خاص
السبت ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 09:49

المصدر: صوت لبنان

الصايغ لليوم السابع: الوطن لا يستشهد ومشروع حزب الله سقط

أكد نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ أن الوطن لا يستشهد لأنه دولة مبنية على قيم ورسالة، مشيراً في حديث الى اليوم السابع من صوت لبنان الى أنه لا يمكن لأحد أن يخطف الدولة ولا يمكن تعطيل مشروع الوطن، ومعتبراً أن مشروع حزب الله سقط لأنه كان يسعى إلى خطف الدولة، وقال: إن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل هو ثورة على كل الموروثات من بيته حتى لبنان.
سئل : عام 2006 نحن أمام إستشهاد رجل ، فهل نحن أمام استشهاد وطن عام 2020؟
أجاب : لمناسبة ذكرى إستقلال لبنان وذكرى تأسيس حزب الكتائب وذكرى إستشهاد الشيخ بيار الجميل أؤكد أن الوطن لا يستشهد بل أبناؤه يستشهدون، لبنان ليس نظاماً عادياً كي يستشهد أو يسقط وليس مؤسسات دستورية فقط أو دولة عادية ، لبنان دولة مبنية على قيم ورسالة ، وهو وطن الرسالة والرسالة لا تستشهد ، هذه الرسالة هي رسالة الى العالم ونذكر أنها رسالة في العالم، وإذا إستشهدت هذه الرسالة يعني أن الإنسانية قد سقطت ,أن الحضارة ايضا قد سقطت ودخل العالم في عصر من الظلمات ، واتصور أن هذه الفرضية بعيدة لأننا نؤمن بالنور والرجاء وهذه الرسالة لا يمكن أن تندثر وبالنتيجة لبنان الوطن لا يمكن أن يندثر أيضاً.
صحيح أن الدولة تتغير بمفاهيمها وكذلك الأنظمة إنما لبنان لا يمكن له أن يستشهد.
سئل: جوزيف بوعاصي الشهيد الأول وأنطوان غانم لم يكن الأخير وبالأمس نزار نزاريان ولو بظروف مختلفة، هل هذا قدر حزب لبناني مثل حزب الكتائب الشاهد على لبنان وهو حزب الشهادة للبنان؟
الدكتور الصايغ أكد أن قدر حزب الكتائب أن يكون في الطليعة ومن يكون معه إما أن يكون هو بديل عن لبنان أو هو جرس إنذار ينبه عن ما سيحصل للبنان او معه، وبالنتيجة قدر الكتائب هو قدر لصيق جداً بقدر لبنان ، لكن أذكر ن لبنان لا يستشهد بل أبناؤه يستشهدون وكذلك الكتائب لا تستشهد إنما الكتائبيون يستشهدون.

سئل : الكتائب أفشلت مخطط البديل عام 1975 ، صمدت عن الدولة وعن الجيش وسقط شهداء عن الكتائب ، لمن تسلم الدولة اليوم؟
شدد الدكتور الصايغ على أن لا أحد يمكن أن يأخذ الدولة الى مكان آخر، فمن الممكن أن تخطف الناس وتوقفها وتعطلها ، لكن لا يمكن أن تعطل مشروع وطن، وبالنتيجة ، في لبنان شعب حر لا يقبل أن يخطف أو يعيش سجيناً ولا أن يتعطل أو يأسر بأي شكل من الأشكال .
انا اطمئن إلى أن مشروع حزب الله قد سقط، وهو الذي كان يسعى الى خطف الدولة ، لكنه سقط سقوطاً مدوياً في لبنان، وليس المهم أن يسقط المشروعبل المهم أن تقوم الدولة، لأنه لا يمكن لأحد أن يحل نكان الدولة.
لقد أثبت حزب الله منذ العام 2005 أنه ليس قادراً على حكم لبنان أن أن يتمدد بمشروعهأو أن يصبح هناك تبن لمواقفه من قبل الأفرقاء في لبنان ، لكن يبقى مشروع حزب الله مشروع مذهب ضمن طائفة لكن ليس كل الناس الذين يؤمنون بهذا المذهب يؤمنون بمبادىء حزب الله. لذلك أعتقد أن هذا الفشل الكبير لهذا الحزب في لبنان عليه أن لا يؤدي الى ما يقال ويشاع اليوم، إن لبنان إنتهى ، بل الآن بدأ يبرز مشروع الدولة في لبنان لأن مشروع حزب الله سقط فعلاً.
وأضاف: إن المشاريع الأخري البديلة سقطت، والمطلوب قيام لبنان وتعزيز قيام الدولة ، وهي قادرة بالنتيجة على أن تدمج كل المشاريع الفئوية والمناطقية والمذهبية عبر مشروع وطني واحد. وهذا ما نسعى إليه في حزب الكتائب عندما نتحدث عن مشروع لبناني، وهذا ما إستشهد بيار الجميل بسببه.
سئل: الوضع غير مريح هو وضع انهيار إقتصادي ومالي وهناك هجرة وفقر لكن الترف السياسي يبدو أنه باق وتأليف الحكومة يستوحي من هذا الترف فأين الثورة والمعارضة من هذه اللحظة؟
أجاب: كما المطلوب من الموالاة أن تقوم بمراجعة عميقة ومن القوى السياسية التي تعبد الأصنام والقوى الحديدية على الثورة أيضاً أن تقوم بمراجعة عميقة وشاملة، فالثورة خرجت من الشارع كي تدخل الى كل بيت ، اليوم وبعد أن تكلمنا في حزب الكتائب عام 2009 عما يسمى عقد الإستقرار في برامجنا الإنتخابية، فلا بد اليوم أن نفكر بعقد آخر، وهو عقد التغيير ، بمعنى أن الثورة من الشارع الى التغيير المؤسساتي ومن الشارع الى البيت وثم الى صندوق الإقتراع.
اليوم ليس لدينا أي أمل أن نفكر أننا بعمل مباشر لإسقاط هذه المنظومة ، هذا العمل المباشر سيؤدي على الأرجح الى فتنة كبيرة، ونحن لا نريد الفتنة أبداً، لكن هناك طرق ذكية أكثر قد تأخذ الأموربطريقة مختلفة لأنه كما نرفض الفتنة ، كذلك نحن نرفض الأمر الواقع، وبين الفتنة ورفض الواقع هناك فضاء رحب للتغيير. ونحن اليوم في إطار إطلاق هذه الدينامية الجديدة كي نصل إلى إعادة تشكيل السلطة في لبنان.
سئل: بيار الجميل المؤسس، كان ركناً أساسيا في النظام ، وبيار الجميل الشهيد كان ركناً اساسياً في ثورة الأرز ومعارض أساسي من داخل النظام؟
رئيس حزب الكتائب اليوم سامي الجميل هل هو قصة أخرى؟
أجاب :على أهمية الرموز جميعها التي نتحدث عنها ، وهي رموز تجسد مرحلة من مراحل النضال والتطور لحزب كبير مثل حزب الكتائب، فكل ششخص طبع الحزب بطباعه وشخصيته وأخذ من هذا الحزب، وأهمية الرموز هذه كلها أنها لم تكن زعماء ومعها أتباع، هؤلاء أشخاص عرفوا التحدث مع الأرض وتفاعلوا معها، وعرفوا كيفية ربط الأرض بمنظومة القيم التي يؤمنون بها، وكانوا جسراً بين هواجس الناس والقيم التي على أساسها قام لبنان.
وأضاف الصايغ: لكن طبعاً كل شخص منهم كان له الظرف التاريخي الذي مر به وعبر عمله حقق الإنجازات.
كان الشيخ بيار الجميل دائما يقول: مش مهم يكون العلم مرفوع لكن المهم أن تكونوا جميعا من حولي وتشكلون دعامة لي كي أبقى مرفوعاً كالعلم. لذلك هذه القيادة بالشراكة والتضامن بين كل الناس من حولنا وإنطلاقاً من هنا أقول: إن الشيخ سامي الجميل هو ثورة على كل الموروثات ، ليس فقط في المجتمع أو السياسة اللبنانية، بل سامي الجميل هو ثورة على كل الموروثات من بيته حتى لبنان، وهو حريص على االمحافظة على العراقة والتاريخ ، لكن من القلائل الذين عرفوا كيفية قراءة التاريخ وأخذ دروس منه تجعله يتوقى الوقوع في أخطاء الماضي، وهذا ما يميزه عن الكثير من رجال السياسة، إنه لا ينتظر الظرف كي يقتنص الموقف، بل هو قدر على صناعة الموقف والحدث، وأن يكون هو العنوان بغض النظر عن التقلبات السياسية.
أنا برأي سامي الجميل حطم ومن دون أي قيد عقد الصنمية والشخصنة والتقاليد البالية، ودخل الى المستقبل من باب التغيير العريض، هذه الجرأة والبصيرة تؤسس ومن دون اي شك لبلد جميل يشبه ليس فقط أحلام الشباب اللبناني بل يشبه الحسرة من قبل الأجيال الأخرى التي تنتظر لبنان آخر.
سئل: لو قدر للكتائب اليوم هل سيكون خيار الإستقالة أيضاً وايضاً؟
أجاب: الإستقالة والإستقلال.
كلمتان تتناغمان سوياً، وكأن الإستقلال السياسي للبلد لا يمشي إلا إذا كان هناك سياسيين مستقلين ، وأنا أرى اليوم أن السياسي المستقل بلبنانيته والمستقل بقراره، لا يمكن أن يكون ضمن المنظومة بمعناها الضيق والعريض، ولا يمكن إلا أن يذهب الى الإستقالة لتسريع دفع المؤسسات نحو الإنتخابات النيابية المبكرة.
حزب الكتائب اليوم ومن المؤكد أنه إذا كان موجوداً في مجلس النواب أو في الحكومة أو في اي مكان آخر لا يمكن أن يكون شريكاً أو شاهد زور على ما يحصل.
ونحن نعلم أن ميزان القوى الموجود اليوم في البلد صنع قانوناً إنتخابياً جاء به حزب الله وحلفائه كي تتم السيطرة على مجلس النواب وهذا ما حصل. هذه السيطرة على المجلس تسمح له بإنتاج قوتنين إنتخابية كما يريد والإتيان برئيس جمهورية كما يريد أيضاً، ومن الممكن القيام بما يريدون في لبنان والنتيجة لماذا كما يقال : نهتم بأمور كثيرة والمطلوب واحد .
يجب أن يتم تجميد هذه العملية بشكل كامل لدحر سلطة الشعب اللبناني، لذلك على الشعب أن يستعيد سلطته وهو مصدر السلطات عبر تشكيل إنتخابات نيابية مبكرة وحكومة جديدة وسلطات جديدة وإلا فنحن غير قادرون ان نقول أن لدينا إستقلال سياسي.
وختم الوزير الصايغ بالقول : لا إستقلال سياسي من دون سيادة ولا سيادة من دون شعب حر ولا شعب حر من دون إنتخابات نزيهة وحرة ، ولا يمكن القيام بهذه الإنتخابات من دون الدفع بقوة نحو عملية التغيير هذه.ويجب افستفادة من كل ظرف كي نقدر الدفع نحو هذه العملية وتكون النتيجة تشبه آمال وطموحات الشعب اللبناني.