محلية
الأربعاء ٢١ آب ٢٠١٩ - 14:22

المصدر: Kataeb.org

الجميّل: مواقف نصرالله تحمّل اللبنانيين ثمن صراع لا علاقة لهم به والسكوت عنها هو ثمن التسوية

توقّف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل عند الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، معتبرا أن مَن أقرّ التسوية يتحمّل مسؤولية السكوت المريب لأول مرة في تاريخ لبنان عن الانتهاكات التي تتعرّض لها سيادة الدولة، وداعيا رئيس الجمهورية إلى الضرب على الطاولة والعودة الى ما قبل 2005، لان البلد مهدد بالعقوبات والحرب وهناك من يستولي على قراره.

رئيس الكتائب وفي مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي قال: ” لقد استوقفنا خلال الأسبوع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي شكّل نقطة اضافية على ملاحظات لدينا على وضع اليد على البلد وخطف السيادة الوطنية، مشيرا إلى وجوب التوقف عند الكلام الخطير الذي صدر في 16 آب لاسيما اننا في ظرف خطير لذلك يجب ان نتنبه”.

وفنّد الجميّل كلام نصرالله فقال: “يقول نصرالله إن الحرب على إيران تعني الحرب على كل محور المقاومة، وأنّ كل المنطقة ستشتعل”، مع العلم انه يعلن انه جزء اساسي من محور المقاومة، وقبل يوم واحد من خطاب نصرالله عرض تلفزيون المنار تقريرا مفصلا عن صواريخ حزب الله”، مضيفا: “نحن اولاد النظام الديمقراطي والدولة والدستور، ويجب ان نعود الى الدستور بحيث تناط السلطة الاجرائية في مجلس الوزراء، وهي السلطة التي تخضع لها القوات المسلحة ورئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة”.

واعتبر رئيس الكتائب أن تصريح نصرالله مخالفة فاضحة للدستور ولمنطق المؤسسات وللميثاق الوطني وخروج عن الشراكة التي بقرار السلم والحرب تمرّ بالمؤسسات وتعبّر عنها المؤسسات، مشددا على أن مجلسي النواب والوزراء لهما الصلاحية في تقرير مصير البلد ولا يحق لاي احد ان يقرّر عن اللبنانيين مصيرهم ومستقبلهم وقرار السلم والحرب لديهم”.

وأكد الجميّل أن الخطير هو ان حزب الله هو من يُحدّد العدو والصديق ويضع الاستراتيجية الدفاعية وبالنسبة له ميزان القوى هو ما يمنع حصول الحرب وهذه وجهة نظره وليس وجهة نظر اللبنانيين والدولة، جازمًا بأن الحكومة هي التي تعبّر عن وجهة النظر الرسمية “.

ورأى الجميّل ان الاخطر ان نصرالله وضع خلفه أعلام حلفائه الذين يشكلون اكثرية مجلس الوزراء اي 18 وزيرًا، وبالتالي يقول ان السلطة في لبنان سلطة ممانعة وجزء من التحالف، وبالتالي يجر لبنان الى ان يتحمل مسؤولية أسوأ صدا،م وكأنه يقول عليّ وعلى أخصامي وحلفائي والدولةاي صدام بين اميركا وايران.

وسأل رئيس الكتائب السلطة: “هل الشراكة فقط بالمدراء العامين والوظائف؟ اين الشراكة بقرار السلم والحرب ألا تعنيكم”؟ وأضاف: “اذا كانت هذه الصواريخ تردع اسرائيل، فهل تخفّ فعاليتها اذا اصبحت بين ايدي الجيش الذي يمثل جميع اللبنانيين”؟

ولفت الى أن كل ما يقوم به حزب الله قادر عليه الجيش ودول كثيرة اعتمدت مقاومة شعبية للدفاع عن نفسها انما تحت سقف الدستور وتحت رعاية الدولة، مؤكدا ألّا مانع من اعتماد استراتيجية مقاومة شعبية انما ذلك ينظمه الجيش والدولة، لكن تسليم أمن البلد الى فريق معيّن هذا لا علاقة له بالأمن.

وتابع الجميّل: “الأخطر ان الصواريخ والتهديدات التي اطلقها نصرالله لم تكن موجهة ضد اسرائيل انما إلى أميركا بصراعها مع ايران، اي لا علاقة للموضوع بالدفاع عن لبنان وكلام نصرالله لا علاقة له بالدفاع عن لبنان، لافتا الى أن نصرالله لم يطرح موضوع الدفاع عن لبنان الذي يجب ان يكون بيد الجيش، انما طرح  الدفاع عن دولة اخرى بحرب لا علاقة لنا بها”.

وسأل رئيس حزب الكتائب: “أين ردات الفعل الرسمية على من قال ان لبنان يجب ان يشتعل ويدفع ثمن حرب لا علاقة له بها؟ألم يشعر احد بانتهاك الكرامة والسيادة”؟ وتابع سائلا: “اين مسؤولياتهم الدستورية هم المؤتمنون على الدفاع عن سيادة لبنان وهل هذا ثمن التسوية؟ وهل هذه هي التسوية؟ وأجاب: “نعم التسوية هي بتسليم قرار  البلد ونصرالله يقرر كل ما له علاقة بالدولة”.

وعن كلام رئيس الجمهورية عن الاستراتيجية الدفاعية والذي لم يصدر نفي حوله توجّه الجميّل إلى الرئيس ميشال عون بالقول: “فخامة الرئيس، أنت مؤتمن على الدستور وقائد القوات المسلحة وكنت قائدا للجيش وخضت معارك كبيرة رفضا لسلاح حزب الله وتطبيقا للقرار 1559 الذي كان لك الفضل الكبير باقراره، اين انت”؟

ودعا الجميّل رئيس الجمهورية الى الضرب على الطاولة والعودة الى ما قبل 2005، لان البلد مهدد بالعقوبات والحرب وهناك من يستولي على قراره، وأضاف: “لقد وعدت باستراتيجية دفاعية في خطاب القسم ومرّت 3 سنوات ولم تحصل خطوة”.

واكد الجميّل أن المطلوب استعادة القرار الدفاعي اولا، من ثم دراسة الاستراتيجية، سائلا: “كيف نضع استراتيجية لقرار لا نملكه”؟ وأضاف: “يجب وضع حد لكل من يحاول وضع يده على القرار وفي رأيي الجيش يجب ان يضع الاستراتيجية”، مؤكدا ان أي استراتيجية لا تكون تحت إمرة الدولة والجيش تصبح تسليمًا لقرار الدفاع لا استراتيجية.

وأشار رئيس الكتائب الى أن وزير الخارجية جبران باسيل استعرض بأسف محيط المطار واكد ان لا صواريخ ولكنه لم يعد بحاجة لجولة بالباص لان الصواريخ عرضها حزب الله بشكل دقيق ومفصّل، مشددا على أن استعراض الصواريخ لا يؤتي بالاستثمار ولا يؤمّن دورة اقتصادية ولا يشجّع على السياحة ولا يشجع الدول التي يترجّاها الحريري كي لا تفرض عقوبات كبيرة والاستعراض لم يساعد الحريري”.

الجميّل الذي سأل ما المنطق من عرض الصواريخ في وضعنا الدقيق؟ قال: “كنا نرى القادم لذلك رفضنا التسوية، ومن ساروا بها يتحمّلون مسؤولية التواطؤ الرسمي والعقوبات الآتية وعزل لبنان عن اصدقائنا الدوليين والعرب”.

وتابع: “مَن أقرّ التسوية يتحمّل مسؤولية السكوت المريب لأول مرة في تاريخ لبنان عن الانتهاكات التي تتعرض لها سيادة الدولة”.

واكد رئيس الكتائب ان صوتنا لن يخفت ولن نركع ولن نخاف ان نكون وحدنا طالما ان الحق والتاريخ والمستقبل معنا، لان مسار تطور الشعوب هو في الاتجاه الذي نقول به نحن، وليس بثقافة العنف والديكتاتورية والاحادية انما بثقافة الدولة والقانون والشراكة الحقيقية، مشددا على أننا لن نتوقّف عن قول الحق الى ان يوضع الامر على جدول اعمال المؤسسات الدستورية أي مجلسي النواب والوزراء وعلى الدولة ان تحزم امرها وتتحمّل المسؤولية تجاه الناس ونفسها.