محلية
الأحد ١٥ كانون الأول ٢٠١٩ - 15:33

المصدر: صوت لبنان

الرئيس امين الجميّل : إن ما يشهده لبنان لم يأت كمفاجأة بل كان متوقعا بسبب غياب الحوكمة الرشيدة في البلاد

في ظل الانتفاضة الشعبية التي يشهدها لبنان، ونتيجة لعدم تحمل المسؤوليات واللامبالاة والتراكمات الناتجة عن الفساد وسوء الإدارة،عقد بيت المستقبل في مقره بسراي بكفيا حلقة حوار تحت عنوان:” الإنتفاضة الشعبية اللبنانية والمجتمع الدولي”.

افتتح الرئيس أمين الجميّل الحلقة قائلا: إن ما يشهده لبنان لم يأت كمفاجأة بل كان متوقعا بسبب غياب الحوكمة الرشيدة في البلاد وغياب القيادة في المجالات كافة، إضافة إلى انعدام الحس بالمسؤولية. وأضاف أن التخبط الذي نعيشه والفلتان السائد ناتجان أيضا عن تعقيدات النظام السياسي وغياب المحاور اللبناني،فالواقع الراهن مأساوي ليس لبعده الاجتماعي والاقتصادي والسياسي فحسب، بل لعدم وجود محاور لبناني يعمل على إطلاق حوار في الداخل والخارج لإخراجنا من الأزمة. فالأزمة اليوم هي أزمة وجودية، ولا شيء يبشر بأن حلها قريب إذ ليس هناك من محاور يمكن أن يطرح اقتراحات للحل.

بالنسبة الى موضوعنا، ما نعنيه في الواقع بالمجتمع الدولي هو بعديه الإقليمي والعالمي معاً. وأود التأكيد أولاً أننا كلبنانيين لا نريد التهرّب من مسؤوليتنا، فكلنا معنيين بما آلت إليه الأمور من مسؤولين وأحزاب سياسية ومؤسسات ونقابات،ولا أبالغ إذ اقول أن كل هذه المواقع قد دجنّت! ولكن لأزمتنا أيضا بعد خارجي لا يمكننا تجاهله، ولا بد من أخذه بالاعتبار عند مقاربتها ومحاولة فهم مختلف جوانبها كما طرح الحلول لها. هذا البعد الخارجي له جانب إقليمي وآخر دولي. الجانب الإقليمي يتضمن عوامل عدة لكنني اعتبر أن واحدا منها أكثر أهمية ومحورية وهو تدخل إيران في لبنان والعلاقة الثنائية بين البلدين، إضافة إلى الدفع بلبنان إلى اصطفافات إقليمية عبر إلحاقه بمحور الممانعة. في الماضي ولأسباب معروفة، لم يكن بإمكاننا طرح هذا الموضوع، إنما اليوم أعتقد أن طرحه على طاولة النقاش بات ليس فقط ملائما بل ملحا.لا يمكننا إنكار العلاقة الوثيقة بين الأزمة اللبنانية الراهنة والأجندة الإيرانية الإقليمية، لا سيما مع النفوذ الذي يتمتع ب هحزب الله ضمن الحياة السياسية اللبنانية، وهو الذي أعلن أن مرجعه الأساس هو السيد علي خامنئي وأكد جهارا أكثر من مرة ارتباطته الوثيق بايران عقائديا وعسكريا وماليا ولوجستيا. يؤسفني القول إننا كلبنانيين عاجزين بوسائلنا الخاصة عن معالجة هذا الأمر الشائك، لكن يمكننا العمل على إيجاد طرف دولي حيادي يطلق مبادرة او حوارا لحل المعضلة الإيرانية في إطار مرجعتين هما القانون الدولي والعدل، ويأخذ على عاتقه حل هذه المشكلة عبر آلية واستراتيجية معين، بما يسمح للنظام اللبناني بإعادة بناء مؤسساته واستعادة ديمقراطيته. نحن نريد أن نتفاهم مع إيران ويمكن لبلدينا أن يتوصلا إلى أرضية وقواسم مشتركة دون أن تكون العلاقة الثنائية قائمة على التبعية. فإيران تتجاوز القانون الدولي في لبنان وتتجاوز ممارساتها كل المفاهيم الدولية لا سيما لجهة عملها الدؤوب على خلق سيادة موازية لسيادة الدولة. بالنسبة إلى العدل، فتعاطي ايران مع لبنان ليس عادلأ وهو غير منصف وفوقي أدى في نهاية المطاف إلى انحلال المؤسسات،ومن حقنا كلبنانيين المطالبة باستعادة دولتنا وبأن تكون علاقاتنا مع كل الدول وفق هاتين المرجعيتن كما من واجب المجتمع الدولي مساعدتنا في هذا الأمر.

ووصف الرئيس الجميّل الثورة التي يشهدها لبنان منذ ما يقارب الشهرين بالأمل الأخير للوصول إلى التغيير المنشود،  وقال إن التحدي الكبير اليوم هو المحافظة عليها مكرراً التحذير من اختراقها أو من استخدام القوة المفرطة لقمعها خصوصا وأننا مقبلون على عملتي تكليف رئيس للحكومة العتيدة وتشكيلها.

وتناولت الحلقة التي استهلت بكلمة ترحيب لمدير بيت المستقبل،سام منسى،موقف المجتمع الدولي من الانتفاضة الشعبية التي يشهدها لبنان، وتحدث فيها عبر السكايب الكاتب والباحث السعودي خالد الدخيل، مدير مركز”   كونسيليشنز غيلد ”  في لندن جون بل، الكاتب والباحث في معهد الدراسات الشرقية في موسكو فاسيلي كوزينتسوف، ومن لبنان الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن حسن منيمنة، وعقب عليهم كل من السفير السابق ناصيف حتي، الأستاذة الجامعية منى فياض، الأستاذ الجامعي صالح المشنوق والأستاذ جان بيار قطريب.