الأحد ٢٧ تشرين الأول ٢٠١٩ - 12:55

المصدر: صوت لبنان

الراعي في عظته: تأليف حكومةٍ جديدةٍ بكلِّ وجوهها، مصغَّرةٍ وحياديَّةٍ، ومؤلَّفةٍ من شخصيَّاتٍ مشهودٍ لها بكفاءاتها

في ظل استمرار الانتفاضة والثورة الشعبية لليوم الحادي عشر على التوالي، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المسؤولين الى عدم اهمال مطالب الشعب وتلبية طلباته بتأليف حكومة مصغرة مؤلفة من اختصاصيين.

كلام الراعي جاء من بكركي في قداس الاحد معتبراً انه “لا يجب ان ينظر الى الانتفاضة بنظرة استهتارية او فوقية ولا يحق الانحراف بها الى نزاع حزبي او اهداف ايديولوجية هدامة”.

واعتبر ان “الشعب اللبناني الذي يعيش ثورته الايجابية الاصلاحية اليوم في تظاهرات عفوية منذ 11 يوماً في جميع مناطق لبنان ودول الخارج لأنه يعاني من الحالات المادية والمعنوية والاقتصادية والروحية والمعيشية”.

واضاف: “ثقافتنا الوطنية التاريخية هي ثقافة الحرية في دولة المواطنة الحاضرة للتنوع فلا مجال هنا للترهيب او التخوين لشبابنا الذين يضحون من اجل تصويب الممارسة السياسية بحيث تتحلى بالتجرد والنزاهة والشفافية”.

واذ اكد الراعي ان “الشعب هو مصدر السلطات واساس شرعيتها” شدد على انه لا يجوز للسلطة السياسية تجاهله بل عليها ان تصغي الى مطالبه وتتجاوب معه قبل فوات الاوان”.

وتابع: “صرخة المواطنين هي هي منذ 11 يوماً: تأليف حكومة مصغرة وحيادية مؤلفة من شخصيات مشهود لها بكفاءاتها وتكون محطة ثقة الشعب ومتفق عليها مسبقاً منعاً للفراغ لكي تعمل على تطبيق الورقة الاصلاحية التي اعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري”.

وفي هذا السياق، ذكر الراعي بأن “الورقة الاصلاحية اعتبرها رئيس الجمهورية الخطوة الاولى لانقاذ لبنان وابعاد شبح الانهيار المالي والاقتصادي عنه”، مطالباً جميع القوى السياسية المعنية التجاوب مع دعوة الرئيس.

وفي السياق عينه، اكد الراعي ان ” نظامنا السياسي في لبنان نظام ديمقراطي لا ديكتاتوري، تعددي لا احادي، وطني لا مذهبي، شعبه هو مصدر سلطاته ولا احد يختزل الشعب ويفرض عليه رايه وارادته، فيا ايها السياسيون كما كنتم تبحثون عن رضى الشعب وصوته في زمن الانتخابات ابحثوا الآن عن هذا الشعب وعما يرضيه”.

وتوجه الراعي الى السياسيين قائلاً: “لا  تهملوا هذه الثورة كي لا يكبر حجمها وتتشتت وتحيد عن مسارها بفعل المخربين المأجورين المندسين بثوب الحمل”.

اما للمتظاهرين فقال: “سهّلوا للمواطنين حقهم في التنقّل والمرور وتجاوبوا مع الجيش والقوى الامنية”.

وختم بكلمة أخيرة للمسؤولين معتبراً انهم سيدانون من الله والتاريخ على محبتهم لشعبهم داعياً اياهم ليكونوا على قدر هذه الدعوة.