خاص
play icon
الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٩ - 07:59

المصدر: صوت لبنان

جحا: لوقف المواقف المتشنجة منذ القمة التنموية للاستفادة من “بروكسيل 3”

حذرت الباحثة في الجامعة الأميركية والخبيرة في شؤون النازحين الدكتورة كارمن جحا من تداعيات التعاطي مع المجتمع الدولي من باب الاعتقاد بوجود المؤامرة كما يعتقد بعض اللبنانيين. وقالت ان تعاطي المجتمع الدولي مع لبنان والدول المضيفة للنازحين السوريين من باب فهمها لحجم المصاعب امام برامج العودة ما لم يتغير الوضع في الداخل السوري.

وقالت الدكتورة جحا في خلال مشاركتها في برنامج “مانشيت المساء” ان الرئيس سعد الحريري عبر بشكل جيد جدا عن الموقف اللبناني الجامع من ملف النزوح ومن باب الحرص على المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن المناورات والمواقف الدونكيشوتية التي لا تعيد اي نازح الى بلاده. ولذلك اعتبرت ان مواقفه واءمت بين مقتضيات المصلحة الوطنية ونظرة المجتمع الدولي وحاجات لبنان لمواجهة الأزمة بالنسبة الى النازحين والمجتمع المضيف الذي اصابته خسائر كبيرة على مختلف المستويات الإقتصادية والإجتماعية.

وقالت جحا: ان متطلبات مواجهة ازمة النزوح وتردداتها كبيرة وخطيرة في آن. ومنها ما يظهر بقوة في المجال التربوي فهناك جيل سوري جديد عمره ما دون 10 او 12 عاما ولد في لبنان ويتلقى العلم في مدارسه وهو يبدو وكأنه نسي اللهجة السورية وبات يتحدث باللهجة اللبنانية طالما انه لم يعش يوما واحدا من حياته في سوريا.

ومن باب المقارنة بين مواقف الدول المجاورة لسوريا في مقاربتها للأزمة السورية ومموقف لبنان حول ملف النازحين اعتبرت جحا ان لبنان هو الدولة الوحيدة التي تفتقر الى الموقف الموحد من ملف النزوح خلافا للموقفين الأردني والتركي اللذين يتعاطيان مع الأزمة بقرار واحد من باب رؤية واحدة وموحدة وهو ما يفتقده اللبنانيون حتى اليوم.

وانتهت جحا الى القول ان مؤتمر بروكسيل شكل محطة مهمة في تقديماته وان على اللبنانيين ان يتعاونوا مع المجتمع الدولي الى ان تتوفر ظروف العودة الى سوريا ودعت الى تزخيم العمل من اجل توفير الإحصائيات التي تتناول مختلف وجوه النزوح السوري ومظاهره المختلفة ليكون لبنان على بينة من الواقع في اي مفاوضات مقبلة على مختلف المستويات وبشكل دقيق. وكل ذلك من اجل توحيد الموقف اللبناني والتعاطي مع هذه الأزمة بشكل منطقي بعيدا عن المواقف المتهورة التي نستمع اليها منذ القمة التنموية في بيروت الى اليوم.