محلية
الأحد ١٤ نيسان ٢٠١٩ - 07:23

المصدر: Kataeb.org

الجميّل: دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان

حذّر رئيس الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل من أن الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ هو التصرف نفسه الذي اوصل لبنان الى 13 نيسان 1975، مشدداً على ان دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان. وقال “اخذوا لبنان الى سياسة خارجية لا علاقة لتاريخنا بها وادخلونا في سياسة المحاور وحولوا الدولة الى دولة بوليسية”.

كلام الجميّل جاء في خلال إحياء “يوم الشهيد” وافتتاح “متحف الاستقلال” في ذكرى انطلاقة “المقاومة اللبنانية” في مجمع البلاتيا جونية.

وحضر الإحتفال: الرئيس أمين الجميّل وعقيلته السيدة جويس، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وعقيلته السيدة كارين، السيدة باتريسيا الجميّل ونجلاها امين والكسندر، السيدة نيكول الجميّل، النواب: نديم الجميّل، روجيه عازار، شوقي الدكاش، ايدي ابي اللمع، فادي سعد، الياس حنكش، جان طالوزيان، نقولا نحاس، انيس نصار. اللواء عصام ابو جمرة. الوزراء السابقون زياد بارود، جو سركيس، منى عفيش، النواب السابقون: فادي الهبر، فارس سعيد، سامر سعاده. المطارنة جورج صليبا، مخايل شمعون، الاب أنطوان سلمان ممثلا مطران جبل لبنان للروم الأرثوذكس سلوان موسي، نائب رئيس جامعة اللويزة الاب سمير غصوب، رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش، رئيس المؤسسة اللبنانية للارسال بيار الضاهر، العقيد داني بشراوي ممثلاً قائد الجيش جوزف عون، العقيد جورج منصور ممثلا مدير عام قوى الأمن اللواء عماد عثمان، النقيب جاد مكنا ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء طوني صليبا، كميل شمعون ممثلا رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، نواب رئيس حزب الكتائب جوزف ابي خليل، سليم الصايغ مستشار رئيس الحزب فؤاد ابو ناضر، الأمين العام نزار نجاريان، توفيق انطوان غانم، بشير ابو عاصي، المحامي أنطوان صفير، المهندس هشام جارودي، وعائلة بطرس خوند.

رئيس الكتائب إستهلّ كلمته بالقول “في 19 نيسان 1976 عند السادسة صباحا خرج شاب لبناني من نافذة البيت كي لا يراه اهله وقفز من الطابق الاول ونزل ليلاقي رفاقه لانه علم بخسارة مواقع عدة في الوسط التجاري واعتبر ان وجوده بين الرفاق سيعطيهم الدفع والقوة، وبعد ساعة او ساعتين سمعوا اصوات رصاص وهم يتحدّثون اليه وبعد نصف ساعة ما عاد يجيب بسبب قذيفة ب10 في الغرفة الموجود فيها واستشهد مع 19 رفيقاً كتائبياً، كان شاباً قوياً طالب في مدرسة الجمهور، إنه امين أسود”.

وتابع الجميّل “قصة أمين التي كبرنا عليها شكّلت دافعا لي للمقاومة والشهادة للحق واعطتنا الشجاعة للنضال، ولو من شبابنا امثاله لما كنا هنا كما قال سيدنا البطريرك الراعي”.

وأكّد أن هؤلاء لم يكونوا هواة حرب انما هدفهم العيش بسلام وكرامة على ارضهم وهدف الكتائب سيبقى ان يعيش الشعب اللبناني بسلام وكرامة على ارضه، مشدداً على ان تجربة الكتائب فريدة فهناك جيل الحرب الذي قاوم وواجه وجيل وُلد بعد الحرب يناضل لتحقيق احلام من استشهد قبله، ومشيراً الى ان هذه التجربة تمكّننا من ان نقيّم ونعطي حلولاً.

وأعلن الجميّل “ان هدفنا باحياء يوم الشهيد ومتحف الاستقلال دعوة الجميع الى التفكير والاتعاظ من تجارب الماضي، كي لا تتكرر، وتكريم الرفاق ومنع تزوير التاريخ وهذا الاهم”، وتابع “لن يزوّر تاريخنا بعد اليوم ولن تزوّر هوية شهدائنا بعد اليوم”. واكد ان اسماء الشهداء في متحف الاستقلال حُفرَت وستبقى.

وشدد رئيس الكتائب على ان التاريخ سيؤكد ان اول نقطة دم في 22 تشرين 1937 كانت كتائبية، واول يد حاكت علم الاستقلال واليد الثانية التي وقعت عليه كتائبية، واول شهداء السيادة اللبنانية سنة 1958 كانوا 54 شاباً كتائبياً، وان في 13 نيسان الكتائبي جوزف ابو عاصي الذي تلقى رصاصة بدلاً من الشيخ بيار على باب الكنيسة استشهد وترك وراءه ولدين، وهو الشهيد الاول، وسيؤكد التاريخ ان في بيت الكتائب المركزي في الصيفي اخذ المكتب السياسي الكتائبي قرار المقاومة وسمى قياداته من وليم حاوي الى فؤاد ابو ناضر مرورا بالشيخ بشير الذي استشهد رئيساً كتائبياً للجمهورية اللبنانية في بيت الكتائب في الاشرفية.

وأكد ان التاريخ سيشهد لأمين الجميّل، الرئيس الكتائبي، بدفاعه عن السيادة اللبنانية عبر الغاء اتفاق القاهرة واتفاق 17 ايار، وقال “كتائبيون كنا عندما دفعنا ثمناً غالياً في حرب الاخوة التي هدرت انتصارات المقاومة وادت الى دخول الجيش السوري قصر بعبدا، وسنبقى نناضل من اجل قضية بطرس خوند الذي خطف على يد النظام السوري مع غيره من الكتائبيين في السجون”.

وتابع “كتائبون كنا بمواحهة الاحتلال السوري في التسعينيات واوائل 2000 بتجمّع قرنة شهوان والمقاومة الطالبية وصولاً الى وضع أول خيمة في ساحة الشهداء في انتفاضة الاستقلال، كتائبي كان الوزير والقائد الشهيد بيار امين الجميّل الذي استشهد دفاعاً عن سيادة واستقلال لبنان، وكتائبي كان الرفيق النائب انطوان غانم الذي استشهد حاملاً راية الحرية في لبنان”.

وقال “البعض يتذكّر نضال الماضي ليبرر مساومات الحاضر، لكن بالنسبة لنا تاريخ لبنان الحديث يشهد ان في زمن التسويات والتقلبات والمقايضات بقيت الكتائب صامدة مقاومة وفية للبنان وشهدائها، وكما يُظهر تاريخنا الذي سترون كامل تفاصيله في المتحف ان هذه ليست المرة الاولى التي يحاول فيها الجميع عزل الكتائب، ولكن التاريخ يظهر كل مرة عاد الكل واعترف بأحقية نضال الكتائب ولو بعد حين”.

وأكد الجميّل ان الكتائبيين ما ارادوا يوما الحرب وحمل السلاح والموت، انما احبّوا لبنان وهم ابناء المجتمع،تخلت عنهم دولتهم وارادوا الدفاع عن بيوتهم ودفعوا الثمن غاليا بسبب غياب الدولة.

وقال “اليوم في 13 نيسان 2019 هدفنا الوحيد ان لا يوضع اي لبناني آخر في المستقبل، بالموقع الذي وضعنا فيه في 13 نيسان 1975 عندما تخلت الدولة عنا، والسؤال الاساسي “هل كانت حصلت الحرب لو كانت الدولة قوية سيدة على اراضيها، والجيش الوحيد من يمتلك السلاح، دولة تطبّق القانون وتمنع التعدي على اللبنانيين، الجواب هو طبعا لا”.

وتابع “لو كانت الدولية متواجدة في العام 1975 لما وُجد أي تنظيم مسلح على ارض لبنان ولما سُمح لاي لبناني بأن يحمل السلاح بوجه لبناني آخر.”

واعتبر الجميّل ان الخطر اليوم ان هناك من يكرّر اخطاء الماضي ويخطف سيادة الدولة ويضع يده على السلطة بالترهيب واستعمال السلاح في شوارع بيروت واداته الاخيرة الترغيب، وهو فتاك اكثر من التعطيل او السلاحـ فاغراء الاخصام بالحصص والوعود الرئاسية تبيّن انها افعل، وبذلك سيطروا على قرار لبنان الذي يحاولون اليوم تغيير هويته.”

واضاف “ادخلوا عبادة السلاح ونسمع اليوم باقتصاد مقاوم وكأنه محكوم علينا ان نعيش بخوف وادخلوا لبنان بلائحة الدول المهددة بالعقوبات، كما ادخلوا البلد في لغة الدولة البوليسية من خلال استدعاء الناشطين وفرضوا علينا رقابة مشددة على الكتب والافلام والفنانين وهذا ليس لبنان الذي نعرفه”.

واعلن رئيس الكتائب ان دور الكتائب اليوم كسر الاتفاق الاستسلامي الجماعي للسلاح وانطلاقا من 83 سنة نضال ان نكون العامود الفقري لمعارضة سياسية حرة تواجه وضع اليد على لبنان لاعطاء اللبنانيين خياراً بديلاً لقلب المعادلة وتصحيح مسار الامور.

وتابع “مشروعنا سهل ان نعيش بسلام في لبنان ونرد ثقافة السلام الى لبنان ونعيش في بلد ديمقراطي حيادي لا مركزي فيه احترام للنظام وبلد الثقافة والتطوّر، بلد نظيف يحكمه الاوادم والاكفاء، وبلد يخلق فرص عمل ويؤمّن الاسكان. وشدد على ان هدفنا العيش في بلد حضاري حدوده 10452 كلم2.

وقال “كثيرون شوّهوا العمل السياسي في لبنان على حساب مصلحة البلد والكتائب موجودة لتقديم نموذج آخر في العمل السياسي هدفه تحقيق مصلحة لبنان”.

وأردف الجميّل “علّمنا المؤسس ان الكتائبي لا يساوم ولا يناور ولا يستسلم ولا يخاف ويقول الحقيقة ويواجه ويرفض الامر الواقع ويختار قضيته على مصلحته وهذه الكتائب في 1936 وفي 2019”.

وفي الختام قال رئيس الكتائب “الى اصحاب الشعارات الفارغة لتبرير الاستسلام والتواطؤ اقول ان هذا التصرف هو نفسه ما اوصل لبنان الى 13 نيسان 1975 عبر تأجيل حلّ المشاكل وطمر الرؤوس في التراب ما ادى الى دمار لبنان”.

ابو ناضر: نعشق الحرية حتى الاستشهاد

المستشار العام لرئيس الكتائب فؤاد ابو ناضر لفت الى ان ولادة لبنان سنة 1920 لم تكن صدفة تاريخية بل نتيجة صمود أبائنا واجدادنا في الظروف الصعبة.

وقال في كلمته:”ولد لبنان على اساس الحرية واجدادنا ارادوا لبنان يعيش فيه المسيحيون مع الشريك ولكن للاسف هناك الكثيرون ممن لم يفهموا الامر واعتبروا ان فكر الديمقراطية والحرية “فيروس” ولكن في نهاية المطاف كل الجيوش الغريبة والغزاة رحلوا وبقينا نحن”.

وأضاف ابو ناضر:”لقد تركنا أثر كبيرا في كل الشعوب العربية ثقافيا وحضاريا وبعد 1967 بدأ الفلسطينيون يخلقون دولة داخل دولة لبنان وفرضت علينا الدول العربية اتفاق القاهرة فتكررت بعدها الصدامات بين الجيش والفلسطينيين وفي العام 1974 كان اول اشتباك رسمي بين الكتائب والفلسطينيين في الدكوانة،  اعدناهم الى المخيم ولاول مرة في تاريخنا انتهت الامور بلجان مشتركة بين الكتائب والفلسطينيين ويومها شعرت ان الحِمل بات كبيرا وباتوا اكبر من الدولة وفي 74 رئيسنا وليام حاوي اعتبر اننا ذهبنا دون اذن الى الدكوانة فحكم علينا”.

وتابع:” في العام 75 حصلت حملة كبيرة على الكتائب لعزلها وتحجيمها لانهم يعلمون انه اذا حجّموا الكتائب وضربوها يستطيعون السيطرة بسهولة على لبنان ونذكر خطاب رشيد الصلح وبعدها عندما اعاده الرئيس أمين الجميل ليسمع ما ستقوله الكتائب وبدل عزل الكتائب ركضت الناس اليها  كما نذكر خطاب الشيخ بيار عندما دعا الى قرع الاجراس ونذكر اتحاد القوى بالجبهة اللبنانية ومن راهن على عزل الكتائب لم يعلم ان ال10000 مقاتل باتوا مئة الف”.

واعتبر ابو ناضر ان السوريين كادوا ان يفشلوا بالسيطرة على لبنان الى حين ان قدّمنا المنطقة الحرة اليهم على طبق من فضة بسبب صراعاتنا الداخلية  ولكن نسي السوريون ان نبض الحرية بقي ينبض في عروقنا واننا نعشق الحرية حتى الاستشهاد .

واذ اكد ان المقاتلين بذلوا حياتهم دون مقابل وهم صانعو التاريخ ومجد المقاومة اللبنانية، ذكّر بأنه “في حرب الاسواق التجارية، ما عدنا نجد من يقاتل وكانت هناك صعوبة للقتال وكان بشير يفتّش عمن يستلم فلم يجد الا حلمي الشرتوني وبعد ساعات عاد الشباب المقاتلون ما عدا حلمي فالتحقنا به واكد انه لن يغادر كما وعد بشير”.

وفي مثل آخر للمقاتلين الاقوياء، لفت ابو ناضر الى ان جوسلين خويري والنظاميات كسرن الهجوم وحمين بيت الكتائب .

وأضاف:”في معركة زحلة كنا نخشى حرب إلهاء مع السوريين وبشير اتصل بجو اده وكان الياس الزايك المسؤول الميداني وكان جواب اده لبشير انهم قرروا الصمود وهذا ما حصل اذ حوّل 3000 شاب زحلة الى قلعة وكان الحل “.

وقال متوجهاً الى اهالي زحلة:” انتم حولتم القوات اللبنانية من ميليشيا الى موقع اقليمي كبير ورقم صعب وأحد لم يعد يستطيع تخطينا واخذتم بشير وحولتموه الى مشروع رئيس”.

واستذكر جرحى الحزب مشيرا الى ان 80% من المصابين طلبوا العودة الى الخدمة واهّلنا مراكزنا لاستيعابهم.

ابو ناضر اكد ان الكراسي والسلطة لا تستأهل قطرة دم ولولا الشهداء ووقوفنا لكانت صفقة العصر حصلت في 1975 وعلى حسابنا ولولا صمودنا لما كانت ثورة الارز مشددا على ان شعار “لبنان اولاً” الذي ينادي به الجميع هو انتصار للكتائب.

وختم: “كي لا يذهب دم الشهداء هدرا اكملوا التحدي والمسيرة “.

جوي حمصي: متحف الإستقلال دعوة للجميع لبداية نقاش للوصول لكتاب تاريخ موحد

مدير المتحف جوي حمصي قال في كلمته “ان منذ 6 سنوات، شرّفني فخامة الرئيس الجميّل بتكليفي لجمع أرشيف حزبي للقيام بمعرض أو متحف صغير لكي نخبر قصتنا، قصة الكتائب وقصة لبنان. 6 سنوات من العمل على كيان عمره 6000 سنة، مات من أجله 6000 شهيد كتائبي، من مشروع إلى بضعة غرفة في شقة صغيرة، وصلنا لمتحف من 3 طوابق بمبنى السفينة لقسم حارة صخر الكتائبي.”

وتابع “لماذا كبر المشروع؟ لأنه من غير السهل إختصار تاريخ حزب الإستقلال، حزب المؤسسات والدولة وحزب المقاومة اللبنانية حزب الـ10452 كلم٢ بمتحف مساحته الف متر مربع. أكتر من 10000 صورة، 20000 مستند: مئات الساعات من الفيديو والكثير من ذكريات أخوة ونضال وشهادة، ما هو معروض في المتحف ما هو الا قسم صغير من الذي حصلنا عليه، وما حصلنا عليه ليس سوى قسماً صغيراً من الموجود عند الرفاق الذين ما زالوا يتصلون بنا كل يوم مشكورين لتقديم صورة او غرض او وثيقة قيّمة للمتحف”.

واشار حمصي الى ان بظل غياب كتاب تاريخ موحّد ومنصف للذاكرة الجماعية، يأتي متحف الإستقلال ليقفل ثغرة في جدار بناء شعب موحّد، على أمل أن يكون عملنا هذا الحجر الأساس لمصارحة ومصالحة حقيقية بين اللبنانيين.

وشدد على ان متحف الإستقلال هو دعوة للجميع لبداية نقاش للوصول لكتاب تاريخ موحد يجمع تضحيات كل اللبنانيين ونظرتهم المختلفة للبنان.

حمصي شكر الفريق الصغير الذي عمل معه على المتحف، الرفيقة صوفي عقل، والرفاق وسيم جبر وفالدمار فضول، كما شكر أيضاً اعضاء “جمعية متحف الاستقلال” وكل الحرفيين الذين عملوا معنا.

وتابع حمصي: “شكر كبير لكل الرفاق من كل المناطق اللبنانية الذين تجاوبوا معنا ووثقوا بنا واعطونا الأغراض والوثائق والصور التي كانت معهم، والشكر الأكبر لفخامة الرئيس الشيخ أمين الجميّل صاحب فكرة المتحف، والمتابع لأدق تفاصيله، وثق بنا وواكبنا بكل المراحل”.

وأردف “وقفة إجلال للـ 6000 شهيد في يومهم، وللشهداء الأحياء من مصابي الحرب، المفقودين والمعتقلين بالسجون السورية الذين زادونا إيماناً وعزيمة وعنفوانا، نعم! لولاهم لما كنا هنا اليوم.. ماتوا لنحيا”.

وختم حمصي: “تحية لك غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، نشكرك على مباركتك للمتحف، كلماتك حفرت بضمير وعقل كل واحد منا”.

ربيع بطرس خوند: نريد اعادة كل المعتقلين وعلى رأسهم بطرس خوند

ربيع بطرس خوند قال من جهته، “في ذاكرة الاستقلال صور وقصص واسماء، من كل بيت احداث وتواريخ رسمت التاريخ، في ذاكرة الاستقلال قصص نضال ومقاومة، قصص ابطال رفضوا الاستسلام، قصص رجال ونساء تمسّكوا بأرضهم، حملوا السلاح ودافعوا عن وطنهم ووجودهم، في ذاكرة الاستقلال، حفرت بالدم اسماء شهداء، لا يمكن ان ننسى تضحياتهم، شهداء ماتوا لنحيا نحن”.

وتابع خوند: “وفي ذاكرة الاستقلال، كثر خُطفوا لنبقى نحن، آلاف المفقودين خلال الحرب اللبنانية لم نعرف حتى اليوم اين هم، وآلاف من المخطوفين ما زالوا خلف قضبان السجون السورية ينتظرون من يردّهم. ومعتقل بطل، بزمن صار فيه دولة لبنانية، خُطف من أمام منزله من قبل جهة معروفة، ما زال ينتظر وما زلنا ننتظر ان يخرج الى الحرية التي ضحى بها عندما هددوه وقالوا له خذ عائلتك وغادِر لكنه لم يقبل”.

واردف: “حرّية شخصيّة، زوجية، عائلية، ابويّة، فضّل ان يخسرها لتبقى الحرية في هذا الوطن  بطرس خوند. منذ ان كان عمره 15 سنة كان يصل الى المنزل، يترك حقيبته المدرسية، ويتوجّه ركضاً الى حزب الكتائب الذي كان يحلم به،  فانتسب للحزب سنة 1956 ومن هنا بدأ المشوار”.

واشار الى ان كل الرفاق الذين وقف جنبهم ووقفوا الى جانبه، يعرفون كم كان بطرس خوند رجلا مناضلا وعصامياً، وكم كان يحبّ لبنان ويؤمن بالقضية التي قدم لها فكره وقلبه. ولان بطرس خوند كان رجل حق، خطفوه ليصبح بعد 26 سنة رقماً صعباً بجدول الحرية،اخذوا اغلى ما عندنا ولم يتركوا اماننا الا حلّين إما الاستسلام او النضال”.

وقال خوند: “26 سنة وخيارنا كان واحداً، النضال ثم النضال،تمسّكنا بكل الخيوط، زرنا غالبية المسؤولين، طرقنا كل انواع البواب لنرجّع الامل على أمل عودة الغالي والرفيق لكن دائماً كانت الاجوبة قاسية، وبالرغم من هذا الامر لم نستسلم ولن نقبل ان نسكت عن حقّ اهلنا”.

ولفت الى ان النظام السوري يرفض الإعتراف بمسؤوليّاته تجاه هذا الملف، هذا الأمر كلنا نعرفه لكن نحن مؤمنون ان الحقيقة والحق ستظهران، ولكن ما لا ولن نتمكّن من فهمه هو كيف ان الشعب والمسؤولين في هذا الوطن، باستثناء البعض منهم طبعا، قبلوا وما زالوا يقبلون كذبة ظالم اعتبر ويعتبر انه لم يعد يوجد أحد من ابنائنا واهلنا في سجنه؟؟”

وسأل “كيف تمكّنوا من السكوت عن حق اخواتهم بالوطن والانسانية، كيف يمكن ان نؤمن بدولة حرّة مستقلة وما زال هناك آلاف من اللبنانيين في قلب السجون السورية؟ كيف نكمل الحياة التي نحن فيها اليوم بسببهم من دون ما نشعر بهم؟ من دون ما نشعر بوجعهم وقهرهم وعذابهم داخل ابشع سجون العالم وتحت اقسى ظروف التعذيب المناهضة للحق والانسانية؟”

وقال خوند: قبل ان نحرر أرضهم، حرروا لنا اهلنا، ردّوا اباءنا وإخوتنا، ردّوا للامهات أولادهم  قفوا معنا وقفت رجال، تمثّلوا برجالات الدولة الذين سبقوكم، برجال المقاومة اللبنانية الذين دافعوا عن ارضكم”.

ولفت خوند الى ان “صحيح انتهت الحرب، ولكن لم تفكّروا يوماً ان هؤلاء الاسرى ما زالوا جزءاً من المعركة التي لم تنته، بسكوتكم تقبلون الخسارة بأبشع انواعها، نحن لا نترك رجالنا بالمعارك ولا نرضى ان نتخلى عنهم”.

وطالب الدولة اللبنانية الى رفع هذه القضية بالعالي على مستوى القانون الدولي وحقوق الانسان، وجعل من هذا الملف قضية وطنية سيادية اساسية لنبقى نؤمن بلبنان حرّ ومستقل، مؤكداً ان من حق جميع الاهالي ان يعرفوا مصير ابنائهم من الطرفين، المفقودين اللبنانيين خلال حرب اللبنانيين من جهة والمعتقلين اللبنانيين بالسجون السورية من جهة اخرى”.

وجدد التأكيد ان قضية بطرس خوند من اخطر القضايا في هذا الملف لان بطرس خوند خُطف سنة 1992، في زمن كان فيه دولة لبنانية.

وختم “بالارادة والوحدة والعزيمة يمكننا سوياً ان نعيد الغائبين ونردّ كرامة الوطن، لا تخذلونا ولا تخذلوا لبنان، نريد اعادة كل المعتقلين وعلى رأسهم بطرس خوند، نحن لم نستسلم وأنتم لا تسلّموا قضيتنا لذاكرة النسيان”.

رعيدي: لولا الكتائب لما كانت هناك معارضة

المناضل الكتائبي سليم رعيدي قال في كلمته “اسمعوا من الكتائب ولا تسمعوا عنها! لقد شرّفتني رئيس الحزب وقيادة الحزب بهذه الإطلالة، من حارس أمين ومحارب قديم كما سماني فخامة الرئيس، انا الشاهد على تأسيس الحزب وشاهد على نضاله وشهادة شبابه”.

وتابع “تخرّجت من المدرسة الكتائبية وما خرجتُ لا منها ولا مشاريعها، وها هي الكتائب بعد 84 عاماً مقلعٌ لا تنضب صخوره ولا تلين شوكته ولا تهمد عزيمته، لا تنسوا أن الكتائب متعددة الروح لا تنتهي ولا تنكسر، متعددة المواهب في الحرب والسلم وفي المجتمع خدام له في لبنان وبلدان الاغتراب”.

واضاف رعيدي: “نشأت الكتائب كشفياً رياضياً، وترعرت إجتماعياً، وناضلت سياسياً، وواجهت عسكرياً في الملمات والمهمات الصعبة، الكتائب حزب الرجال وحزب السيدات وامهات الشهداء، حزب الطلاب، حزب الموالاة والمعارضة”.

وقال “حزبكم ايها الرفاق غيّر المعادلة ورفض المؤامرت الداخلية والاقليمية والخارجية وهمنا كان الدفاع عن الشعب، يكفي أن تكون كتائبنا عام ١٩٣٦ وكتائبكم عام ٢٠١٩ كتائب واحدة، حزبكم اليوم شاخص الى رئيس سامي وهو سامي”.

وأردف رعيدي: “لبنانك اليوم يا شيخ بيار ليس موجوداً لقد قسّموه الى أكثر من قسم وتتناتشه الأحزاب، كل الجيوش احتلتنا ونحن نتلهى ببعض”. وشدد على انلولا الكتائب لما كانت هناك معارضة او من يقول كلا، بل كان الجميع يتقاسمون الجبنة.

وتوجّه رعيدي للنائب سامي الجميّل بالقول: “اكمل الطريق يا رئيس ونحن معك لو كنا اصبحنا بعمر 92 فنحن نحبك، نؤيدك، نحترمك، ونصلي لك”.