محلية
الأحد ١٦ شباط ٢٠٢٠ - 22:55

المصدر: Kataeb.org

الجميّل: جر لبنان الى الحروب واستعمال السلاح سبب رئيسي لانهيار الاقتصاد اللبناني

حذّر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من عملية فساد كبيرة يمكن ان تحصل اذا كان هناك قرار متخذ في كواليس السلطة لكي تدفع في النهاية سندات اليوروبوند، مناشدًا اللبنانيين بعدم الخوف من الانتخابات النيابية المبكرة لإعادة انبثاق السلطة.

الجميّل وفي حديث “عبر الجديد” ضمن برنامج “وهلق شو” مع الإعلامي “جورج صليبي”، اعتبر أن الحكومة اخذت فرصة، مشيرا الى أننا في المعارضة لسنا مقتنعين لا في شكل ولا مضمون هذه الحكومة، واردف: “منذ اللحظة الاولى كنا مقتنعين ان الحكومة غير مستقلة وغير قادرة على كسب ثقة المجتمع اللبناني والدولي، مشددا على وجوب اتخاذ خطوات معينة لنقوم من النكبة التي نحن موجودون فيها”.

ورأى ان الذين يشكلون الحكومة هم ضحية تركيبة سياسية في البلد، موضحًا: “انا اتحدث عمّن عيّنهم ومن يملك القرار السياسي”.

ولفت الى ان الافرقاء السياسيين لم يريدوا تحمل المسؤولية المباشرة بل وضعوا واجهات لهم للتهرب من المسؤولية، مشيرا الى ان الفريق المسؤول عن تشكيل الحكومة هو الذي سيشكّل عائقا امام هذه الحكومة وغير حكومات.

وطالب رئيس الكتائب بتغيير كل الطبقة السياسية بدءا من مجلس النواب، معتبرًا أن على الشعب انتخاب مجلس نيابي تنتج عنه حكومة مستقلة ناتجة عن ارادة اللبنانيين الذين ينتفضون منذ 4 اشهر الى اليوم.

وذكّر أننا في كتلة الكتائب قدّمنا قانون تقصير ولاية المجلس النيابي في 30 تشرين، اي بعد اسبوعين من بدء ثورة 17 تشرين، لانه كان من الواضح ان لا مخرج لحل الازمة الا بانتخابات نيابية مبكرة، وقال: “في النهاية سيخضعون للامتحان الديمقراطي عبر اجراء انتخابات نيابية”.

واعتبر رئيس الكتائب أن اكبر فخ يُنصب للشعب اللبناني هو النقاش على قانون الانتخابات، لافتا الى ان حزب الكتائب هو الحزب الوحيد في المجلس الذي عارض القانون الانتخابي الحالي، فيما كل الفرقاء السياسيين صفقوا وخوّنونا، وأردف: “كل المنظومة اليوم تريد تغيير هذا القانون ونحن نقول انه حتى بظل القانون الحالي الشعب قادر على تغيير تركيبة المجلس النيابي”.

وأشار الى ان إقرار قانون جديد قبل الانتخابات النيابية المبكرة امر جيد، لكن لا يمكن الاعتماد على هذا المجلس النيابي للخروج بقانون افضل، مؤكدا اننا ما زلنا نعارض هذا القانون، لكن حتى في ظله يمكن تغيير تركيبة المجلس النيابي الحالي.

ورداً على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سأل: “من يحرض اكثر؟ من يطالب بحكومة تمثل طموحات الشعب اللبناني، او من يشن هجوما عنيفا على اميركا والدول العربية؟”

وراى أن الهجوم بدأ قبل صفقة القرن وهو لا يهدأ، وأضاف: “يشنون حربا في المنطقة ويموت لبنانيون في سوريا واليمن والعراق ويهددون الانظمة العربية ويعرقلون علاقات لبنان مع كل الدول التي قد تخرجنا من النكبة التي نحن فيها”.

وشدد على ان ليس المطلوب اخذ لبنان الى المكان الذي يريده نصرالله او الى اي مكان اخر، بل المطلوب اعتماد الحياد وان نرى كيف نحرر الشعب اللبناني من العبودية والكارثة التي اوقعوه فيها نتيجة ادائهم الفاشل.

ولفت الى ان لبنان بات تحت العقوبات والمقاطعة الدولية، سائلًا: “هل هذا هو الهدف، وهل ينهض لبنان في ظل هذا الوضع”؟

وقال الجميّل: “السيد حسن يقول لا تحرضوا على هذه الحكومة، وانا اقول ان التحريض الذي حصل على كل الناس ألم ينعكس على الحكومات واقتصاد لبنان وكل الشعب اللبناني”؟

وسأل: ألا يؤثر جر لبنان الى الحروب واستعمال السلاح والتهديد باشعال حروب على الاقتصاد اللبناني؟ وقال: “هذا سبب رئيسي لانهيار الاقتصاد اللبناني”.

وتابع يسأل: “اي شركة عالمية مستعدة للاستثمار في بلد فيه ميليشيات مسلحة تتدخل في حروب المنطقة وتهدد كل يوم بشن حرب”؟ وأضاف: “كيف يمكن ان ينهض البلد اقتصاديا ان لم يكن مستقرا امنياً وسياسياً؟ واكد أن الاقتصاد مرتبط بالسياسة واذا لم نحيّد نفسنا في السياسة لا يمكن جذب الاستثمار.

وحذّر رئيس الكتائب من عملية فساد كبيرة يمكن ان تحصل اذا كان هناك قرار متخذ في كواليس السلطة لكي تدفع في النهاية سندات اليوروبوند،  لافتا الى ان ما يتم التداول به اليوم يمكن ان يكون عملية فساد كبيرة، ويتم استعمال الغموض ليستفيد البعض من عمليات بيع وشراء.

وشدد على ألا احد اليوم يمكن ان يجيب عما اذا كان الافضل دفع المستحقات ام لا والامر مرتبط بالسيولة، مشيرا الى أن مصرف لبنان يتعاطى بغموض كبير ولا احد يمكن ان يجزم بإجمالي السيولة والاحتياط الموجود.

ورأى أن لا مفرّ من اعادة جدولة الدين، لكن الأفضل إتخاذ هذه الخطوة بعد دفع مستحقات آذار، أما إذا لم يكن بامكاننا الدفع والذهاب الى اعادة جدولة الدين منذ اليوم فيجب ان يتم تقديم ارقام ومعلومات واضحة.

وكشف ان مصرف لبنان يخفي ارقامه على اللبنانيين، مؤكدًا أن هذه الأموال ليست املاكا خاصة.

وعن موضوع الميدل ايست قال: “اجبار اللبنانيين على الدفع بالدولار في وقت يتم منعهم من سحب اموالهم بالدولار امر معيب ومضحك، لافتا إلى ان الجلاد أصبح في النهاية هو المنقذ”.

واعتبر ان هناك سلطة متضامنة متكافلة ومسؤولة، موضحًا ان الحكومات ليست دكاكين واي قرار يلزم كل السلطة لأنها هي كلها مسؤولة عن قرار كهذا.

وردا على سؤال قال: “انا مع استقالة السلطة وتغييرها كلها وهذا الامر يبدأ بانتخابات نيابية مبكرة تؤدي الى انبثاق السلطة بالكامل”.

واكد أن المجلس النيابي هو أم كل السلطات وينتخب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ويقر القوانين، وهو بحاجة لتغيير لكي نطمح الى تغيير كل النهج السياسي،من ثم يجب ان تكر السبحة على الجميع والشعب ينتج كل السلطة من النواب الذين يمثلونه ثم ينتخبون رئيس مجلس نواب ورئيس حكومة ورئيس جمهورية.

وناشد الجميّل كل اللبنانيين المنتفضين ألّا يخافوا من الانتخابات وضيق الوقت، مشيرا الى ان الانتفاضة ما زالت مشتعلة ويجب ترجمة الثورة في صناديق الاقتراع.

ودعا رئيس الكتائب كل السلطة الى التنحي، موضحا ان إجراء انتخابات رئاسية بظل هذا المجلس ستؤدي الى النتيجة نفسها بالرئاسة والحكومة وغيرها.

واكد ان رئاسة الجمهورية موقع دستوري وخاضع للمحاسبة والمساءلة ولا يوجد اي شيء في لبنان خارج اطار المحاسبة ومن حق الشعب اللبناني ان يطالب بما يريده وكل مسؤول يتحمل مسؤولية قراره بالاستقالة ام لا.

ولفت الى أننا اذا اردنا التجاوب مع ارادة الشعب الذي يطالب بالتغيير يجب ان نترك الشعب يعيد انبثاق السلطة بدءا من مجلس النواب والا ستبقى اللعبة الطائفية والمحاصصة واشعال الفتن الطائفية لمنع التغيير في لبنان والضحية هم شباب مسيحيون ومسلمون يطمحون بالعيش في بلد حضاري.