محلية
الجمعة ٢٣ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 15:19

المصدر: المركزية

بعد الصيفي.. “التكنوقراط ” يحطون في بيـــت الوسط؟ العهد و”سيدر” ومصداقية فرنسا على حبال “حكومة الأكفاء”

منذ قرابة شهرين ، وأمام انسداد أفق تأليف الحكومة التي كانت –ولا تزال- عالقة بين براثن الشروط والشروط المضادة، قدم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ما سماها “خريطة طريق لإنقاذ لبنان”، نص بندها الأول على تشكيل ما يعتبرها الجميّل “حكومة اختصاصيين” تنكب على معالجة أزمات الناس الآخذة في التناسل، على أن تترك تصفية الحسابات السياسية لرجالات السياسة في “حلبة” مجلس النواب.

اليوم، وفيما يغرق قطار التأليف في وحول العرقلة المتأتية من تصلب موقف من باتوا يسمون “أعضاء اللقاء التشاوري السني” ، المدعومين من حزب الله، يبدو أن طرح حكومة تكنوقراط قد حط رحاله في بيت الوسط، بوصفه محاولة لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية، والحؤول دون تحويل الأموال المرصودة لبيروت في مؤتمر “سيدر”.

وفي السياق،  تكشف أوساط متابعة لمفاوضات التأليف عبر “المركزية” أن بعض الدائرين في فلك بيت الوسط بدأوا يطرحون فكرة حكومة التكنوقراط من باب انقاذ العهد و”حكومته الأولى”، على حد قول رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والقريبين منه.

وتشير الأوساط نفسها إلى أن الأجواء السلبية التي ضخت في فضاء التشكيل بعيد لقاء المبعوث الرئاسي الوزير جبران باسيل  وأعضاء اللقاء التشاوري السني، الذين أكدوا إصرارهم على توزير أحدهم في الحكومة المقبلة، ضاعفت الاقتناع بضرورة النظر في تشكيل حكومة تكنوقراط يتحلق حول طاولتها أصحاب الكفاءات والخبرات والاختصاصات الذين سجلوا نجاحات مشهود لها في مجالات عملهم في القطاع  الخاص.

وليس بعيدا، تؤكد الأوساط أن العواصم الغربية تتابع عن كثب المستجدات الحكومية، لا سيما منها باريس، بدليل أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لا يوفر فرصة الا ويشدد على ضرورة تأليف الحكومة اللبنانية في أقرب الآجال، لافتة إلى أن هذه العواصم لمست استحالة تأليف الفريق الوزاري، الذي بات رهينة فريق لبناني يمضي في تنفيذ أجندات خارجية لا تأخذ على الأغلب مصلحة لبنان العليا في الإعتبار، كما رداءة الأوضاع الاقتصادية التي بلغت درجات غير مسبوقة من الانحدار.

إلى هذه الصورة، تنبه الأوساط المتابعة إلى أن من شأن المماطلة في تأليف الحكومة أن تضع مصداقية فرنسا، الداعم الأبرز للبنان في المحافل الدولية، على المحك، خصوصا أن الرئيس ماكرون يقف وراء فكرة المؤتمرات الدولية التي خصصت لدعم لبنان. ومن هذا الباب، لا تستبعد الأوساط أن يصار إلى إعادة ضخ الحياة في شرايين حكومة تصريف الأعمال للاستفادة من مساعدات سيدر، في انتظار المبادرة التي قد يركن إليها الرئيس عون، الذي تعهد في خطاب الاستقلال الأخير بإخراج البلاد من عنق الزجاجة.