خاص
الجمعة ٣ آب ٢٠١٨ - 07:43

المصدر: صوت لبنان

الصايغ: ما يُعطّل انتاج الحكومة هو محاولات تغليب فريق على آخر

وجّه النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ تحية للجيش اللبناني غداة الأول من آب، معتبرا أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي هي محط إجماع لدى اللبنانيين، فهي غير تابعة لحزب او منطقة او تيار، بل هي فوق كل شيء، وطالما انها هي الضامن للوحدة الوطنية، فعلى هذا الضامن ان يبقى مترفّعًا عن كل شيء.

وعن تشكيل الحكومة قال الدكتور الصايغ في حديث لبرنامج “مانشيت المساء” عبر صوت لبنان: “لقد بات أكثر من معروف أن لعبة الحصص الداخلية هي التي تتحكّم في تأليف الحكومة”.

وإذ سأل لماذا لا يحصل انتاج أقليات واكثريات وموالاة ومعارضة، أجاب: “لأننا دخلنا في أزمة نظام وكل يشدّ الدستور الى جانبه ويعتبر الدستور وجهة نظر”، مضيفا: “البعض يعتبر انه يجب ان يكون للرئيس حصة وازنة، لكننا نعتبر ان الرئيس هو من سيوقّع على مرسوم التأليف ويجب ان يكون لديه 30 وزيرا لانه رئيس البلاد والضامن للمؤسسات والقائد الاعلى للقوات المسلحة وفوق الحصص والأحزاب كما الجيش اللبناني، وإلا فإننا نضع الرئيس بمستوى رؤساء الكتل، لكننا مع كل ما يقوّي الرئاسة.”

وتابع الصايغ قائلا: “ان المشهد الذي نراه ليس تعزيزا لموقع الرئاسة بل ضرب لهيبتها، ونحن في الكتائب لدينا معادلة ثلاثية تاريخية تقول ان ضمانة لبنان والحيوية المسيحية في هذا البلد تكمن في الحفاظ على الرئاسة ودور بكركي وعزة ومجد الجيش اللبناني، ويجب ألا نُنزل هذه الثلاثية الى البازارات السياسية والا فإن ضربها ينسحب على المؤسسات الدستورية والتوازنات”.

وردا على سؤال عن الفصل بين رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر قال الصايغ:  لقد رأينا رئيس الجمهورية يدافع عن ملفات يحملها وزراء التيار الوطني الحر وهذا غير مألوف، ولكن حفاظا على رئاسة الجمهورية نحب أن نصدق ان هناك فارقا بين التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية ونتمنى ان يصبح هذا الشيء حقيقة لأنه من مصلحة لبنان. معتبرا أنه يجب ان يكون لرئيس الجمهورية حصة في كل وزير.

ورأى الصايغ انه بخلاف ما يقال عن ان الطابة هي عند رئيس الحكومة فإن المُسهّل الأول والأكبر لعملية التأليف يجب ان يكون رئيس الجمهورية، فهكذا يكون رئيس البلاد، معتبرا أن ما يُعطّل انتاج الحكومة هو محاولات تغليب فريق على آخر، فلولا الطائفية ولعبة الميثاقية والمولود الهجين الذي اسمه “الديمقراطية التوافقية” لكنا نقول فلتحكم الاكثرية وتعارض الأقلية،وتابع: اليوم لبّ الموضوع هو الجو السائد في المنطقة من ان هناك انتصارا لفريق على آخر في سوريا وهناك شد حبال لايران في المنطقة، ويعتبرون انهم نجحوا في الانتخابات في لبنان وهذا يستجلب رد فعل من الفريق الآخر، مشيرا الى أنه ان كانت الحكومة ستكون نسخة طبق الأصل عن مجلس النواب فلن ترى النور.

وشدد الدكتور الصايغ على ان على الرئيس ان يكون قابضًا على النهج والذهنية التي يجب ان ننهض بها في لبنان وهنا الدور الذي لا يلعبه الا الرئيس الماروني القابع في بعبدا وليس من قبيل الصدفة ان يكرس الدستور ذلك، مؤكدا انه مطلوب من المسيحيين دور مهم في ظل الاشتباك الاقليمي والطائفي والديني، فللمسيحيين دور خاص ومميز ولكن ماذا يفعلون!؟

وردا على سؤال عن الثنائية المسيحية والمقارنة مع الثنائية الشيعية قال الصايغ: ما يجمع حزب الله وامل قواسم مشتركة مهمة جدا، تجعلها تصمد أمام كل الاهتزازات بمعزل عن المشاكل السياسية الصغرى لأن هناك أرضية صلبة ليست طائفية او قبائلية.

 وسأل: ما هي النظرة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بالنسبة لسوريا اليوم؟ وأجاب: هناك نظرة متضاربة جدا، بينما بين امل وحزب الله النظرة واحدة، وعن الموقف من النازحين السوريين ومقاربة الموضوع فعند المسيحيين هناك اختلاف في وجهات النظر بينما عند حزب الله وأمل فالموقف واحد. كذلك في موضوع ادارة الملفات الكبرى ومنها الاصلاح والذي يبدأ بمكافحة الفساد رأينا مشكلا كبيرا على خلفية سوء ادارة الملفات بين القوات والتيار في وقت أننا نرى ان الواحد يلحق الآخر وهناك تقسيما للادوار بين امل وحزب الله. وفي الانتخابات النيابية رأينا لوائح مشتركة بين حزب الله وحركة امل بينما لم نر القوات والتيار في أي لائحة مشتركة على كل الاراضي اللبنانية، كذلك الموقف من النأي بالنفس ومن سلاح حزب الله، فالقضية ليست تفصيلية فكيف يُوفّق التيار بين ورقة مار مخايل والورقة المناقضة لها أي اتفاق معراب لجهة سلاح حزب الله؟

وردا على سؤال حول موقف الكتائب من الوضع المسيحي وما آل اليه “تفاهم معراب”  قال الصايغ: نحن نتمنى ونعمل ولسان حالنا هو توحيد الموقف المسيحي من القضايا الكبرى ونفتح المجال لتعددية سياسية تعطي حيوية للعبة الديمقراطية وقد دعمنا وشجعنا البطريرك على المضي باللقاء الرباعي في بكركي وكان عملا جيدا، انما تحطم كله عند الطموح “المشروع” للوصول الى الرئاسة وصارت الاصطفافات مطلوبة وهنا تعطل دور بكركي بالنسبة للقضايا الكبرى وحصل اختلاف حول الأولويات.

 وأضاف: بكركي حاولت ولا تزال تسعى وهي حريصة على أي أفق لجمع المسيحيين حول قضايا مشتركة، لأن لبنان والمسيحيين والمؤسسات الدستورية تغرق ومنها رئاسة الجمهورية والمسيحيون لديهم مسؤولية خاصة في هذا البلد، ونحن نرى ان الطموح للسلطة ليس خطأ، انما تدمير انجازات لبنان الكبير هو مشروع ضرب لوجود المسيحيين في هذا المشرق، معتبرا أن المسألة ليست هجرة بعض الشباب أو مؤسسة إسكان. وإذ سأل: هل المشروع التاريخي الذي حمله المسيحيون في خطر أم لا؟ رأى أنه في خطر جدي ولا بد من مواجهته، وأردف: “آخر همنا اذا ركب وزير هنا، او كتلة من 5 وزراء او أكثر من هناك، من هنا نرفع الصوت لأننا نطبق قول الامام علي بما معناه تقاوم بالساعد وبالصوت والقلب وهذا أضعف الايمان، فما زال لدينا الصوت لأن الساعد معطل”.

وعن ملف النازحين السوريين ذكّر الدكتور الصايغ أن رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل حمل القلق والهاجس الى روسيا منذ 10 اشهر من انه لا يمكن انتظار نهاية العملية السياسية في سوريا والتي قد تأخذ سنوات، لافتا الى أن لبنان دفع سلفًا وحمل الاعباء الانسانية والاقتصادية والانسانية وحافظ على كرامة النازحين وهو لا يمكنه تقديم شيء للمفاوضات الدولية، وتابع: لقد درسنا الموضوع بعمق وأنا شخصيا اتابع الملف لأنه انفجر عندما كنت وزيرا للشؤون الاجتماعية وكنا في حكومة تصريف أعمال ومنذ ذلك الحين نتابع الملف وأنا اتابع الموضوع كمراقب وقد جزأناه الى أجزاء، فمن بين النازحين العمال السوريون وهنا يضبط أوضاعهم قانون العمل، وهناك من اتى من مناطق آمنة ولا بد من عودتهم تحت رعاية الامم المتحدة، اما من اتوا من مناطق غير آمنة فلا بد من النظر اذا كان هناك دول تستقبلهم، وقد حمل الشيخ سامي الجميّل الملف والتقى بوغدانوف الذي قال ان روسيا حاضرة تضمن وترعى اي عودة للسوريين الى سوريا ولكن يجب ان يحصل هذا الأمر عبر القنوات الرسمية اللبنانية وقد تحدثنا اليها لأنها اللاعب الأهم في سوريا، انما ما يظهر ان الحكومة لم تحرك ساكنا وبقيت على موقفين متناقضين: موقف باسيل اننا لا نستطيع وعلينا التحدث مع الحكومة السورية لإرجاعهم، والموقف الآخر وهو موقف الحريري أي عدم تحريك ساكن قبل العملية السياسية.

وأكد أن بإمكان الروس لعب الدور مبديا اعتقاده بانهم حضّروا الملف وذهبوا به الى  هلسنكي، ونحن نطالب بما حصل في هلسنكي ومسرورين بأن يخوض الروس هذه العملية ولكن المشلكة أين موقف الحكومة اللبنانية؟

ولفت الى ان الأردنيين حاضرون ونظّموا أنفسهم بشكل جيد وحولوا النزوح السوري الى مردودية اقتصادية بينما في لبنان التخبط ما يزال موجودا والروس ينتظرون وهناك موقفان ولجنة.