محلية
الخميس ٢٥ تشرين الأول ٢٠١٨ - 07:48

المصدر: صوت لبنان

الجميّل من اوتاوا : الخلافات السائدة دمرت البلد واعاقت التأليف والمطلوب دق ناقوس الخطر وحكومة كفاءات برؤية استراتيجية

إعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إن كل ما يدور منذ أشهر لا علاقة له بمصلحة لبنان، الامر الذي جعلنا نمتنع عن التفاوض أو البحث في موضوع الانضمام الى الحكومة، لأننا أدركنا، منذ اليوم الأول، أنهم سيعودون الى سابق تعاطيهم، والى النهج الذي اعتمد منذ ثلاث سنوات، وأدى الى دمار البلد، بدل دق ناقوس الخطر وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، تضم أفضل الكفاءات،  وتعمل بناء لرؤية استراتيجية واضحة.

وقال  النائب الجميل : يتناحرون على تشكيل الحكومة منذ خمسة اشهر، خلافهم حول الحصص وليس حول كيفية بناء لبنان ووقف الهجرة والسياسة الاقتصادية وسيادة الدولة وحصرية السلاح .

 واضاف ان لبنان اليوم أمام تحديين : الأول، هو تحقيق سيادة لبنان الكاملة  وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني ، والثاني بناء دولة القانون والمساواة ، تحترم مواطنيها ، ويخضع السياسيون فيها للمحاسبة، يعملون لمصلحة البلد وليس لمصالحهم الخاصة.

الجميل الذي تابع جولته الكندية توقف في  اوتاوا حيث التقى الجالية  اللبنانية والأصدقاء و الكتائبيين في حفل حضره سفير لبنان في كندا فادي زياده وعقيلته والنائب الفيدرالي ستيفن ماكينن، ورؤساء الكنائس في اوتاوا وممثلون عن الأحزاب اللبنانية ، القوات اللبنانية ، التيار الوطني الحر ، التقدمي الاشتراكي، والمستقبل اضافة الى رؤساء القسام الكتائبية في كندا .

وقال الجميل :” نمر في لبنان بظرف صعب ، وقد مررنا بمراحل كثيرة عبر تاريخ لبنان، شبيهة بالمرحلة التي نمر بها اليوم، ولكننا في كل مرة، كنا نعود وننهض ، فمهما كانت الصعوبات ،سيأتي يوم وينتفض البلد على نفسه .ايماننا ان هذا الشعب سينتفض على نفسه وهذا ما نعمل من اجله .

وتابع رئيس الكتائب : انطلق من النقطة الأساس لأسأل: لماذا انتم في كندا وليس في لبنان ؟ انتم هنا لتنعموا بما تقدمه لكم كندا ولم يعد موجوداً في لبنان. انها تؤمن لكم الأحترام، فما يبحث عنه الانسان هو الاحترام، هي تحترمكم وتقدم النظام والقضاء المستقل واحترام الكفاءة من دون واسطة. احترام في كل المجالات، على الطرق وفي الحياة.من يحترم القوانين، لا بد ان ينجح ويتقدم، وهذا امر غير موجود في لبنان .

أضاف : نحن مع كل ما يدفع بنا في اتجاه الدولة الحضارية التي تعيشون في ظلها، لنطبقه في لبنان. نرفض كل ما هو ضد منطق بناء الدولة. بالنسبة الينا، الأهم هو المواطن اللبناني بمعزل عن طائفته وانتمائه السياسي ومنطقته.الانسان هو الانسان. معاناته واحدة وطموحاته واحدة، حتى وإن حاول البعض ان يحرك العصب الطائفي ليخدم نفسه ومصلحته وحزبه، انما  بعد التجربة ،لا مبرر لأي تشنج طائفي في لبنان، هناك حاجة لانتفاضة شعبية عابرة للطوائف، لأنه وبمعزل عن الطائفة فان  الانسان ” الآدمي”  يطمح للعيش في لبنان تحت سقف القانون، ومن دون واسطة ومن دون ان يضطر الى استجداء حقوقه من احد .

وقال : بالنسبة إلينا اليوم التحدي الأكبر هو بناء دولة تؤمن المساواة. ونحن ككتائب  حققنا استقلال لبنان العام 1943 وهدفنا في العام 2018 ان نبني دولة تحترم مواطنيها .مررنا بمراحل كثيرة، وكان هدفنا ان نتحرر من الوصاية، وأن ندافع عن بلدنا وسيادته واستقلاله، ولم نكن نملك الوقت الكافي لبناء دولة حديثة متطورة، انتقلنا من مواجهة الى اخرى ، من الفلسطينيين الى السوريين الى الاسرائيليين، وفي كل مرحلة كان هناك محتل وكنا نعمل على استعادة سيادتنا و استقلالنا عوض ان نتفرغ لبناء دولة.

 وتابع : اليوم في العام 2018 نحن أمام تحديين:

الأول، هو تحقيق سيادة لبنان الكاملة والتخلص من اي سلاح موجود على ارضه ، فلا يمكن لأي بلد ان تقوم بوجود سلاح اخر غير سلاح الدولة  ، لأنها تكون دولة قاصرة، لذلك علينا ان نجد حلاً للسلاح، وهو موضوع لا يمكن أن نغض الطرف عنه ونعتبره غير موجود.هذه المشكلة لا بد ان تحل بالحوار مع الآخر، ولا يمكننا ان نخرجها من التداول، لأننا بذلك نكون كمن يتلطى خلف اصبعه .

التحدي الثاني، هو ان نبني دولة القانون يكون الجميع منضوياً تحت سقفها ، يخضع السياسيون فيها للمحاسبة ويعملون لمصلحة البلد وليس لمصالحهم الخاصة.

وتابع:” نرى السياسيون يتناحرون على تشكيل الحكومة. نحن من دون حكومة منذ خمسة اشهر ولا  نسمع سوى بالحصص . الخلاف لا يدور على كيفية بناء لبنان واستعادة شبابه او وقف هجرتهم ولا على السياسة الاقتصادية الأفضل للبنان، او على سيادة الدولة او على السلاح، فهذه المواضيع ليست مطروحة للتداول،  فلا احد يكبد نفسه عناء التفكير بما يجب القيام به للبلد . إن ما يدور منذ خمسة أشهر لا علاقة له بمصلحة لبنان، الامر الذي جعلنا منذ اليوم الأول نمتنع عن التفاوض أو البحث في موضوع الانضمام الى الحكومة، لأننا أدركنا أنهم سيعودون الى سابق تعاطيهم والى النهج الذي اعتمد منذ ثلاث سنوات وأدى الى دمار البلد، بدل دق ناقوس الخطر وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، تضم أفضل الكفاءات في كل المجالات، وتعمل بناء لرؤية استراتيجية واضحة.

وقال : لبنان بلد صغير، فكما دمروه بسرعة يمكن لنا ان ننتشله مما هو فيه بسرعة، وأن نعيد بناءه شرط توافر الإرادة، والاتيان بأشخاص يمتلكون القدرة والإرادة لبنائه،  على صورة شبابه الذين يتخرجون من اهم الجامعات في الخارج، ويتفوقون ويحصلون على رواتب بآلاف الدولارات في كل العالم، وهؤلاء نريدهم ان يحصلوا على الفرص نفسها في لبنان، ولا شيء يمنعهم من ذلك. لدينا ما نحتاجه لذلك من مستوى تربوي وجامعي يسمح لنا بجذب الشباب في هذا المجال.

 وتوجه الى الحضور بالقول :” انتم احرار،لا تخضعون للابتزاز عبر الخدمات او الوظائف، لا أحد يفرض عليكم مشيئته، والحرية ثمنها مرتفع في لبنان. نناشدكم ان تستعملوا هذه الحرية للمحاسبة، لأن نتيجة عدم المحاسبة هو ان يستمر المسؤولون بأعمالهم من دون خوف .  إن الخطر الناجم عن هذه الانتخابات ليس بالنتائج بل بالرسالة التي وصلت الى المسؤولين الذين يدمرون البلد، ومفادها استمروا في ما تفعلون لأننا لن نحاسبكم في الانتخابات المقبلة . كثيرون منكم منحوا فرصة للمسؤولين في الانتخابات وصدقوا الشعارات، ما اطلبه هو ان تقرأوا صح وأن تراقبوهم و تحاسبوهم إذا أخطأوا.

وسأل رئيس الكتائب : أي نوع من الحكام تريدون، هل الذين يصلون بالسلاح أو المال أو السلطة ام الذين يصلون بناء لمشروع التزموا به ولم يساوموا عليه وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل لبنان؟ ان الكتائب لا تريد ان تتصرف كما فعل غيرها ولا تملك خياراً سوى ان تراهن على الناس الذين سينتفضون مهما طال الزمن . من أسهل الأمور كان ان تحقق الكتائب مصالحها، ولكن ليس على حساب القضية التي استشهد من اجلها كل الشهداء من بشير الجميل الى سمير قصير الى جبران تويني الى بيار الجميل وانطوان غانم. ان النهج القائم شوه البلد على اكثر من صعيد، والكتائب ستقف في وجهه بالاتكال على اللبنانيين، ولا بديل لنا عن بناء البلد على صورة الأوادم وكل من اعطى حياته من اجله. نطلب منكم ان تضعوا يدكم بيدنا لنقوم بالمهمة معاً .