الخميس ٢٧ أيلول ٢٠١٨ - 19:50

المصدر: Kataeb.org

الجميّل يطرح في مؤتمر الركود التضخمي خارطة طريق لإنقاذ اقتصادي قبل وقوع المحظور

ظّم حزب الكتائب اللبنانية وبالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور حلقة حوارية بعنوان :”لبنان نحو ظاهرة الركود التضخمي عند الخامسة والنصف من مساء اليوم في بيت الكتائب المركزي في الصيفي ادارتها الإعلامية جيسيكا طراد قسطون وشارك فيها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في حزب الكتائب جان طويلة، الدكتور مالتي غاير عن مؤسسة كونراد، النائب نقولا نحاس، الوزير السابق دميانوس قطار،الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي،وحضرها النواب: الياس حنكش، روجيه عازار، جان طالوزيان، هنري حلو، زياد حواط، رئيس الاتحاد العمالي العام بشاره الاسمر، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس جمعيات شركات التأمين روجيه زكار، امين عام حزب الكتائب نزار نجاريان وعدد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني واعلاميين.

 رئيس حزب الكتائب القى كلمة الى اللبنانيين في المناسبة وقال فيها في تقييم للمرحلة السابقة:”ان هناك الكثير  من الناس الذين اعتبروا أننا أخطأنا عندما قلنا الحقيقة  من دون قفّازات وعندما وقفنا وحدنا بوجه الظلم الذي يتعرّض له المواطن اللبناني وعندما وقفنا بوجه تسليم قرار البلد  والتوطين المقنّع والضرائب  والمطامر  والفساد ولما رفضنا تحالفات مصالح وتفاهمات غريبة عجيبة رأينا أين وصلت ولمّا اتكلنا على رؤية وخطة وبرنامج لمستقبل لبنان لا على التجييش الطائفي والشعارات الرنانة  كما فعل غيرنا، وعندما رفضنا الخضوع للصفقات تحت الطاولة والمحاصصة و”مرّقلي لمرّقلك”.

واضاف الجميّل:”الحقيقة إذا غلطنا،غلطنا بحق حالنا،بس أكيد ما غلطنا لا بحق لبنان ولا بحق الشعب اللبناني”.

ولفت الى اننا أخطانا بحق انفسنا عندما رفضنا مصلحتنا الشخصية والحزبية على حساب مصلحة القضية التي ندافع عنها والتي قدّم أغلى الناس حياتهم في سبيلها الا ان هذه هي المدرسة الكتائبية.

واكد الجميّل اننا هكذا تربّينا أن نحب لبنان من دون مقابل ونضحي بكل شيء في سبيله مذكّراً بأنه على مدى تاريخنا أي على مدى 82 سنة، رأينا الكثير من الأحزاب التي اعتبرت نفسها منتصرة لكنها زالت فيما بعد وبقيت الكتائب.

وأضاف الجميّل:”كثر تساءلوا لماذا التزمنا الصمت في الفترة الماضية وجوابنا أننا كنّا نراقب ونقيّم ونعطي فرصة لكل الوعود التي اعطيت في الانتخابات ولكن تبيّن لنا ان البلد معطّل أكتر من أي وقت مضى ووقعنا بكل ما سبق وحذّرنا منه”.

واعتبر ان البلد قائم على التأجيل والترقيع منذ زمن ويحاولون معالجة نتائج المشكلة لا أسبابها والشعب يعيش على الموقت فكانت الخلاصة ان المسكّن لا يفيد وحان الوقت كي نضع الأصبع على الجرح.

وعدّد الجميّل المشاكل التي يرزح لبنان تحت وطأتها فقال:”أولاً- لبنان فاقد لقراره وسيادته وتمّ جرّه إلى صراعات المنطقة، الأمر الذي يفقده صداقاته والدعم الدولي لجيشه كما لاقتصاده، ثانيا-  هناك كارتيل سياسي يتقاسم ثرواته والبلد يقف على وزارة من هنا واخرى من هناك وهذا الاداء والصراع يؤثّر مباشرةً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي من خلال تفشّي الزبائنية والفساد وهدر  أموال الدولة والتوظيف العشوائي وتجنيد الناس لخدمة مصالح شخصية من خلال نظام الخدمات كما انهم ضربوا مبدأ المحاسبة وأخذوا الناس رهينة ما اوصلنا الى الهريان وكانت النتيجة “مخالفات للدستور والقوانين من دون لا حسيب ولا رقيب وفقدان الدعم الدولي وفوضى وقلة جدية في التعاطي مع الملفات والسياسات العامة وانعدام التخطيط والرؤيا والمحاسبة والحسّ بالمسؤولية، كسارات ومطامر عشوائية، فوضى غير مسبوقة بالمطار، تعدي على الحريات العامة، طرد موظفين بسبب ميولهم السياسية، استهداف أحلام الشباب عبر ضرب الاسكان، وقاحة بالفساد، إذلال المواطن بحياته اليومية، وهي مؤشرات على تفكك الدولة والاخطر انها تؤدي الى تدهور اقتصادي واجتماعي غير مسبوق”.

وحذّر الجميّل من ان مدخول الدولة انخفض بالرغم من اقرار الضرائب ومصروف الدولة ارتفع في الاشهر الاربعة الاولى من السنة 950 مليون دولار مقارنة بالـ2017 وعجز الدولة زاد 127% ونتخوف من ان يتخطى  العجز 7 مليار دولار في نهاية 2018.

ولفت الجميّل الى ان الدين العام وصل في شهر تموز  الى 84 مليار دولار متخوّفا من ان يصل الى  100 مليار دولار بالــ 2020 ومشيرا الى ان البطالةحسب أرقام وزير الصناعة  تخطت الـ 25 % ووصلت لـ 35 % عند الشباب.

ولفت الى ان لبنان بلد صغير ويمكن أن ينهض في أي وقت، مشيرا الى أن لدى هذا البلد ثرواته الطبيعية والبشرية التي تسمح له بأن ينهض بسرعة كبيرة، شرط وجود إرادة بتغيير الذهنية في التعاطي مع الشأن العام، وأن يتخلّى الكلّ عن أنانيته .

وقال رئيس الكتائب: كفى ترقيع. كفى أنصاف حلول. تعالوا نبني وطنًا، وطنًا يعطي أملا للناس، وطنا يعطي أملا للشباب، داعيا الى عدم القبول إلا بالأفضل للبنانيين ولوطنهم، وأردف: تعالوا نبني لبنان جديداً.

وعرض رئيس الكتائب خارطة طريق سياسية واقتصادية قصيرة الأمد وبعيدة الأمد تؤدّي إذا اتبعناها لبناء لبنان جديد، مشيرا الى ان هذه الخارطة تبدأ:

أولا: بتشكيل حكومة اختصاصيين تحيّد لبنان عن صراع الأفرقاء على السلطة وتباشر فوراً بــ :

1-         متابعة المبادرة الروسية لعودة اللاجئين إلى سوريا بأسرع وقت.

2-         وضع خطة ورؤية لحل الأزمة الاقتصادية من خلال موازنة تترجم سياسة تقشفية لكل مؤسسات الدولة وإداراتها، وأضاف: فلنبدأ بأنفسنا من خلال إلغاء رواتب النواب لمدى الحياة.

3-         حلّ مشكلة الكهرباء عبر بناء معامل دائمة بالشراكة بين القطاع العام والخاص لا تكلّف الخزينة اللبنانية أية ليرة وتؤمّن تغذية 24/24، ولنوفر على أنفسنا ملياري دولار.

4-         وقف التوظيف العشوائي في القطاع العام وتجميد التوظيف لسنة 2019، وتكليف شركة تدقيق دولية لوضع دراسات لحاجات القطاع العام البشرية وتنقية الإدارة من الوظائف الوهمية التي تساوي 30% من الوظائف الرسمية أي أكثر من ملياري دولار سنوياً.

5-         مكافحة التهرّب الضريبي الذي يبلغ 4,2 مليار دولار سنوياً عبر تفعيل عمل الأجهزة الرقابية ودعمها بالقدرات البشرية والتقنية اللازمة.

6-         المباشرة ببناء المجمّعات الحكومية على أراضي الدولة بهدف وقف استنزاف الخزينة بالإيجارات السنوية.

7-         تحفيز الاستثمار بالقطاعات المنتجة كالصناعة والزراعة لتأمين فرص عمل جديدة وتكبير حجم الاقتصاد.

  ووجّه الجميّل نداء للمصارف اللبنانية التي صار مصيرها مرتبطًا بمالية الدولة اللبنانية داعيا إياها لأن تشترط هذه الأجندة الإصلاحية قبل أن تقبل بان تقرض الدولة.

وبموازاة حكومة اختصاصيين، اقترح الجميّل عقد اجتماع مفتوح لرؤساء الكتل النيابية تحت سقف المجلس النيابي للبحث بـ :

1-         وقف التشنّج المذهبي غير المبرّر الذي يُستخدم لتحصيل حقوق آنية.

2-         استعادة لبنان لقراره الحرّ وسيادته الكاملة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.

3-         تحييد لبنان عن جميع صراعات المنطقة واستعادة صداقاته مع كل دول المنطقة والعالم، ما عدا تلك التي تغتصب أرضه.

4-         العمل على إقرار اللامركزية التي تسمح لكل لبناني بأن يحصل على حقوقه من خلال مجالس محلية ينتخبها بكل منطقة وتحرّره من منطق الواسطة.

واكد ان اللامركزية ستخفّف من تأثير أي أزمة سياسية وطنية على حياة المواطن اليومية الذي سيستمّر بالحصول على الخدمات الصحية والحياتية والإجتماعية والإنمائية، ومن دون منّة من أحد، حتّى في ظلّ أزمة كالتي نعيشها اليوم.

5-         البحث بتطوير الآليات الدستورية لتفادي أي حالة فراغ أو تعطيل للمؤسسات الدستورية كتعطيل الانتخابات الرئاسية أو النيابية أو تشكيل الحكومة وغيرها.

أضاف الجميّل: “خلال التسويق لتسوية: يا بتركب بالــترين يا رح تضلّك وحدك”. كان جوابي: “وقت تعرفوا لوين  رايح الـترين خبرونا”، متوجها للحاضرين بالقول: واليوم إنتو شايفين لوين أخدوا الترين”.

وأكد رئيس الكتائب أننا “في هذا المؤتمر أعدنا تحديد الوجهة الصحيحة للوصول لدولة مستقرة سياسياً واقتصادياً تسمح للمواطن اللبناني بأن يخطّط لمستقبله ومستقبل أولاده في هذا البلد.

وختم: “إنطلاقاً من هنا ومن موقعنا المستقل في الحياة السياسية، نحن مستعدّون ان نضع يدنا بيد أي شخص أو منظمة أو فريق سياسي لتحقيق أي بند من بنود هذا  المشروع الإصلاحي التغييري لنقدّم لشباب وشابات لبنان أملا بمستقبل أفضل”.

هذا وأدارت الندوة الإعلامية جيسيكا طراد واعتبرت أن الفساد يكبر يوما بعد يوم وهو بحدود ١٠ مليار دولار ككلفة مباشرة وغير مباشرة ، وثلث الشعب اللبناني يعاني الفقر ونحو ٤٠ بالمئة من شبابه لا يجدون عملا وسيتخطى الدين العام في احسن الأحوال ٨٥ مليار دولار ولا كهرباء ولا طرقات ولا شبكات امان اجتماعي. وسألت “هل دخل لبنان بدوامة الركود التضخمي؟”.

أما رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي في حزب الكتائب جان طويلة فقال :” إننا نؤمن بالعمل الجدي المبني على معطيات علمية يضع الإصبع على الجرح أي يشخص المشكلة لطرح الأنسب للبنان وللبنانيين، نحن نعمل لخدمة لبنان ومن هذا المبدأ لقاؤنا اليوم فلبنان يعاني والنمو الاقتصادي لا يتجاوز ٢ بالمئة، وفي تموز ٢٠١٨ بلغ ارتفاع الأسعار ٧،٦ بالمئة نتيجة معطيات عدة منها ارتفاع سعر البترول، ارتفاع الفوائد وفرض الضرائب فهل يتوجه الاقتصاد نحو الركود التضخمي وتداعياته من ارتفاع الاسعار، انخفاض الاستهلاك، وانخفاض النمو”.