محلية
الأربعاء ١٥ تشرين الثاني ٢٠١٧ - 07:48

المصدر: المركزية

بعد كلام الحريري وشروطه… العين علـى المعارضين

لا يختلف اثنان على أن إطلالة الرئيس سعد الحريري مساء الأحد الفائت أتت لتنفيس احتقان شعبي خلفته حملات إعلامية كثيفة نقلت التركيز من جوهر المشكلة إلى شكلها. غير أن هذا لا ينفي أن الحريري وجه كثيرا من الرسائل السياسية إلى الحلفاء والخصوم على حد سواء. ذلك أنه بدا متيقنا من أن زمن المساكنة مع حزب الله على وقع التسوية الرئاسية، ولى إلى غير رجعة بدليل الأجواء الاقليمية الملتهبة على خط الرياض- طهران، ما دفعه إلى وضع سلة شروط جديدة لإطلاق المرحلة الثانية من الاتفاق السياسي العريض، على أن تكون قائمة على سياسة النأي بالنفس، وانطلاق رحلة البحث عن حل لإشكالية سلاح حزب الله المزمنة، ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية.

وفيما ينتظر كثيرون رد فعل الضاحية على كلام الحريري، علما أنها مصرة على عدم الرد على ما تعتبره “كلام رهينة”، يترصد آخرون رد القوى “المعارضة”، التي اعترضت على التسوية في نسختها السابقة، علما أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل حرص على ضخ بعض الايجابية في الاجواء، عن طريق ابداء انفتاحه على تسوية جديدة ترتكز أولا إلى وضع السلاح على بساط البحث.

وفي هذا الاطار، تلفت مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” إلى أن “هناك تسوية جديدة يحكى عنها اليوم، لكن إذا كان الاتفاق سيبقي القديم على قدمه، فمن المتوقع أن تحافظ القوى المعارضة على تموضعها الذي تمسكت به طويلا في خلال العام الأول من الولاية الرئاسية، بما من شأنه أن يحرج الآخرين، لا سيما أقرب المقربين إلى العهد”.

وفي معرض تشريح كلام الرئيس الحريري ورسائله المشفرة والمباشرة في أكثر من اتجاه، تتوقف المصادر عند إصرار رئيس الحكومة المستقيل على المضي في تنفيذ اتفاق العام الماضي، وإن كان قد أدخل اليه بعض الشروط الضرورية لديمومته. وتنبه في السياق، إلى أن “التمسك بالتسوية يعني الاستمرار في التعاطي السياسي مع الرئيس ميشال عون. غير أن كلاما من هذا النوع لا يعني جديدا سياسيا لأن الرئيس عون يفترض أن يبقى في منصبه للسنوات الخمس المقبلة ليكمل ولايته. غير أن هذا لا ينفي أن عناصر التسوية العريضة التي أبرمت العام الماضي سقطت”، لافتة إلى أن “الرئيس الحريري يتحدث عن تسوية جديدة. والجميع ينتظر شرحه لهذه المبادرة، في وقت لا تخفي بعض القوى استعدادها للمساهمة في إنقاذ بلد على مشارف أزمة كبيرة، علما أن رئيس الحكومة المستقيل صاحب التسوية الأولى يدعو إلى نسخة جديدة”.

وفيما فتحت مقابلة الحريري جولة جديدة من الاشتباك السياسي حول جدلية السلاح وانسحاب حزب الله من سوريا، تفضل المصادر التركيز على الهم السيادي الذي يغيب عن بال كثيرين لمصلحة التركيز على حل أزمة الحزب، فتعتبر أن ليس انسحاب حزب الله وحده ما يحل المشكلة، بل أبعد من ذلك، المشكلة الأكبر تبدأ عندما يعود الحزب إلى لبنان متسلحا بترسانة من آلاف الصواريخ وعدد كبير من المقاتلين، خصوصا أن هذا المشهد يأتي معطوفا على “سيطرة الحزب” القوية على الساحة السياسية اللبنانية، بدليل أنه لا يتوانى عن إلزام الجميع برئيس الجمهورية الذي يريد، ويعتبر أنه قادر على تغيير الغالبية النيابية، ويعطل البلاد ومؤسساتها ساعة يشاء.

تبعا لهذه الصورة، لا يمكن أن تحل الأزمة لمجرد أن تنسحب ايران من مختلف ساحات الاقليم الملتهب، كما يحاول أن يقول الرئيس الحريري”، تختم المصادر المعارضة.