محلية
الأحد ١١ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 08:13

المصدر: وكالة الأنباء الكويتية

التأزم الحكومي على حاله ومرشح للتفاقم

لا جديد تحت شمس الحكومة اللبنانية المتعثرة التأليف، يصر الرئيس المكلف سعد الحريري على رفضه توزير من يعتبره «وديعة للمخابرات السورية» في حكومته، والأمين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصر الله، أصر على حق «كتلة اللقاء التشاوري السني» ميثاقيا بالتمثل في الحكومة.

والرئيس ميشال عون، أحال مراجعيه على الرئيس المكلف، وحده وزير الخارجية جبران باسيل، ليس قلقا على الحكومة «لأنها ستولد قريبا»، وهو «عم يشتغل» كما قال الرئيس عون لنواب اللقاء التشاوري، الذين عمم الحريري على تياره ونواب كتلته اعتماد صفة «سنة حزب الله» لتوصيفهم، لا لقاء تشاوري ولا سنة 8 آذار، كما ذكرت وكالة «أخبار اليوم» المحلية وذلك من اجل التأكيد على انضوائهم لهذا الحزب وبالتالي عدم احقيتهم في التمثيل.

لكن الرئيس عون عاد وأكد خلال استقباله بطريرك الكاثوليك يوسف العبسي انه لن يترك جهدا الا وسيبذله لحل تعقيدات تشكيل الحكومة وقال ان الامر يتطلب شجاعة وصبرا مكررا رفضه سعي البعض لتوطين الفلسطينيين.

لكن مصادر متابعة لاحظت لـ «الأنباء» ان الرئيس عون الذي كان رفض توزير احد هؤلاء، كونهم لا يشكلون كتلة نيابية، عاد واستقبلهم بالأمس ككتلة «لقاء تشاوري سني» وهذا الربط بين الكتلة السياسية أو النيابية، بالمذهب السني، غير مسبوق وغير مستحب، لدى البيئة السنية في لبنان، بدليل عدم وجود سابقة قيام «حزب سني» أو «تيار سني» فالسنة مذهب، أما الهوية الدينية فهي الإسلام.

وقد أعلن نصرالله التزامه بتوزير أحد النواب من سنة 8 آذار «الذين بمواقفهم المستمرة منذ 2005 منعوا الفتنة المذهبية التي كانت تريدها أميركا وإسرائيل».

واتهم في خطاب له امس الرئيس المكلف بتجاهل هؤلاء النواب «بطريقة مهينة على حد قوله». وأضاف «انا أتحمل المسؤولية لأني كنت أحاول ان اكون آدميا زيادة عن اللزوم ولذلك امتنعنا عن اعطاء أسماء وزرائنا». وقال نصرالله انه لم يكن يتحدث على مدى الأشهر السابقة في موضوع الحكومة، لكن اليوم جو البلد كله أن «حزب الله» يعطل أو يعرقل التأليف. وأضاف انه بعد تكليف الحريري، حصلت نقاشات ونحن كنا جزءا منها، وتم الحديث في عدد وزراء الحكومة وكانت هناك أصوات تدعو لتكون مؤلفة من 32 وزيرا لإتاحة الفرصة أمام العلويين والأقليات المسيحية كي يتمثلوا في الحكومة، وكي نزيل غبنا تاريخيا بحقهم، ورفع عدد الوزراء إلى 32 لن يؤدي إلى الخراب، لاسيما أن لبنان في الأصل لا يحتاج إلى حكومة من 30 وزيرا».

واتهم الحريري بأنه هو «من رفض هذا الأمر»، مشيرا إلى أنه «تم تجاوز هذا الموضوع، وكنا نستطيع العرقلة منذ اليوم الأول بسبب هذا الموضوع، وبعد ذلك جاء موضوع الحصص الوزارية. «حزب القوات اللبنانية» لديه 15 نائبا وطالب من اليوم الأول بالحصول على 5 وزراء، «الحزب التقدمي الاشتراكي» يطالب بـ 3 وزراء و«تيار المستقبل» يريد كل التمثيل السني وهو لديه 20 نائبا فقط، بينما كتلتا «أمل» و«حزب الله» وافقتا على الحصول على 6 وزراء فقط، فمن كان الذي يسهل؟».

مصدر في كتلة المستقبل وصف جولة سنة 8 آذار، بأنها وقت مستقطع لملء الوقت الضائع، وان الحل بيد حزب الله، الذي أكد على لسان مصدر فيه انه ليس الجهة المخولة التفاوض في هذا الملف، بل يجب الاستماع الى «اللقاء التشاوري السني» الذي نقف خلفه، كما قال، نافيا ان تكون العقدة سنية ـ شيعية كما يحاول البعض توصيفها.

قناة المستقبل رأت في نشرتها مساء الجمعة، ان جولات سنة 8 آذار لها هدف واحد، لا ثاني له، وهو تنفيذ أمر عمليات بخرق التمثيل الوزاري للرئيس المكلف سعد الحريري، وإدخال الوديعة السورية او الإيرانية الى مجلس الوزراء.

وتنقل «المستقبل» عن الرئيس المكلف سعد الحريري، أنه لن يتراجع في هذا الشأن عن موقفه المعلن، ولن يسلم تحت اي ظرف من الظروف بوجود «وديعة للمخابرات السورية على طاولة مجلس الوزراء..» ولن يكلف نفسه الذهاب الى حكومة تتسلل إليها «ودائع علي المملوك» (رئيس المخابرات في سورية) وحملة الشهادات العليا بالتنظير لنظام الفتنة. أوساط متابعة توقعت لـ «الأنباء» بقاء الأمور على حالها، لا بل هي مرشحة للتفاقم، واستنادا لما هو ظاهر في مختلف العواصم العربية التي بدأت تتحمل سلبيات ردود الفعل الإيرانية على العقوبات الأميركية ضد إيران، من اليمن إلى العراق وسورية مرورا بلبنان، حيث وضع حزب الله العصا في دواليب تشكيل الحكومة، ووصولا ربما الى غزة.