب اللبناني ثم مع سفراء الدول، ثم مع الكرسي الرسولي، حتى يصل هذا الأمر الى الأمم المتحدة دولة أو دولتين أو أكثر من الدول التي تشكل مجلس الأمن، الدول الستة. يكفي أن دولة واحدة أم اثنين تقدم اقتراح الى الأمين العام مع لبنان ليكون لنا نظام الحياد الايجابي والفاعل. الأمين العام يطرح على التصويت. هذه هي الآلية داخلية واقليمية ودولية. ونحن نعول على دور الكرسي الرسولي الفاعل في هذا الموضوع.

*الى جانب كونها مرجعية روحية تضطلع البطريركية المارونية بدورٍ بارز يحتم عليها العمل من أجل تأمين العدالة الإجتماعية للبنانيين، فما هي أبرز الخطوات التي تقومون بها على الصعيد الاجتماعي من أجل مكافحة حالات الجوع والفقر والبطالة المتفاقمة التي تنزل بحدوث موجة هجرة كبيرة من البلد؟

نحن أنشأنا في بكركي لجنة إغاثة شارك فيها كل المطارنة والرؤساء العامين شاركت فيها كاريتاس لبنان والبعثة الباباوية ومار منصور دي بول والصليب الاحمر وما في ذاتها من المؤسسات الإنسانية اللبنانية، ونظمنا شبكة تغطي كل الأراضي اللبنانية ونتبادل المعلومات بشكل ان البرنامج هو إلا تموت عائلة جوعًا وهكذا استطعنا ان نؤمّن المساعدات الطبية وبعض الأحيان المادية على كل الأراضي اللبنانية. لكن هذا لا يحل المشكلة الاساسية،يوجد نصف الشعب اللبناني في حالة بطالة وحالة الجوع.

نحن نساعد العائلات التي ليست لها اي مدخول لكي لا تموت جوعًا. فنأمل أن تنتهي المشكلة السياسية التي اذا حلت المشكلة السياسية تحل حتماً المشكلة والأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية. وهنا أود أن أحيي كل الذين من لبنانيين وغير لبنانيين، مؤسسات وأفراد، يساعدون في المال والغذاء من أجل هذا الإغاثة والحمد لله أننا نجد العدد الكبير من المتهمين والمحسنين أكان من مؤسسات أو من أفراد ونتكل على فعل المحبة.

*قد صرحت عدة جهات دولية عم نيتها في مساعدة الدولة اللبنانية شرط أن تطبق هذه الأخيرة اصلاحات جدية تهدف الى مكافحة الفساد.

فما هو النداء التي توجهونه الى اصدقاء لبنان هؤلاء مع العلم ان وزير خارجية فرنسا سوف يزور لبنان خلاخل الاسبوع المقبل وغبطتكم تقومون في زيارة الى دولة الفاتيكان؟

هذا ما نحن نردده في عظة الأحد، في كل مناسبة وفي نداء الأساقفة الشهري ننادي بالإصلاحات وفي رأسها الفساد. وهذا ما يطالب به العالم كله ومؤخرًا كما ذكرت انت وزير خارجية فرنسا. لكن كما قلت أنه لا تستطيع الحكومة أن تقوم باي مبادرة لأنها تجد الصعوبات من داخلها لان الذين اتوا بالحكومة هم الذين يعرقلون عمل الحكومة، ويا للأسف. والحكومة تتألم من ذلك ونعرف هذا من الداخل. نتأمل الفرج…”