محلية
الأربعاء ٢٢ تموز ٢٠٢٠ - 14:30

المصدر: صوت لبنان

“تقدم”: فليسقط سد بسري نموذج فساد السلطة ومتعهديها

أصدر “تقدم” بيانا حول سد بسري جاء فيه:

يُجسد سد بسري فساد السلطة وقمعها حقوق المواطنين، وسطوها على أملاك الدولة ومواردها. لهذا السبب، يُعارض “تقدم” انشاء هذا السد، ويعتبره جريمة ضد البيئة والمال العام وإرادة المواطنين. واعتراضنا مبني على دراسات علمية، وتجارب عملية مع مشاريع سابقة نفذتها الحكومات اللبنانية المُتعاقبة ومافيات المتعهدين المتحالفة معها ومع أحزاب السلطة.
يدعي المروجون لهذا السد بأنه سيُؤمن مياهاً لـ1.6 مليون شخص في بيروت الكبرى وجبل لبنان. لكن الدراسات بيّنت أن في لبنان 2700 مليون متر مكعب من المياه كل عام، فيما الطلب هو على 1500 مليون متر مكعب، ما يعني أن لدى لبنان فائضاً كبيراً في المياه (حسب أرقام وزارة المياه ودراسة بلوم انفست، ومؤسسة عصام فارس في الجامعة الأميريكية في بيروت). وحسب تقارير البنك الدولي نفسه، تكمن المشكلة في سوء إدارة الثروة المائية والأضرار البيئية الجسيمة، وليس في شح المياه الذي هو الحجة المعتمدة لبناء السد. وعليه، اقترح البنك الدولي تحويل الأموال المحجوزة لسد بسري إلى مشاريع آخرى لكن يبدو أن السلطة السياسية اقتسمت مبلغ الـ617 مليون دولار في ما بينها، ولا تريد أن تُعيد توزيع المحاصصة، ولا أن تُعطي أولوية لمشاريع أكثر أهمية للمواطنين اللبنانيين في ظل الانهيار. لكن الفاسدين، وكما درجت العادة، غلّبوا مصالحهم الخاصة والضيقة على حاجات الوطن.
يتصدر لبنان اللوائح العالمية للدول الأكثر فساداً. وفي قطاع المياه تحديداً، يستشري الفساد بسبب غياب الحد الأدنى من المعايير مثل تركيب عدادات مياه للتسديد حسب الكمية المستعملة، وكذلك عشوائية ضخ المياه في أنحاء لبنان. هذا التقصير، دفع بأحزاب السلطة وبمتعهديها المافيويين، إلى انتهاك البيئة والثروة المائية عبر حفر أكثر من ثمانين ألف بئر ارتوازي، نسبة كبيرة منها غير مرخصة. وتمادت السلطة في فسادها وصولاً لبناء عدد من السدود (شبروح، جنة، بلعة، مسيلحة، بريصا) التي لم تنجح في تخزين المياه. على سبيل المثال لا الحصر، برهن سد شبروح علمياً بأنه يخسر 200 ليتر في الثانية بسبب نوعية التربة والصخور الكلسية التي أقيم عليها.
وأخيراً، من اللافت فوز المتعهد ذاته الذي بنى السدود الفاشلة الأخرى، والمطامر البحرية، إذ بات اسمه وعمله علامتين فارقتين لقوى المحاصصة وعقودها المشبوهة، ولمخالفة المعايير والتدمير المنهجي للبيئة البحرية والجبلية والمائية. ما سبق وحده يستدعي التوقف وانهاء المشروع فوراً وكفّ يد هذا المتعهد عن التمادي في انتهاك بيئتنا.
يدعو “تقدّم” المواطنين اللبنانيين، والجهات الدولية والحريصين على البيئة والمال العام، وكل من نشط في ثورة 17 تشرين إلى مواجهة مشروع “سد بسري” وما يُمثله من فساد ومحاصصة واستمرار لسياسات نهب المال العام وافقار الشعب اللبناني وتدمير بيئته. ويتبنى الحزب شعار الناشطين الذين هبوا مشكورين للدفاع عن مرج بسري، “نحن السد بوجه السد”، ويعلن تأييده لكل الجهود الآيلة لوقفه وإلغاء هذا المشروع بشكل كامل.