محلية
الأربعاء ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٨ - 07:18

المصدر: الجمهورية

بيلّينغسلي: استراتيجيتنا مستمرّة لتقويض حزب الله ولا عقوبات على المصارف

أكّد مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلّينغسلي أنّ بلاده ماضية في سياسة تقويض «حزب الله» لمنعه من استخدام النظام المصرفي لأهدافه المشبوهة وضرب الديموقراطية اللبنانية.

وأوضَح بيلّينغسلي في جلسة مع عدد من الصحافيّين أمس، في حضور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد وعدد من مُستشاريه ومُعاونيه، أنه «موجود في لبنان لمتابعة المباحثات التي كنا نجريها مع السلطات اللبنانية، أي مع مصرف لبنان ورئيسي الجمهورية والحكومة وفريق عملهم من أجل التعامل مع مختلف التحديات التي تواجهها كل البلدان بشأن التمويل غير الشرعي، وكانت المناقشات إيجابية بقوة مع رئيس الحكومة، ورئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان والقطاع المصرفي».

ولفت الى أنّ «مناقشاتنا ركّزت على أهمية التعاون لمواجهة عدد من التهديدات المالية التي يواجهها لبنان. ويجب التنويه بالعلاقة مع السلطة اللبنانية، وهي متعاونة ومتينة، وكنتُ هنا لمشاركة معلومات محدّدة جداً بشأن عدد من التهديدات الأمنية المتعلقة تحديداً بـ»داعش» وتمويل الإرهاب».

حماية المصارف

وعن السياسات المنتظرة من السلطات اللبنانية والقطاع المصرفي، قال: «بالنسبة إلينا، من المهم جداً أن نتابع العمل معاً للتأكد من أنّ النظام المالي اللبناني محمي، وسلامة النظام المصرفي اللبناني مصانة ضد أموال «حزب الله» الآتية من النظام الإيراني، وأعتقد أننا حقّقنا نتائج إيجابية في المباحثات بشأن هذا الملف، وإنّنا اتخذنا إجراءات محددة لمواجهة قدرة «حزب الله» في الوصول الى النظام المصرفي اللبناني».

وعمّا إذا كان يملك إثباتات عن ضلوع «حزب الله» بعمليات تبييض أموال أو استخدام المصارف لأهدافه الخاصة، أوضَح بيلّينغسلي: «أعتقد أنّ نصرالله صرّح بنفسه بأنّ النظام الايراني يموّل الحزب سنوياً وأنه يتقاضى راتباً شهرياً من طهران، ونحن في الولايات المتحدة الأميركية معنيون بالنشاط الايراني في المنطقة، وطهران عازمة على الإحاطة بالسلطات العربية وتقويض اقتصاداتها، ونحن قلِقون جداً، إذ إنّ تمويلها «حزبَ الله» هو لهذه الأهداف، ونحن هنا للعمل مع السلطات اللبنانية لضمان أنّ هذا التنظيم الإرهابي لن يتكمن من أذيةِ قطاع المصارف».

الاستراتيجية الأميركية

وبالنسبة للاستراتيجية التي تضعها واشنطن لمحاربة عمليات «حزب الله» المشبوهة، قال: «نتعامل مع الحزب ضمن استراتيجية سبقَ وبدأناها، وأعتقد أنّها تأتي بالنتائج المطلوبة، فواضحةٌ التأثيرات على «حزب الله» الممنوع من الوصول إلى التمويل الذي يحتاج إليه لنشر الإرهاب، على الرغم من مشاركته في أعمال إرهابية في أماكن بعيدة كاليمن، ونتعاون مع السلطات اللبنانية ومع السلطات الإقليمية للتأكّد من أنّ «حزب الله» وقاسِم سليماني لا يمكنهما الوصول للدولار الأميركي». وأضاف: «بدأتُ نهاري اليوم بزيارة النصبِ التذكاري لشهداء المارينز الأميركي، ولكلّ الأميركيين الذين فقدوا حياتهم على يد «حزب الله»، وأنهيتُ نهاري بزيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري»، معتبراً أنّ «حزب الله» منظّمة إرهابية، أيديها ملطّخة بدماء أميركيين ولبنانيين، ونحن عازمون على التأكّد من عجزهم عن تقويض هذه الديموقراطية الاستثنائية في لبنان ولا هذا المركز الأهم على صعيد التميّز المالي، وأنا ممتنّ جداً للتعاون الذي تلقيته من السلطات اللبنانية ومن المصارف».

وكشفَ بيلّينغسلي «أنّنا نعتزم تصعيبَ إمكانية نقلِ الحزب أو إيران الأموالَ في لبنان، ونعمل مع شركائنا في المنطقة للتأكّد من أنّ هذه الأموال لن تُنقلَ من خلال المصارف أو مراكز تحويل الأموال، ونجَحنا بهذه المهمّة من خلال هذا التعاون ونَعتزم متابعة هذا المجهود».

وأضاف: «في لبنان، تلعب المصارف الدور الأكبر لأنّها بطبيعة الحال كما في كلّ البلدان تنفّذ الدور الأهم في التدقيق في مَن يمكنه فتح حساب مصرفي، وهناك معايير عالمية عمّا يجب إتمامه لإجراء هذه العملية، وأنا مسرور لأنّ المصارف اللبنانية تذهب أبعد من ذلك في هذه المهمّة وتتّبع المعاييرَ العالمية بدقة وتغلِق أيَّ حساب تعتقد أنه مشبوه، سواء كان لـ»حزب الله»، لحركة «حماس» أو لـ»داعش»… وفي هذا الإطار نحن قلِقون على نظافة الأموال التي تدخل لبنان، إذ إنه بات معروفاً أنّ بعض قيادات «حزب الله» متورّطة في تجارة المخدّرات».

لا عقوبات

وشدّد بيلّينغسلي على أنه «ليس هناك خطة لمعاقبة المصارف اللبنانية، فكما قلتُ إنّ العلاقة مع مصرف لبنان ومع حاكمه رياض سلامة ومع المصارف نفسها مميزة، وسنواصل معاً ملاحقة «حزب الله» وتجّاره المتنقّلين وإرهابيّيه أينما كانوا». وتابع: «سأكون واضحاً بأنّ تركيزي هو على التمويل، وللتأكّد من أنّ الحزب لن يتمكّن من استخدام الأموال لسلوكٍ خبيث. وعندما نتحدث عن «حزب الله» فلا فرقَ بين جناحيه السياسي والعسكري، بل هناك «حزب الله» واحد، وهذا الـ»حزب» هو منظمة إرهابية، وهو سرطان في قلب لبنان، ويهمّنا أن نفصل بين الطائفة الشيعية وبين الحزب وأن نتأكّد من أنّ الطائفة تُعامل بعدل وأنّه بإمكان أفرادها أن يحظوا بالخدمات المصرفية كما كلّ الناس»، موضحاً «أنّ هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنّما يستهدف الأنشطة المالية للحزب في جميع أنحاء العالم».

وقال بيلّينغسلي «إننا جميعنا نتشارك الرأي العام بأنّ «حزب الله» يجب ألّا يتمكّن من الوصول للتمويل الايراني لتنفيذ أجندة هذا النظام، ولدينا شراكة ممتازة مع السعودية في ما خصّ محاربة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وهذه هي الحال بالنسبة لعلاقتنا مع السلطات اللبنانية والقطاع المصرفي والأجهزة الأمنية، عقوباتنا تهدف الى حماية النظام المالي العالمي، وأيضاً لإحداث تغيّرات في السلوك، وتعاملنا مع هذه القضية في لبنان يبدأ من المصارف التي تشكّل قلبَ الاقتصاد اللبناني».

تجارات ممنوعة

وأكّد بيلّينغسلي أنه «لا يمكننا أخذ كلّ ما يقوله «حزب الله على أنه حقيقي، والدليل هو ادّعاؤه بأنه لا يتاجر بالمخدّرات، وهو ما تُظهره الوقائع بأنه غير صحيح، خصوصاً في ما خصّ الكبتاغون، وأؤكد أنه لا يريدنا أن نركّز على كيف يَحظى بأمواله».

واعتبَر بيلّينغسلي أنّ «قضية محاربة تمويل «حزب الله» انعكست إيجاباً على الاقتصاد اللبناني، حيث كانت فرصة للمصارف الأميركية والاوروبية والعالمية للتأكّد من أنّ لبنان مكان آمِن لإجراء العمليات التجارية».

وشدّد على أنّ «علاقتنا مع القوات المسلحة اللبنانية ممتازة، ونراها الضامنَ الوحيد لسلامة الأرض اللبنانية وأمنِها، ونتطلع لكلّ فرصة ممكنة للعمل معها، ونتشارك معها أيّ معلومة تصِلنا حول الإرهابيين، ونَعلم من دون أدنى شكّ أنّ السلطات اللبنانية ستتصرّف، وهو ما أكّده الرئيس ميشال عون في اجتماعنا».

وقال: «لاحظنا خلال مباحثاتنا وجود انطباعات عدة حيال ما يواجهه لبنان، التوافق بين كل وجهات النظر مستحيل إلّا أنّ ما نوافق عليه هو أنّ هناك تصرّفات معيّنة غير مقبولة وتفوق الحدود، والإرهاب مهما يكن من يقف خلفه غيرُ مقبول وسنعمل معاً ضده، كما أنّ هناك أمراً آخر أعتقد أنّ الجميع موافق عليه وهو أنّ تجارة المخدرات وانعكاساتها السلبية على الجيل الجديد هي أمرٌ مريب وغير مقبول بتاتاً».

ولفت بيلّينغسلي الى أنّ «حزب الله» أظهر حقيقة نوع تنظيمه، عندما فجّر «بلوم بنك» منذ سنتين، ولم تكن رسالة لـ»بلوم» فقط آنذاك بل لكل المصارف، ونحن معنيون بهذا الأمر الذي نراه غير مقبول، ولا يمكن تجاهله وسنعمل لمواجهته معاً ونحسّن أداءنا دورياً للتوصل الى مواجهة أفضل لهكذا نوع من المخاطر».

وأشار الى أنّ «وزارة العدل الأميركية أنشأت وحدة جديدة للتحقيق في تمويل «حزب الله» من خلال تجارة المخدرات. وهذه الوحدة هي وحدة عمل جنائية منظّمة بإشراف وزير العدل الأميركي وبمشاركة وكالة مكافحة المخدرات، وستدعم وزارة الخزانة الأميركية هذه الجهود أيضاً مثل العديد من الإدارات والمؤسّسات الأميركية».«العقوبات لا تستهدف الطائفة الشيعية إنّما «حزب الله» بجناحيه السياسي والعسكري»

«السلطات والمصارف تتعاون بشأن القرارات وممنوع وصول»الحزب» إلى الدولار».