محلية
الأربعاء ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 13:58

المصدر: kataeb.org

الصايغ: إنتقلنا من أزمة حكومة إلى أزمة حكم… وكلام الرئيس فيه تحدٍ لمشاعر الناس الجائعة

وجّه نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق د. سليم الصايغ التعازي لشهيد 17 تشرين علاء أبو فخر وعائلته، مشيراً إلى أن هذه الحادثة كانت ستورّط لبنان بأمور خطيرة.

الصايغ في حديث للـNBN، دعا الشارع لضبط النفس والحرص على عدم شتم القوى الأمنية والجيش اللبناني لأنهم اخوتنا، وشدد على ضرورة عدم استعمال قوة الجيش في وجه الشعب، فهذه ليست تحركات احتجاجية بل “ثورة” ولا يجب ان نحوّل الجيش الى شرطي سير”.

وتعليقاً على الأوضاع الحالية، قال: “نحن بحالة هيجان بحالة ثورة، الناس بحاجة إلى التعبير، وحرية التظاهر مكفولة بالدستور، واليوم الشعب يعبّر بالطريقة المتاحة له، وثورة 17 تشرين ذات مشهدية حضارية سلمية لم نر مثيلا لها في العالم”، مضيفاً “للأسف يتواصل تقاذف مسؤوليات حتى الآن”.

ولفت الصايغ إلى أن “عملاء السلطة نزلوا واعتدوا على المحال في وسط بيروت بهدف تشويه المشهد الحضاري للثورة وذلك لأخذ التظاهرات إلى مكان آخر، ونحن ننتظر التحقيق بهذا الشأن”.

وذكّر نائب رئيس الكتائب أنه “سبق وقلنا للاهثين الداخلين إلى جنة الحكم لن تحصلوا على شيء، فالإقتصاد متّجه نحو الانهيار”.

وعن كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، قال الصايغ: “تحدث الرئيس عون مع الشارع بروح التحدي لمشاعر الناس الجائعة التي تقفل شركاتها، وكان عليه أن يخاطب روح الثورة، لأنه في الماضي كانت روح الثورة في قلبه”، لافتاً إلى أن “كلامه فيه تذاكي على الشعب”، متأسفاً لأن شهر تشرين الثاني سيكون شهراً أسودَ على هذا البلد.

وتابع: “ليس المطلوب من رئيس الجمهورية اعطاء خطة تنفيذية انما مخاطبة روح الأمة، فشعر الناس للحظة أن الرئيس يحاول أن يضحك عليهم ربما لكسب الوقت”.

وانتقد الصايغ كلام رئيس الجمهورية عندما قال أن “هذه الحكومة لا يجب أن يكون فيها نواب، وتحدث بعدها عن أن قرار توزير وزير الخارجية و”النائب” جبران باسيل يعود للأخير”، ولفت الصايغ إلى أن هذا الكلام هو مثال على جملة التناقضات التي لوحظت أمس في حديث الرئيس.

وأضاف: “انتقلنا اليوم من أزمة حكومة إلى أزمة حكم، ويجب الانتقال إلى حلول استثنائية”، معتبراً أن الرئيس قد أخطأ عندما قال كيف “يمكن لحكومة اختصاصيين أن تقوم بعمل سياسي”.

وقال: “حاولوا أن يأتوا بالرئيس عون إلى موقع وسطي ولكن النتيجة كانت الإفلاس”.

ورأى الصايغ أن “قضية الواتساب سرّعت المظاهرات ولكن كلنا نعلم أن الوضع كان سينفجر مع حلول شهر تشرين الثاني”.

واعتبر أن البعض يحاول التأكيد أن الثورة تلبس عباءة طائفية وحزبية، ولكن حتى الآن لم ينجحوا فالشعب اليوم يظهر للجميع أنه بدرجة وعي فائقة، فهل من السهل أن نرى أهل الشويفات يقفون على الطريق ويقولون أن علاء أبو الفخر هو شهيد لبنان وليس شهيد هذا الحزب أو ذاك؟

وطالب الصايغ بحكومة انقاذ مستقلة عن الأحزاب وخالية من وزراء مأمورين من قبل أحزابهم، مؤكداً أن هذه الحكومة ستعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان.

واعتبر أن الأحزاب مسؤولة عن إفلاس البلد، والناس منذ نزولهم إلى الطريق سحبوا منهم شرعية البقاء في السلطة، متمنياً أن يكون السياسيون الذين يحاولون تهدئة الوضع جسر عبور من التقليدي للحداثة، من المزرعة إلى الدولة، قائلاً: “إن لم يطوّروا أنفسهم سيرحلون مع هذا النظام”.

وعن مواقف وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، قال الصايغ: “كلام بومبيو ليس موفّقاً، فكلام الأميركيين يوحي أن كل ما يحصل في لبنان هو من صنعهم، نحن لم نعد نثق بأحد لقد وعدوا اللبنانيين ولم يفوا بوعودهم ولا ننسى عندما منعوا المساعدات عن الجيش اللبناني”.

وفي سياق التظاهرات، قال الصايغ: “فتح المتظاهرون السير وخرجوا من الطرقات وانتظروا أن تتحرك السلطة، ولكن يا جبل ما يهزك ريح وكأن المسؤولين يعيشون في المريخ”، مشدداً على أن “حزب الكتائب يحترم الشارع ومطالبه”.

أما بخصوص استقالة الحريري، فأوضح الصايغ أنها كانت متوقعة، قائلاً: “دعونا الحريري للاستقالة وهذا بالنتيجة سعد رفيق الحريري وقد رأى شعبه الذي انتخبه يتظاهر في الطرقات أيضاً للمطالبة بحقه، وقد اكتشف ما قلناه له من قبل أن هذه التسوية هي عبارة عن هرطقة وانه يرهن نفسه وشعبيته لهذه التسوية التي سترتد عليه وعلى لبنان بشكل سلبي، وللأسف لم يتمكن من القيام بأي شيء ايجابي”.

وأضاف: “إستقالة الحريري هي نتيجة طبيعية، حيث استوعب رئيس الحكومة المستقيلة كل ما حصل ورحل، ولهذا السبب هو مصرّ على حكومة اختصاصيين لأنه يرفض ان يكون وكيل إفلاس البلد”.

ورأى أن عملية التغيير يجب أن تكون ضمن المؤسسات والدستور وإلا سنذهب نحو الفوضى، وأن البلد لن يتقدم إن لم نشهد أجندا واضحة، مشيراً إلى أننا دخلنا بالإفلاس والمتبقي هو الإعلان عن الخبر فقط.

وفي ملف اللاجئين السوريين، ذكّر الصايغ أن حزب الكتائب طالب بأن تتحمل الحكومة والدولة مسؤوليتها بخصوص اللجوء، وبأن وفداً من الحزب زار روسيا وطلب وساطتها لعودة السوريين الآمنة إلى بلادهم، إلا أن القضية أوقفت بعد أن تم ربطها بإعادة الإعمار في سوريا.

وتوجّه للمسؤولين، قائلاً: “لا بد من اتخاذ اجراءات استثنائية فوراً، والانسجام مع النفس ومع خدمة الانسان وكرامته ومع القضية التي دخلوا المعترك السياسي من أجلها، وكل من لا يتقيّد بهذه الأمور سيذهب إلى مزبلة التاريخ”.

وختم الصايغ: “لبنان لم ينته، أعطوا الثقة للناس لكي نكسب وطننا”.