مجتمع
الأثنين ١٦ آذار ٢٠٢٠ - 12:15

المصدر: صوت لبنان

بيان التيار النقابي المستقل حول تفعيل التواصل التعليمي مع التلاميذ خلال العطلة القسرية

صدر عن التيار النقابي المستقل بيان حول تفعيل التواصل التعليمي مع التلاميذ خلال العطلة القسرية

بينما تجتاح لبنان محنة الكورونا والهلع من انتشاره الوبائي، وتسير الحكومة قُدُمًا في خطة الإقفال المتدرج لكل مؤسسات الدولة والعزل التدريجي عن العالم الخارجي، تتوالى علينا تعميمات وزير التربية والمدير العام غير المدروسة وغير التربوية تأمر المعلمين والأساتذة في المدارس والثانويات الرسمية بالقيام بـ”التعليم عن بعد “؛ فيما يضغط معظم المديرين على التلاميذ وعلى الجهاز التعليمي معًا منذرين الأوائل باحتساب علامات على أعمالهم والآخرين غير المتجاوبين بوضع نقاط سوداء في سجلهم المهني، بل ويستدعونهم الى المدارس والثانويات للنقاش في تطبيق مسبق للمادة 35 التي تجعل المدير يتحكم برقاب مرؤوسيه. ويهم التيار النقابي المستقل أن يوضح ما يلي:
ان كل قرار وتعميم عن الوزير موجه الى المدارس والثانويات والمعاهد المهنية والجامعات الرسمية والخاصة ينص على أن الاقفال جاء “حفاظاً على صحة التلامذة والطلاب والهيئتين الإدارية والتعليمية وسلامتهم”. فالكورونا ليست مزحة. إذن كل مدير يجتهد ويستدعي الجهاز التعليمي الى المدرسة إنما يعرضه وعائلته للخطر، ويخالف قرار الوزير، ويضع نفسه تحت طائلة المحاسبة القانونية.
ليس تعلما عن بعد: ليس مايطلب هو “التعليم عن بعد”. فهذا الأخير هو مشروع تربوي يتطلب خطة وتدريبا للأساتذة وللطلاب ومنصة تدريب ودربة على أدوات معينة وعلى تصميم الدروس وتنفيذها وتقييمها إلكترونيا عبر مسابقات تفاعلية وبنك للموارد المختلفة السمعية والبصرية.. . ان الإمارات تعمل عليه منذ سنتين (من خلال بوابة التعلم الذكي، والاستفادة من كافة الدروس والبرامج المتوفرة على المنصة، وذلك بشكل استثنائي لمواجهة الطوارئ والأزمات). وتركيا بدأت بالمشروع بعد زلزال كبيرمنذ سنوات . إذن فليكفوا عن تسمية “التعلم عن بعد”. إنما هو” فروض مساعدة منزلية” أقرب الى الفروض الصيفية ليظل التلميذ متذكرا ما درسه، معززا ما حققه من كفايات تعلمية، موسعا آفاقه وثقافته. إن تلامذتنا يحتاجون إلى متابعة تعليمية وتربوية بأسلوب محبب يخفف عنهم وعن عائلاتهم ثقل الحجز المنزلي الذي لا تعرف نهايته.

لا حق لأي معلم او مدير باحتساب علامات تقييمية على أي تعليم أو فروض عبر الواتسأب: فالتقييم عن بعد غير ملحوظ في مناهجنا وفق القرار 666. يوجب ألا يحمل التلميذ (وأهله) مسؤولية ما يعطى له عن بعد . اذ ينبغي اعادة شرح كل ما يعطى لدى العودة الى المدارس( كما تعهد وزير التربية التركي مثلا). إن صحة تلاميذنا النفسية وتعزيز توازنهم العقلي والنفسي هما من أولوياتنا في هذه المرحلة . فرفقًا بهم من رعب الكورونا ورعب العلامات.
إعطاء دروس عن بعد ليس تربويا: إذ بسبب من كثرة عدد التلاميذ للمعلم الواحد تتعذرعملية شرح الدروس الكترونيا والتقييم وتحقيق الكفايات والأهداف. كما يستحيل تطبيق التعليم المتمايز بمراعاة المستويات والفوارق الفردية.

إعطاء دروس عن بعد ليس مجديا ولا عادلا : فنحن نراسل طفلا أو مراهقا يحتاج عناية خاصة ، ويعيش ضمن عائلة قلقة متوترة مضطربة همها الأول حماية أبنائها صحيًّا. فيما يرزح وطننا منذ سنوات تحت أزمة اقتصادية خانقة بلغت ذروتها اليوم. إن ٥٠٪ من الأسر وصلت إلى خط الفقر وما دون، ونسبة البطالة في ازدياد، وأسعار الحاجيات الأساسية ترتفع بلا حسيب ولا رقيب؛ فالغلاء يطال المعقمات بنسبة ١٠٠٪ حتى السبيرتو المصنع محليا تضاعف سعره. الواي فاي غير متوفر لدى الجميع. وشحن البطاقات تكلفته عالية. فما مصير الطلاب الذين لا يتابعون مع أساتذتهم عبر الواتس اب والإنترنت؟
ليس كل معلم مؤهلا:
هل كل معلم مدرَّب بما يكفي ؟ كلا. فهناك تفاوت كبير بين معلم وآخر. حتى من تابعوا دورات تدريبية في التدريب المستمر وغيره عن استخدام أدوات الإنترنت في التعليم، استحال متابعة ممارساتهم الصفية وتقييمها بسبب من منع المدربين من متابعة المتدربين داخل المدارس لتقييم تقدمهم، وقلة عدد المفتشين وانعدام التنسيق الحقيقي ميدانيا ما بين التفتيش والمركز التربوي، بل تضارب مصالح. ثم هناك المتعاقدون الذين لا يثقون بان الدولة ستدفع بدل هذه الأتعاب.
مدارسنا غير مجهزة : هل المدارس والثانويات مجهزة لذلك؟ كلا. هل طلابنا اختبروا هذا التعليم عن بعد من قبل؟ نادرا. فعبارة استخدام “الوسائل المتاحة” تنم عن جهل بوضع المدارس واستخفاف بمصلحة التلاميذ.

كيف نستفيد من التجارب السابقة المفيدة ونؤمن الموارد؟
أين دور المركز التربوي ؟ لمَ يتوقع أن يقوم المعلم بوظيفة المركز التربوي وجهاز الإرشاد ولجان الامتحانات الرسمية مجتمعةً؟
تفعيل التلفزيون التربوي والاستفادة من تلفزيون لبنان :لقد صدر سابقا انتاج للتلفزيون التربوي من المركز التربوي منه دروس نموذجية. ان التيار النقابي المستقل يدعو الى البناء على التجربة السابقة، وإعادة تفعيل التلفزيون التربوي، ووضع دروس نموذجية موحدة، وبثها عبر تلفزيون لبنان. ولينقل تلفزيون لبنان ساعات بث من محطات تربوية عربية عالمية (براعم، جزيرة الأطفال، ديوان، دراسة…الخ )؛ ويعرض برامج مسابقات تعليمية ثقافية. كما يدعو الى إنشاء منصات تعليمية بهمة خلية طوارئ لا تعيّن على أساس المحاصصة بين قوى السلطة والتنفيعات السياسية والشخصية، وانما على أساس من الكفاءة والجدارة . لأن أحدا لا يعرف متى ستنتهي أزمة الكورونا أو الى أين تتجه.
الموارد : لقد انتج المركز التربوي مئات الوضعيات التربوية التي يمكن استعمالها في التعليم، ان في الصف او عن بعد… منها مجموعتان: الاولى عام 2005 من حوالي 750 وضعية موزعة بشكل متوازن على كل المواد وعلى كل المراحل التعليمية. صاغتها فرق متخصصة من الاساتذة والمعلمين والمدربين الخبراء في القطاعين الرسمي والخاص بما يتوافق مع المنهاج الرسمي تحت إشراف خبراء من مؤسسة “بياف” البلجيكية. ويمكن استعمال هذه الوضعيات في التعليم وفي التقييم.
اما المجموعة الثانية من الوضعيات فتعود الى فترة 2011-2012 حيث تم انتاج منهاج الحلقة الاولى بالكامل والحلقة الثانية…. وفق المقاربة بالوضعيات اي نظام الكفايات.وبما أن المجموعتين مطبوعتان رقميًّا وكل وضعية مع مستنداتها فلمَ لا يتم نشرها كموارد على موقع المركز التربوي حتى يتسنى للأساتذة استعمالها حاليا في تعليمهم عن بعد؟.انشروها حتى لا تكون مثالا فاضحًا عن الهدر خاصةً انها كلفت الخزينة مئات الوف ألدولارات( مشروع التربية التكاملية )
هناك مئات من الأدوات التربوية والألعاب المناسبة أنتجها مدربو التدريب المستمرتنام في أدراج المركز التربوي..فليوضع كل ذلك في متناول أيدي المعلمين والأساتذة كموارد.
وضع برامج مطالعة للأعمال الأدبية الكبرى قراءة او مشاهدة ( مثل تطبيق “تلك”) والمسرح اللبناني والعالمي .
تنمية مهارات حياتية
تقديم أوجيرو والفا وتوتش باقات انترنت خاصة استثنائية للاساتذة والطلاب وخاصة طلاب الشهادات تسهل عملية التواصل وتحميل البرامج وتدعم اتصال الفيديو.
إن هذه لمرحلة حرجة في تاريخ وطننا تستوجب تضافر كل الجهود لما فيه خير تلاميذنا والنهضة بمجتمعنا دون إلقاء عبء كبير على الأهالي أو التلاميذ مع وجوب الإصغاء لآراء معلمينا أصحاب الخبرة المباشرة في تعليم الأجيال.