خاص
الخميس ١٦ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 06:58

المصدر: صوت لبنان

الصايغ: على حزب الله أن يقتنع بأن المشكلة في سلاحه

اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ أن رئيس البلاد من موقعه الدستوري الذي يقبض على أزمة الحكم، هو الرئيس المنتظر منه أن يحافظ على وحدة البلاد ويصون سيادتها في كل الظروف ويحافظ على الدستور في كل الأحوال، مشيرا الى ان النبض الذي نسمعه يعبّر في كثير من المجالات عن موقف أبعد من السياسة وهو موقف مبدئي، واضاف: “كل اللبنانيين أيا كانت اعتباراتهم السياسية يحبون ألا “تتبهدل” دولتنا ورموزنا والبلد أرضا وشعبا، وأردف: “المشهد الذي نراه في لبنان مُذلّ”.

ورأى الصايغ في حديث لبرنامج “مانشيت المساء” عبر صوت لبنان أن كلام الرئيس عون يعبر عن حالة القرف التي يعيشها اللبنانيون، انما علينا ان ننتبه الى العبارات التي نختارها، فالكلام عن اعتداء كلام كبير، سائلا: “ألم يعتبر الرئيس الحريري ان الوضع في الحكومة بهدلة”؟

ولفت الى أن من أسباب الاستقالة أنّ أفرقاء السلطة جوّعوا الناس وميّعوا الدولة بحيث انتُهكت السيادة وضُربت كل مقومات الوطن، سائلا: هل نتباكى اليوم لنتائج أسباب خلقناها نحن؟

وقال الدكتور الصايغ: “من المؤكد اننا ننتظر الرئيس الحريري ليُخبرنا عن سبب عدم امكانية عودته، فهو خائف على أمنه، سائلا: هل ستتمكن الدولة من التحقيق ومعرفة سبب اختراق أمنه الشخصي، فهل من المعقول ألا نحمي رئيس حكومتنا؟

وأشار الى انه في الوجدان اللبناني حالة قرف وغضب من “البهدلة” التي وصلنا اليها.

واعتبر أن رئيس الجمهورية هو رئيس البلاد ولا يجوز ان يتذمر ويتكلم ككل الناس، فعليه أن يتخذ الخطوات المسؤولة لمعالجة الامور، لافتا الى ان الكل يُشخّص الوضع بجزئياته ولا نرى الوضع متكاملا.

وقال الصايغ: “فليدعُ نائب رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية الى جلسة لمجلس الوزراء غدًا ونرى ان كانت الاستقالة قائمة أم لا”.

وردا على سؤال قال: “قبل تدويل الأزمة فلنعرّبها، مشيرا الى انه من المفروض أن يذهب وزير خارجيتنا الى السعودية او يرسل رئيس الجمهورية موفدا الى الرياض، مستغربا كيف لا يتجرأون على التحرك في الاتجاه الصحيح”.

وتحدّث عن البيان الذي صدر أمس عن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني والذي أشار الى نقاط ثلاث: الأولى ان الحريري شريك، والثانية: ضرورة ان تحترم الأطراف والميليشيات في لبنان سياسة النأي بالنفس، والثالثة ان الحكومة قامت ببعض الانجازات، ولمكن بسحر ساحر اختفى في وسائل الاعلام المقطع الخاص بالنأي بالنفس.

ورأى نائب رئيس الكتائب أن الرئيس الحريري يحضر عدة الشغل ليترجم خطاب الاستقالة كما يجب، وأردف: عندما يقول البطريرك الراعي أنه مقتنع بأسباب استقالته فهذا ما نحفظه ولا نحفظ كلام من لديه حسابات كفرنسا التي لا تريد ان تُحرج ايران أو تغضبها.

وقال: “كلام البطريرك يجب تسطيره ومعالجة الموضوع يجب ان تكون جذرية فأمن الحريري مخترق”، مضيفا: “الحريري يُحضر عدّة الشغل ليترجم خطاب الاستقالة ويقول انه سيقود من موقعه العملية التي تفرضها عليه قناعاته”.

وردا على سؤال عما سيقرّره الرئيس الحريري أجاب: “ليس هو من يُقرّر، دعونا لا نزايد على بعضنا البعض، فمنذ سنة ونحن ننبّه الى الانحدار، وقد لفتنا النظر الى ما يحصل، لافتا الى ان لدينا أفضل العلاقات الشخصية ونحترم عائلة الحريري وما دفعته من دماء في سبيل الوطن، ولكننا نبهنا السلطة الى انهم اخطأوا ودخلوا بمعادلة مستحيلة، مفادها أنه لا يمكن ان تأتي التسوية لمكان وسطي”.

ورأى أن على الحريري أن يقوم بمراجعة أين أصاب وأين أخطأ، فنحن نتحدث عن مصير البلاد، وعلى الرئيس عون ان يقيّم ما قام به، ويقيّم خطاب القسم وأين احترم الدستور والمواعيد الدستورية؟ أين احتُرمت استقلالية القضاء وهل جرت الانتخابات الفرعية وغيرها من الاستحقاقات، مضيفا: “ان لم يقوموا بمراجعة لتغيير النهج فان كل العناوين التي ترفع للمزايدة هي عناوين بالية ستسقط عند أي امتحان كما سقطت عناوين غيرها”.

وإذ أشار الى ان لبيان الاستقالة نبرته، لفت الى أنّ المطلوب في الجلسة الحوارية التمهيد لمرحلة ما بعد الاستقالة بشكل ان يتحدث الحريري بحوار سياسي لتنفيذ ما جاء في بيان الاستقالة.

وذكّر نائب رئيس الكتائب بأننا منذ الاساس اعتبرنا التسوية صفقة مصالح ضيّقة ولذلك صوّتنا ضد العقلية التي أدت لهذه التسوية، فلا احد تحدث بميثاق وطني كبير، فالعملية عملية ترتيب مصالح والشعب اللبناني بأغلبيته الساحقة ضد ما قاموا به لأن التسوية لا تشرّف الشعب اللبناني.

واكد أن كلام الحريري الذي يستعيد فيه الادبيات السيادية يُرحينا لأنه ينادي ببناء وطن، تحت شعار وطن.

وإذ شدد على أن العنفوان الكتائبي معروف، فالغضب العميق يسكن في أنفسنا، أكد أننا لسنا في لحظة تَشفّي أو نكء الجراح او وضع جردة حساب، فنحن أمام لحظة تخطي، مضيفا: فلنأخذ من كلام الحريري كلمتين، فهو اعلن في اخر المقابلة التلفزيونية ان المطلوب تسوية جديدة، وهذا يعني البلوغ او الانتقال الى حل مستدام في هذا البلد، داعيا الى أن نحول الازمة الى فرصة، فالتسوية الجديدة حل مستدام لترتيب التوازنات في البلد.

وقال الدكتور الصايغ: “لا يهمنا اذا تشاجر فلان مع فلان في الاقليم، فنحن أصغر من ارسال مستشارين وعناصر ومقاتلين الى الاقليم”، مشددا على أننا بحاجة الى وطن الضرورة، معتبرا ان لبنان وطن، وهو ضرورة للعرب ولحوار الثقافات وضرورة لأبنائه، فإن لم نكن في وطن علينا ان نخترع لبنان، متوجها الى البعض بالقول: “لا تدخلونا في أماكن لا نحملها وغير قادرين على تحمّلها”.

واعتبر ان على حزب الله ان يقتنع بأن الاستقالة (مع تحفظنا على الشكل) ليست القضية الأساس، فالمشكلة هي سلاح حزب الله وانتقاص السيادة، فان لم يعاد ترتيب الموضوع فلا اعادة لترتيب التوازنات في البلد.

ورأى ان الحكومة كانت مستمرة بتغطية كل المعاصي التي ترتكب في هذا البلد، معتبرا ان عليها ان ترحل وقد طلبنا من القوات اللبنانية أن ياخذوا الخطوة الاولى، وكان التمني بان ترحل الحكومة لأنه لا يجوز ان يغطي لبنان كل المعاصي فهذا موضوع سيادي وموضوع كرامة.

وقال: “علينا أن نفهم أن رحيل الحكومة يُسقط التسوية، ولا بد من اعادة ترتيب التوازنات”.

أضاف: اليوم قال الحريري انه لا يمكنه ان يتابع بما يقوم به، ولم يعد يحتمل فاستقال، وأراد ان يعاد ترتيب الامور في لبنان، مشددا على انه لا يمكن ان نأخذ البلد الى مكان واحد ونفرض ارادتنا على كل الناس بخاصة انهم لم يعطوا نموذجا صالحا في الحكم، فالسلاح غطى الفساد وقد انتقلنا من السيئ الى السوأ ومن الفراغ الى العدم ـ عدم الدولة.

واعتبر ان العهد فشل، وكل التقييمات أثبتت ذلك، فقبل استقالة الحريري حاولوا ان يعددوا الانجازات، منها اقرار الموازنة وقانون الانتخاب الذي يحتاج الى تعديل وحتى الآن لم يفهمه أحد.

ولفت الى ان الدول الاوروبية تقول للبنان لديكم انجازات عظيمة لأنها تريد للبنان ان يبقى حارسا على سجن النازحين السوريين، وهذا ما يخوّف به باسيل الاوروبيين.

ولفت الى أننا ان ألّفنا حكومة على جدول أعمال واضح يتضمن بسط السيادة والنأي بالنفس واعتماد سياسات طارئة تتعلق بالنازحين وتأمين الرفاه للبنانيين في الأشهر المقبلة فسيكون الامر إنجازا..

وعمّا نقله الوزير السابق الياس أبو صعب عن الرئيس عون، قال الصايغ: “موقف الرئيس قيل بالصوت ولا يُصصح بمستشارين بل بالطريقة نفسها، لافتا الى أننا كنا نرى الكثيرين ينقلون عن الرئيس ولا يكون لديهم التفويض لذلك”.

وعن جولة وزير الخارجية جبران باسيل رأى الصايغ أنها حفلة علاقات عامة لن يكون لها أي أثر، مؤكدا أن الرئيس الحريري ليس بحاجة لهذا الحب المفرط، فهناك عملية استباقية ما، لا يطلبها الحريري فهو يتصل بقياداته هنا ويعطيها التعليمات.

وكرر: “جولة باسيل حفلة علاقات عامة لخدمة مصالح غير مصالح لبنان وهي غطاء لحزب الله فهم يعتبرون انهم دخلوا الحكومة لتغطية حزب الله، وهذه لا تخدم الغاية التي يعلنونها وهي عودة الحريري “المحتجز” فيما هو يعبر عن رأيه وغير راضٍ على ما يحصل، مضيفا:  “هذه الحركة أضرت بلبنان وكل ما قاموا به يعني أنهم لا يريدون عودته”.

وأردف: اليوم رئيس التيار الوطني هو وزير خارجية سابق يتصرف انطلاقا من وثيقة التفاهم، فالتسوية سقطت وكذلك اتفاق معراب والمعادلة الثلاثية وهو يتصرف من منطلق الدفاع عن التحالف الذي أتى بعون رئيسا والوزير لا يتكلم باسم لبنان.

وتابع: هذه الحفلة شعارها كرامة لبنان لكن هدفها شبكة أمان وقائية لعدم الضغط على حزب الله لينسحب من الاقليم.

وردا على سؤال عن خارطة طريق في حال عاد الحريري أوضح أن الدستور لا يتحدث عن شكل الاستقالة، بل عن بيانات استقالة وبيان من القصر الجمهوري بقبولها، مشددا على ان الرئيس فقط يتلقى البيان ولا يقبل، فرئيس الحكومة يقدم استقالته ولا يرجو قبلوها.

ولفت الى صدور 3 مراسيم: قبول الاستقالة، والتكليف وتشكيل الحكومة الجديدة، فالمرسوم يعطي نفاذا للبيان وهذه الأعراف خارجة عن الدستور.

وأشار الى ان استقالة الحريري لم تكن فشة خلق، فهو لم يعد يستطيع ان يحكم بالطريقة ذاتها التي قامت عليها الأمور، فهو قال بتسوية جديدة وبتغيير.

وعن الكلام عن ان الحريري محتجز قال: فلنعتبر انه مقيد، فإن بيانات كتلة المستقبل عالية السقف، وهناك كتل سياسية تعتبر انه كان لا بد من ان تحصل الاستقالة، مضيفا: الأثر السياسي للاستقالة قائم ولو تراجع عنها.

واكد ان المهم انقاذ لبنان وليس الدخول والخروج من تسوية، داعيا الى ان نضع خارطة طريق تقوم على الحياد، ووضع استراتيجية دفاعية والتركيز على الامور الاخرى التي تهم الاستقرار مثل مسألة النازحين السوريين.

واعتبر الدكتور الصايغ أن لبنان أمام فرصة لن تتكرّر كل يوم، وعلى حزب الله أن يتلقّفها وعلى ايران أن تعتبر انها تستطيع ان تكون واحة حرية ومنبرا تخاطب فيه العالم العربي والاسلامي، وانه من المهم أن يكون لبنان منبرا من ان يكون منصة صواريخ، مطالبا بأن تعطي الاستقالة صدمة ايجابية لا أن تكون عرضية.