المصدر: Kataeb.org
الجميّل في نداء الى اللبنانيين: لا تسمحوا لاحد بوضع الحواجز بينكم فمعاناة المسيحي كمعاناة المسلم وهدفنا واحد بناء دولة حضارية
اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ان طريقة تشكيل الحكومة حرب أهلية مستورة داعيا الى بناء البلد بمنطق السلم لا بمنطق الحرب .
الجميّل لاحظ ان التحدي كبير ولكن الخميرة التي زرعناها في الانتخابات ستثمر شرط ان نبقى على قناعاتنا وثوابتنا.
وتوجّه في نداء الى اللبنانيين بالقول:” لا تسمحوا لاحد بوضع الحواجز بينكم فمعاناة المسيحي كمعاناة المسلم وهدفنا واحد بناء دولة حضارية”.
كلام الجميّل جاء في حديث لبرنامج “صار الوقت” مع الاعلامي مرسيل غانم عبر MTV.
وهو أكّد ان هدفنا لبنان وان يعيش أبناؤنا في بلد يليق بهم وان نبني بلدا حقيقيا.
ولفت الى انه من المفيد أن نطرح طريقة جديدة في العمل السياسي ومشروعًا للمستقبل وان نُرسي قواعد حياة سياسية حقّة لانه يمكن ان نؤجّل بناء الدولة محذرا من ان الدخول في النظام الحالي والتماشي معه يعني تأجيل المشكلة.
وقال:” لقد أعطينا فرصة للعهد ولكن بعد سنتين هناك أمر ما يجب ان يتمّ العمل عليه وتصحيحه، فالنهج لا يزال نفسه من خلال المحاصصة ما جعل البلد يتراجع على كل المستويات، فالسيادة منقوصة والقرار مخطوف” مشيرا الى ان مشكلتنا ليست مع أشخاص انما مع النهج الذي اوصل البلد الى ما وصل اليه.
وذكّر بأّنّ الاولوية في السنوات المنصرمة كانت للحفاظ على سيادة لبنان وكنّا في موقع مقاومة واليوم نحن في موقع بناء الدولة ذلك أن هناك مشاكل كبيرة تتعلق ببناء الدولة وطريقة إدارة البلد.
واضاف الجميّل:” لقد أخذت قرارًا بأن أمارس السياسة بطريقة مختلفة عن الماضي، والكتائب يجب ان تعود لتمثّل انتفاضة على الواقع لا جزءا من نظام قائم، وقد أخذنا قرار المواجهة والعمل السياسي بطريقة مختلفة محذرا من ان ثمة طبقة وسطى خائفة على ان تصبح فقيرة والناس فقدت الأمل بالبلد.
واذ اوضح ان التغيير مسار طويل وتراكم ثقة، سأل: اين البلد اليوم؟ واين مصلحة المواطنين؟.
وأضاف الجميّل:” لدينا حلفاء من مستقلّين وكان يمكننا ان “نركّب” كتلة للدخول الى الحكومة ولكن هل يجوز في بلد فيه 100 تحدٍّ الا يكون هناك اي نقاش بما يجب ان نقوم به بعد تشكيل الحكومة وكيفية النهوض بالبلد؟” حتى اليوم ليسوا متفقين على اي شيء وهم يختلفون ويتفقون على المصالح والمحاصصة”.
واعتبر ان “حكومة “بزّق لزق” هجينة وستكون حكومة خلافات وعندها على البلد السلام.
واشار الجميّل الى ان الانتخابات النيابية أفرزت أكثرية لدى حزب الله معتبرا ان الحكومة المقبلة سيكون للحزب اليد الطولى بتشكيلها تماما كما هو يقرّر عن اللبنانيين، متمنيا ان يكمل الرئيس عون والرئيس المكلّف سعد الحريري بتشكيل سدّ منيع وطالما هما مُتفقان فليشكّلا حكومة”.
وقال: “عندما ترشّح عون للانتخابات الرئاسية كان حزب الله الوحيد الى جانبه ولاحقًا سار الجميع به فحزب الله يفرض رأيه في الملفات المطروحة”.
وتوجّه الجميّل الى حزب الله والتيار الوطني الحر والاطراف الموجودة في الحكم والى “شبابنا” والأصدقاء في المجتمع المدني والاطراف التغييرية فدعا الجميع الى التفكير في ما إذا كان البلد يسير بالشكل الطبيعي اليوم، “فإذا كانوا مقتنعين فلنكمل بالسياسة عينها واذا لم يكونوا مقتنعين فعلينا القيام بما هو استثنائي لإنقاذ البلد”.
ودعا رئيس الكتائب الحريري إلى الاقلاع عن سياسة الترقيع والقيام بتغيير في العمق، مضيفا: “فليشكّل الحريري حكومة اختصاصيين ويضع الازمات على الطاولة ويضعوا خطة انقاذية للواقع الاقتصادي الاجتماعي ونجتمع بشكل موازٍ لبناء لبنان مختلف ونضع على الطاولة كل ما يعيق بناء البلد بعيدا عن سياسة الترقيع والتأجيل”.
وشدد الجميّل على ان “رهاننا ان نضع قواعد تغيير حقيقية في البلد” مشيرا ردا على سؤال الى ان رئيس الحكومة بموافقة رئيس الجمهورية يختار الاختصاصيين.
الجميّل الذي اكد ان الكتائب هو المعارضة الحقيقيّة، اشار الى ان في الستينيات كان لبنان جنّة وللأسف بعد نهاية الحرب نكمل بطريقة حرب وطريقة تشكيل الحكومة حرب أهلية مستورة ، داعيا الى بناء البلد بمنطق السلم لا بمنطق الحرب.
وقال:” اذا كان الرئيس عون مستعدّا لضرب يده على الطاولة وتنفيذ سياسته فلديه الاكثرية بالاتفاق مع الرئيس سعد الحريري”.
وردا على سؤال، اجاب: “نحن وضعنا انفسنا بالتصرف لاقفال ملف المفقودين وفي الملفات الحياتية والاجتماعية سنكمل الى النهاية”.
وسئل الجميّل لم لا يسمِّ الفاسدين في الدولة، فاجاب: “لو كان لديّ ما هو ملموس كوثيقة او رقم حساب للاشارة الى الفساد ما كنت لأسكت، لكن في موضوع سوكلين على سبيل المثال كانت لديّ الوثائق فذهبت بها الى القضاء”.
وعن العقدة السنيّة، رأى ان حزب الله فعل كل شيء لإيصال سنّة 8 آذار الى مجلس النواب وبالتالي الى الحكومة، سائلا:”لماذا تتفاجأون بما يحصل الآن مع تشكيل الحكومة وبما يسمّى عقدة سنّة 8 آذار؟ فما يحصل هو نتيجة التسوية.
أضاف:” لماذا أراد حزب الله القانون النسبي؟ أليس الهدف منه وصول سنّة 8 آذار إلى مجلس النواب؟”.
وتابع الجميّل: “لقد عارضنا التسوية وما زلنا ولكن سنتكلّم مع الجميع دون تغيير قناعاتنا فالمسألة ليست شخصية مع أي فريق”.
وشدد رئيس الكتائب على ان “مفهومي للحياة السياسية مختلف عمّا هو قائم اليوم ولا اريد السير بهذا المنطق ومفهوم المحاصصة لا يقنعني وخرجت منه لأنني غير مقتنع به”.
واشار الى ان “هدفي بناء البلد لا تحقيق مصالح خاصة وعملي ينصبُّ على خلق تغيير بنيويّ في لبنان يبدأ بالعقلية وطريقة التفكير وصولًا الى النظام والاداء اليومي في الحياة السياسية”.
الجميّل الذي سئل لمَ لا ينشر حزب الكتائب حساباته المالية، قال: “نفكّر بذلك، ولكن بكل فخر أقول: إنّ وضعنا المالي غير مريح وحساباتنا واضحة”.
وعن الملف البيئي قال رئيس الكتائب: “المتن الشمالي وبرج حمود ليسا “حمّاما” وثمة حلول كثيرة بديلة عن المكب”.
وحذّر من ان نسب السرطان الى ارتفاع في لبنان وتحديداً في المناطق الاكثر اكتظاظاً كالمتن على سبيل المثال بسبب المكبات والمطامر.
وأوضح ان نسبة الفرز لا تتخطّى 7% وما ارتكب جريمة بحق لبنان المستقبل وصحتنا اليوم، والبديل موجود فقد “طرحنا حلا موقتا الى حين بناء مصانع ذات معايير بيئية بنقل النفايات الى مكان ناءٍ بعيد كالسلسلة الشرقية”.
وقال:” لطالما اتّهمونا بالشعبوية في ملف النفايات والضرائب وغيرها من الملفات وقد رأينا ورأى الناس أنّنا كنا على حق وسنبقى نقول الحق ولو اتهمونا بالشعبوية خاصة ان ما نراه اليوم حذّرنا منه سابقًا والشعب اللبناني يعرف من كان على حق ومن اخطأ بحق لبنان.”
واكد انه ليس واثقاً من القدرة على انشاء محرقة في بيروت وادارتها بشكل سليم معتبرا ان المشكلة في لبنان ألّا ثقة لدينا بدولة قادرة على ضبط الفساد.
اقتصاديا، لفت الجميّل الى ان الايرادات انخفضت ومصروف الدولة ارتفع كما العجز وللأسف نحطّم ارقاما قياسية بسبب غياب التخطيط وحصول الجشع فهم صرفوا بطريقة عشوائية لخوض الانتخابات حيث استعملت الوزارات مجددا تحذيره من انهيار اقتصادي.
وقال: “لا أرى ذهنية إصلاح في حكومة محاصصة كما هو حاصل اليوم واقترح وقف الهدر في قطاع الكهرباء عبر انشاء معامل بالشراكة مع القطاع الخاص”.
الجميّل الذي لفت إلى انه لا يرى ذهنية إصلاح في حكومة محاصصة كما هو حاصل اليوم، قدّم سلسلة اقتراحات لمعالجة المشاكل الراهنة التي يعاني منها البلد أوّلها: “وقف الهدر في قطاع الكهرباء عبر انشاء معامل بالشراكة مع القطاع الخاص، ثانيها: تنظيف الإدارات من الرواتب الوهمية والتوظيف العشوائي والمحسوبيات والمحاصصة، ثالثها: ضبط التهرب الضريبي الكبير أقله ضبط نصفه عبر توفر الارادة، ورابعها: تشجيع القطاعات المنتجة وفتح المجال امام القروض”.
ودعا الى السماح لزياد حايك المسؤول عن الخصخصة بالقيام بعمله.
وشدد الجميّل على انه لا يجوز ايقاف قروض الاسكان والقروض للقطاعات المنتجة معتبرا ان ما وصلنا إليه هو نتيجة تراكم سياسات مالية خاطئة. وتابع: “طريقة ادارة البلد أوصلتنا الى ما نحن عليه، فالبلد جامد ومتوقف ولو سمعوا كلامنا لما انتظروا تقرير البنك الدولي الذي جاء مطابقاً لما كنّا نقوله”.
ولفت رئيس الكتائب إلى ان “البهدلة” التي يعيشها لبنان في الاقتصاد أوصلت البطالة الى 35 % والهندسات المالية التي حصلت هي تراكم لسياسة خطأ اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم.
ورأى انه كان على مصرف لبنان ان يبلغّ الدولة قبل فترة ستة اشهر على الاقل قبل توقيف مصرف لبنان عن قروض الاسكان.
وعن الانتخابات النيابية قال: “عندما اخذنا قرار عدم السير بالتسوية كان وقتها قانون الـ 1960 لا يزال حيزّ التطبيق. قلت للمكتب السياسي في الحزب إمّا ان نسير عكس قناعاتنا ونفقد قضيتنا أو اذا اردنا المواجهة سنكون على استعداد ان نأتي بصفر نواب. لو ربحت الكتائب العالم باسره وخسرت نفسها لا تعود كتائب وفي تلك اللحظة دخلنا في النفق وبالنسبة لي كانت الطريقة الوحيدة لنحافظ على ذاتنا والقضية ودماء الشهداء”.
وأكد أن الاولوية بالنسبة إليه كانت أن تبقى قضية الكتائب قائمة من دون ان يلتفت الى عدد النواب التي سيحصل الحزب عليهم.
وقال:”الكتائب لا تقاس بعدد نوابها! بل خاضت ثورة الـ 1958 بنائب واحد وفي الستين أخذنا 7 نواب وبعدها 4 وبعدها 8 … وبعدها نائب واحد. المسألة ليست في عدد النواب بل بالفعالية والدور”.
وقال الجميّل: “رهاني لطالما كان على الناس وسنة واحدة لم تكن كافية لتغيير ذهنية الناس”، وأردف: “انا اعيش الالم والتحدي الذي يعيشه المواطن”.
وأشار ردا على سؤال إلى أن لديه عملا كبيرا ليقوم به وأخطاء يجب تصحيحها، مشددا على أن الكتائب لا تقاس بعدد النواب انما بالدور الذي تقوم به.
واعتبر أننا ارتكبنا اخطاء بحق انفسنا لا بحق البلد، وأردف: “لقد فكرّت كثيرا وقمت بمراجعة داخل الحزب والخلاصة اننا لسنا نحن المأزومين انما البلد الذي يعيش أزمة”.
ولاحظ رئيس الكتائب أن ثمة كارتيل برعاية حزب الله يحوّل البلد الى مغانم وحصص لافتا الى أن كل المبادئ التي ناضلنا من اجلها مهددة، وأضاف: “خياري بين ان احافظ على معنى وجود الكتائب او ان تكون جزءا من السياسة القائمة، واتحمل مسؤوليتي الى جانب الناس لتصبح الحياة السياسية على صورتنا لا العكس”.
وردا على سؤال، أوضح رئيس الكتائب: “كنت وشباب التيار الوطني الحر في الخندق نفسه وأحترم الجنرال عون ولكني اختلف معه في السياسة، مضيفًا: “في ملف البواخر ثمة أخطاء وهدر ومن واجبي كنائب ان اشير الى الفساد الحاصل”.
وأكد انه لو أُقرّت صفقة البواخر لكان ذهب الى القضاء ولكنها لم تُقرّ لأننا وقفنا في وجهها، فأُوقفت.
وعن الخيار بين المولدات والبواخر سأل: “هل يمكننا ألّا نختار بين مافيا ومافيا، انما ان نختار الدولة؟!”.
وقال رئيس الكتائب:”أمدّ يدي الى كل الناس الذين لديهم النية لبناء الدولة”.
وأضاف: “انا وكل الجيل الكتائبي نريد ان نبني الدولة وان نضع يدنا بيد كل من يرغب في بناء الدولة لان العيش في الماضي لا يبني دولة”.
ورداعلى سؤال عن حزب الكتائب، قال: “أخضع الى المحاسبة والمساءلة في حزبي كما في مجلس النواب”.
وأوضح ان ثمة مساحة ديمقراطية في الانتخابات وفي داخل التركيبة الحزبية ولكن عندما نأخذ قرارا يجب على الجميع الالتزام به.
ولفت الى اننا نتعاون مع الكتل حسب الملفات التي نلتقي بها على الرغم من اختلافنا معها في ملفات اخرى.
وشدد على أن المصالحة ضرورية ولكن المحاصصة لا تنبي تحالفا والخوف ان تؤثر المحاصصة على المصالحة.
ختاما، وجّه الجميّل نداء الى المواطنين قال فيه:” لا تسمحوا لاحد بوضع الحواجز بينكم فمعاناة المسيحي كمعاناة المسلم وهدفنا واحد بناء دولة حضارية. اعملوا لبناء دولة قوية. ولا تسمحوا لاحد بأن يجرّكم الى التطرف الطائفي… اعملوا لبناء البلد كي نغيّر طريقة الاداء السياسي واتمنى على الجميع ان يتابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي كي نبني البلد معًا”.
والى الكتائبيين توجّه بالقول:” كل المبادئ التي ناضلنا واستشهدنا من أجلها مهددة وهدفي الحفاظ على معنى وجود الكتائب وأن لا يصبح جزءاً من الخطأ…نحن على بعد اسبوعين من ذكرى استشهاد بيار فان بيار وبشير وانطوان لم يستشهدوا من اجل لا شيء. هناك من استشهد من اجل لبنان ولن نخذلهم. لم يستشهدوا لنقبل بالغلط ونكون حزبا عاديا…التحدي كبير ولكن الخميرة التي زرعناها في الانتخابات ستثمر في المستقبل شرط ان نبقى على قناعاتنا وثوابتنا وايماننا يجب ان يكون كبيراً بلبنان ولا نقبل بطريقة التفكير التي يحاول البعض ان يجرّنا اليها”.