محلية
الخميس ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 08:50

المصدر: kataeb.org

الجميّل: الشعب اللبناني قادر على الانتفاض على الامر الواقع ونحلم ببلد جديد مختلف ومستقر

 حذّر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من ان لبنان محتل وقرار الدولة مخطوف واللبنانيين ليسوا أسياد قرارهم وقال:” من المهم ألا يخيّرنا احد بين انهيار البلد والقبول بالامر الواقع وموضوع السلاح مشكلة ويجب التعاطي معه بروية وهدوء ويجب وضع الموضوع على الطاولة ومعالجته لان عدم معالجة مشكلة السلاح سيبقي البلد على ما هو عليه” مشددا على ان كل من شارك في التسوية الرئاسية خضع لارادة حزب الله.

الجميّل وفي حديث لبرنامج inter-views مع الاعلامية بولا يعقوبيان عبر المستقبل لفت الى ان الكتائب يقوم بدوره كمعارضة على أكمل وجه مؤكدا اننا نريد حل مشكلة سلاح حزب الله من خلال الجلوس معا الى الطاولة وليس بالقوة او الذهاب الى مشكل.

وجدد المطالبة بتحييد لبنان عن الصراع العربي الايراني والطريقة الوحيدة لحماية لبنان هي الا نتعاطى في هذه المسألة التي هي اكبر منا الحياد مشيرا الى ان الحياد يؤمن لنا حماية دولية والى ان اول وسيلة دفاعية هو الجيش الذي نريده قويا مع دعم كبير.

وحذّر الجميّل من ان لبنان عرضة للعقوبات لأن الدولة اصبحت تتبنى ما يقوم به حزب الله واصبحت الدولة شريكة له والعقوبات ستطال جميع اللبنانيين .

وعن الانتخابات النيابية، قال:” نحنمستمرون على موقفنا واذا اكملت الحكومة في المنطق نفسه سنخوض معركة انتخابية من موقع معارض الى جانب من يشاركنا موقفنا برفض اداء السلطة وكل من نلتقي معه على النقاط التي نحن مقتنعون بها”.

واعتبر الجميّل ان ما يحصل مع الاعلامي مرسيل غانم خطير وسبق وأشرت إلى دولة بوليسية وما يحصل مع غانم تراكم لمسار غير طبيعي في البلد مشددا على ان لبنان لا يمكن ان يكمل دون انتفاضة على الذات .

في التفاصيل، لفت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الى أن حزب الله لم يضع فيتو على اسم رئيس الجمهورية انما هو من اختار الرئيس، مشددا على ان ليس من حق حزب الله ان يفرض رئيسا على كل الكتل.

واعتبر ان كل من شارك في التسوية الرئاسية خضع لارادة حزب الله، لافتا الى أن الحكومة التي شاركنا فيها كان فيها توازن بين 8 و14 آذار وابدا لم تكن نسخة عن الحكومة الحالية وكان هناك امكانية لتعطيل القرارات اما اليوم فالتوازن مفقود.

ورأى الجميّل أن في مجلس الوزراء اليوم استسلاما، مشيرا الى أن القبول بأن يقرر حزب الله مصير المعارك العسكرية بمفرده فيه استسلام.

وقال الجميّل: “مشكلتنا مع الصفقة السياسية الرضوخ لقرارات حزب الله ملاحظا أن الصفقة اهتزّت عندما حصل فيها اختلاف على المحاصصة”.

واكد أننا نقوم بدورنا كمعارضة على أكمل وجه ومشكلتنا ليست الجلوس مع حزب الله انما الاستسلام لقرارات الحزب، لافتا الى أننا عندما كنا في الحكومة لم يكن رئيس الجمهورية مقتنعا بسلاح حزب الله ولم يكن وزير الخارجية يجلس مع وليد المعلم.

ورأى أن حزب الله انتقل في 3 مراحل فقد ناضل للحصول على حق الفيتو وحصل عليه في اتفاق الدوحة، ثم انتقل الى مرحلة القرار الاحادي والسير بقراراته الى ان اختار رئيس الجمهورية، والهدف اليوم بالنسبة لحزب الله ان يكمل الى مرحلة تشريع الامر الواقع من خلال مواقف رئيس الجمهورية والوزراء، مشددا على اننا نريد حل مشكلة سلاح حزب الله من خلال الجلوس معا الى الطاولة وليس بالقوة او الذهاب الى مشكل، وأردف: “نريد حلا بالتفاهم وموضوع السلاح يجب ان يبقى قيد التداول”.

واكد أننا لم نستسلم في السابق وايا كانت موازين القوى فماذا نقول لمن ضحّى بحياته؟

ودعا رئيس الكتائب الى الصمود وقول الحقيقة والاشارة الى الخطأ مشيرا الى أن لنا الحق كشعب ان نؤشر الى المشكلة والقول ان ما نعيشه هو امر غير طبيعي.

وتوقف عند ما يحصل مع الاعلامي مرسيل غانم وقال: ما يحصل مع مرسيل غانم خطير وهناك اشارات لدولة بوليسية وما يحصل مع غانم تراكم لمسار غير طبيعي في البلد، سائلا: اين خطأ مرسيل غانم؟ هل لانه دار الحوار؟ واضاف: “انا قلق لان ما يحصل مع مرسيل غانم قد يمتد الى غيره من الاعلاميين”.

وعن مفهوم النأي بالنفس قال رئيس الكتائب: “النأي بالنفس امر غير موجود في اية دولة في العالم ولا شيء اسمه “نأي بالنفس””، موضحا ان الحياد ليس له علاقة باسرائيل، لان الدفاع عن النفس مشروع انما الحياد هو تجاه دول لا علاقة لنا بمشاكلها وصراعاتها، معتبرا ان الدفاع عن الحدود من واجبات الجيش ولطالما طالب بنشر الجيش عن الحدود وهذا اسمه سياسة دفاعية للحفاظ على سلامة الدولة اللبنانية.

وسأل: “من قال ان افضل طريقة للدفاع عن لبنان هي القتال في سوريا؟ ومن قرر ذلك”؟ معتبرا أن المشكلة ان هناك من قرر عن جميع اللبنانيين ما الافضل لهم، ومطالبا بالسيادة وبتحييد لبنان عن الصراع العربي الايراني، وأضاف: “الطريقة الوحيدة لحماية لبنان هي الا نتعاطى في هذه المسألة التي هي اكبر منا”.

ورأى ان الحياد يؤمن لنا حماية دولية فالمجتمع الدولي يتعاطى مع دولة حيادية من منطلق الحماية، مشيرا الى أن اول وسيلة دفاعية هي الجيش الذي نريده قويا مع دعم كبير، والوسيلة الثانية هي الحماية الدولية، والنقطة الثالثة عدم اعطاء حجة للآخرين بالهجوم علينا لان ذلك ليس من مصلحتهم.

وشدد على أن لن يتمكّن لبنان من تحييد نفسه اذا لم يكن سيّد قراره، سائلا: “ما علاقتنا باليمن”؟ وأضاف: “انسحاب حزب الله من اليمن لن يحل مشكلة لبنان، لذلك المشكلة الاساسية هي السيادة ورئيس الجمهورية ليس حرا بتشريع الامر الواقع، منبها باننا عرضة للعقوبات لان الدولة اصبحت تتبنى ما يقوم به حزب الله وهي شريكة، والعقوبات ستطال جميع اللبنانيين وهذا الامر الخطير الذي وصلنا اليه ويشكل خطرا على الاستقرار الاقتصادي والمالي لجميع اللبنانيين.

وردا على سؤال عما اذا كان من متبة التقارير قال: “انا رئيس حزب الكتائب فهل اكتب تقارير؟ مضيفا: ” هذا الامر اتركه لغيري”.

واكد أن رفضنا لموضوع السلاح غير الشرعي عمره 80 سنة منذ ان وجد حزب الكتائب، لافتا إلى انه انتخب نائبا على أساس موقفه من السلاح، وشقيقه الوزير والنائب الشهيد بيار الجميّل استشهد دفاعا عن السيادة، مضيفا: “هذا الموضوع لا يتغيّر عندنا”.

وتابع الجميّل: “موقفي من موضوع السلاح لا يتغير ايا كان موقف السعودية وذلك لاننا نؤمن بسيادة لبنان واستقلاله ولا اجندة لنا غير الاجندة اللبنانية، موضحا أن الكلام نفسه قاله في السعودية وروسيا والامارات والاردن.

واضاف: “عندما غادرت المملكة كان انطباعي انهم يريدون ان يتعرفوا عليّ فلم يطلبوا شيئا ولم يسلّموني اي رسالة وابلغتهم وجهة نظرنا كمعارضة واسباب رفضنا للصفقة، واكدت لهم ان الموقف الصادر عن الدولة لا يمثل كل الشعب وتمنيت عليهم الا يدفع الشعب المقيم او المغترب ثمن السياسة التي تتبعها السلطة”.

وعن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري قال: “لم احبّذ طريقة استقالة الحريري من الخارج ولم افعل كما غيري بالسير بالمزايدات”، لافتا إلى انه اتصل بجميع افراد المستقبل وعائلة الحريري ووضع نفسه بتصرفهم وأردف: “لم اتخذ اي موقف قبل ان تتضح لي الصورة”.

واوضح ردا على سؤال ان “الحريري يتمسك بالتسوية على ما يبدو وهو امر لا ازال ضده”، مشيرا الى ان مشكلتنا مع التسوية انها تسوية مصالح وليست مبنية على اي رؤية للبلد.

وقال الجميّل: “انا معترض على الصفقات، فالتسوية ادت الى سيطرة حزب الله على القرار اللبناني واوصلته الى مراكز القرار في لبنان التي تشرّع الموقف غير الشرعي”، لافتا الى أنه لا يمكن للبنان ان يكمل دون انتفاضة على الذات ونحن اليوم نفقد بلدنا والشباب لا امل لديهم بلبنان.

واوضح أنه لبناء البلد لا بد من مجموعة اصلاحات، منها فرض سلطة الدولة واصلاح حقيقي واحترام المؤسسات.

وإذ رفض اي رهان غير لبناني، أكد ان ما يهمنا هو الدعم الدولي للقضية اللبنانية، ملاحظا أن ثمة رفضا عربيا واضحا سمعه عن تدخل لبنان في الشؤون العربية، مشددا على ان على لبنان ألا يتدخّل في شؤون احد.

وقال الجميّل: “إن شاء الله سأزور الحريري قريبًا عندما تخفّ “العجقة” عليه وله معزة على الصعيد الشخصي”.

وعن الانتخابات النيابية قال: “بالنسبة إليّ، القرار في الانتخابات للشعب اللبناني وأراهن عليه، فإما هو موافق على النهج الحالي او يسير مع فرقاء لهم طرح واضح لبناء الدولة الحضارية ومحاربة الفساد”.

وأكد أنّنا حزب ديمقراطي ولدينا آراء مختلفة والحزب سيقرّر التحالفات الانتخابية وأضاف: “يهمني ان يكون كل الحزب مقتنعا بما يقوم به ومتجانسا مع نفسه”.

وشدد على اننا مستمرون على موقفنا موضحا أنه اذا اكملت الحكومة في المنطق نفسه فسنخوض معركة انتخابية من موقع معارض الى جانب من يشاركنا موقفنا برفض اداء السلطة وكل من نلتقي معه على النقاط التي نحن مقتنعون بها.

ولفت الى ان التحالف قد يكون مع المجتمع المدني او مع شخصيات او أحزاب تشاركنا موقفنا السياسي، مضيفا: “اهلا وسهلا بكل من يشاركنا موقفنا حتى لمن يخرج من السلطة ويرفض المنطق وسنخوض المعركة في كل المناطق دون استثناء”.

وأكد اننا خاضعون لقرار الشعب اللبناني وسنعبّر عن رأينا ونعرض مشروعنا، وعلى الناس ان تقرأ وتقيّم ما اذا كانت ستعطينا الثقة، مضيفا: رهاننا ان يقرر المواطنون ما يريدون وننتظر التطور السياسي فاذا بقي الامر على حاله لن نجد أنفسنا الى جانب اطراف السلطة.

وعن علاقته بالأطراف السياسية قال: “عندي صداقة مع الجميع ولكن المشكلة مع اطراف السلطة سياسية، مؤكدا انه يؤمن بان ما يحدد العلاقات السياسية هو الموقف والمشروع”.

وردا على سؤال قال: “لقائي مع الرئيس عون كان وديا جدا والود متبادل ولكن المشكلة في السياسة”.

وعن القوات اللبنانية قال: “كنا معا في كل المراحل وخضنا معارك معا في السياسة ولكن موقفها من التسوية لا يشبهها والخلاف بدأ مع التسوية والعلاقة ساءت بعدها”.

وأشار الى انه اذا خرجت القوات من التسوية والصفقة التي ادت الى التركيبة الحالية مع ادائها السيّء فهذا باب لفتح علاقة جديدة مع القوات.

وقال: “لقد تعلمنا وتدرجنا في موقفنا السياسي وتجربتنا خلال السنوات العشر اوصلتنا الى ما نحن عليه وقناعتنا التغيير الجذري، لان الشعب ملّ من التعاطي السياسي السائد ومن النهج المتّبع، والامل اكبر بدخول دم جديد الى المجلس النيابي”.

واوضح ردا على سؤال أن اتفاق الطائف اقر بنزع سلاح الميليشيات وسيادة الدولة الكاملة، سائلا: “هل نعتبر ان هذا النص لا يزال موجودا”؟

واشار الى ان قيام حملة انتخابية منظمة ستنتج معادلات جديدة وتغيّرات كثيرة ستحصل من الآن لوقتها، لافتا الى ان النظام السياسي الحالي يجب تطويره ضمن آليات الدستور.

وأكد انه مؤمن بان الشعب اللبناني قادر على الانتفاض على الامر الواقع، مضيفا: “أنا احلم ببلد جديد مختلف مستقر متطور وحضاري وهذا الامر بيد الناس الذين سيقررون في الانتخابات المقبلة اي لبنان تريد”، وتابع: “نريد سيادة واستقرارا وحرية وعلى اللاجئين ان يعودوا الى بلدهم ويبدو ان الامر في طريق الحل”.

وردا على سؤال قال: “الطاشناق جزء من التسوية السياسية الحاصلة وجزء من القرارات التي نحن ضدها”.

وختم قائلا: “بالنسبة إليّ اليوم لحظة تاريخية فإما أن نثور على الامر الواقع واما أن نكون جزءا من مشكلة ومن نهج اخذ البلد الى حيثما هو اليوم، لذلك مطلوب من كل المتعاطفين والكتائبيين ان يتخذوا موقفا مع بناء البلد على اسس من السيادة والاستقلال”.