خاص
الجمعة ١ كانون الأول ٢٠١٧ - 07:03

المصدر: صوت لبنان

الشريف: على “حزب الله” أن يقدّم تنازلات حتى يضمن استقرار لبنان

أكد المستشار السياسي للرئيس نجيب ميقاتي، خلدون الشريف انه”اذا تم تخيير اللبنانيين بين الاستقرار الهشّ والصراع فسيختارون الاستقرار”، معتبراً أن الصراع بين ايران والسعودية أكبر من حجم لبنان وهو حاد ومتصاعد، مشيراً الى أن “لا تسوية اقليمية في القريب العاجل ونحن في ذروة المواجهة وعلى اللبنانيين أن يعرفوا كيف يحمون استقرار بلدهم”.

وقال في حديث لـ “منانشيت المساء” من صوت لبنان: إنه “لا يمكن للبنان أن يعتمد الحياد لأنه في حالة عداء مع “اسرائيل”، محذراً من أن كل ما يدور اليوم حول تعريف النأي بالنفس اذا لم يقترن بأفعال تريح الجهات الاقليمية المتنازعة نكون نحارب طواحين الهواء ولن نحلّ الأزمة.

واعتبر الشريف أن “معادلة الاستقرار اليوم هي أن يقدّم حزب الله تنازلات حتى يضمن استقرار لبنان، وأنه على الجميع أن يعودوا الى تسوية تؤمن نأي لبنان عن الصراعات الاقليمية”.

وأشار الشريف الى أن “هناك مظلة دولية تحمي لبنان ولكن الانزلاق سيؤدي الى تفجير الداخل حينها لن يتمكن أحد من حمايتنا، فالتوتر السياسي في المنطقة في ذروته وحتى الآن لم ينتصر أحد، وانخراط لبنان في أحد المحاور سيحمله ضغوطاً لن يتمكن من تحملها وعلى المسؤولين أن يكونوا كميزان الذهب في هذا الشأن”.

واعتبر أن “سلاح المقاومة من المواضيع المعقدة والتداول فيه اليوم توتيري وليس من باب حل المشاكل”.

ورأى الشريف “أن التعديلات الحكومية التي يتم الحديث عنها لا تغير شيئاً في الواقع السياسي”.

وعن التحالفات الانتخابية المقبلة قال الشريف: “ما حصل مع الحريري لاقاه تعاطف شعبي لبناني، لكن اذا حصل التحالف الخماسي وفاز في الانتخابات فسيكون حينها الحريري الحلقة الأضعف فيه”، لافتاً الى أن المعادلة الاصلية اليوم أن الحريري يريد البقاء في الحكومة واذا ضمن له التحالف الخماسي ذلك سيبقى به الا إذا طلبت منه جهات اقليمية عكس ذلك.

وعما حصل في السعودية قال الشريف إن السعودية قامت بحملة تطهير ولبنان والحريري كانا أضراراً جانبية وأولوية الرياض هي مسك زمام الامور الداخلية، وقيادة التحالف الذي اعلنته عنه في الرياض بحضور الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وتابع الشريف: “في أوج الأزمة السورية حمت سياسة “النأي بالنفس” استقرارنا ليس على مستوى الاحزاب بل على مستوى لبنان ككل، وكانت بالنسبة لنا الحل الوحيد، وحينها في العام 2012 سخر الرئيس سعد الحريري من هذه السياسة، لكن الجميع اليوم اعترف بأنها السياسة الأكثر حكمة.

ولفت الشريف الى أن “للرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس ولبنان حيّزاً خاصاً لأنه غير مرتبط بطرف اقليمي وهو من أطلق الوسطية والنأي بالنفس، وهو من قال اذا أخرجتنا السعودية من الباب دخلناها من الشباك، وهو القائل أيضاً “كلنا مع المقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي لكن انسحاب القوى اللبنانية من الاقليم واجب وطني”، امّا الآخرين فتتغيّر شعبيتهم وفق مواقفهم السياسية.

وعن مبادرة ميقاتي بعد استقالة الحريري قال الشريف إنها “جاءت لملء الفراغ الذي حدث اثر الاستقالة والغياب في رئاسة الحكومة عبر فتح باب دار الفتوى كمرجعية سنية من أجل حفظ التوازن، فحينها أحد لم يكن يعرف خلفيات ومدة غياب الرئيس الحريري ومن نافل القول أن الاستقالة والغياب وتصريف الأعمل تترك فراغاً كبيراً كان من الضروري خلق توازن لا تملؤه الا دار الفتوى كمرجعية سنية ووطنية عبر التأكيد على نقاط ثلاث اثارها ميقاتي من على منبر دار الفتوى وهي التمسك بالدستور والطائف وثانياً العودة الى ثوابت دار الفتوى التي أقرّت ابان تكليفه هو رئيساً للحكومة عام 2011 والتي صاغتها أقلام قريبة من تيار المستقبل، والثالثة عدم جواز افراغ موقع رئاسة الحكومة تحت أي ظرف كان، وبعد زيارة ميقاتي تنبه الجميع على مستوى الوطن الى ضرورة التلاقي حول دار الفتوى وفي دار الفتوى مع تقدير الجميع لدور وحضور فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري”.