محلية
الأربعاء ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٩ - 11:02

المصدر: kataeb.org

داغر: المخرج يكمن بحكومة مصغرة من اختصاصيين والكتائب تنتظر الاستشارات لاقتراح اسماء لترؤسها

اعتبر منسق العلاقات السياسية وعضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية سيرج داغر ان الثورة هي الانجاز الحقيقي، موضحاً ان ضغط الثوار سيكون في هذه المرحلة باتجاه البدء بالاستشارات النيابية.

داغر وفي مقابلة اجراها عبر قناة الام تي في، نوّه بالثورة شكلاً ومضموناً، قائلاً: ” ان مستوى الوعي والحماس لدى الثوار مخيف ففي السابق، كان هناك موجة من التشكيك بالمواطن اللبناني الا اننا رأينا ان مواطناً جديداً خُلِق من رحم هذه الثورة”.

واذ سلط الضوء على الابداع  خلال هذه الثورة وعلى وصفها بثورة نساء لبنان بامتياز، اكد داغر ان الايام اثبتت ان “لا انجازات للعهد والانجاز الحقيقي هو الثورة كما ان تراكم الانجازات من بعد الثورة رائع”.

واضاف: “انتخاب ملحم خلف نقيباً للمحامين هو من الثمار الاساسية لانتصارات الثورة وهذه الانجازات تزيد ايمان الثوار بأنهم قادرون على التغيير، والانتخابات المبكرة هامة لأن الثورة تؤكد ان الناس غيرت رأيها بمسؤوليها، ومهما كان القانون المتبع، اذا الناس صوتت ضدهم فسيسقطون لذلك لا تصدقوا ان الانتخابات غير قادرة على التغيير، فالطبقة نفسها قد تعود في حالتين فقط: عدم الاقتراع او انتخاب الطبقة نفسها”.

ورداً على سؤال حول انخفاض زخم هذه الثورة، اجاب: “التحركات اليوم هي تحركات ذكية وليست دليل تنفيس وتتفاوت الايام بين تحركات للطلاب، للنساء، باستخدام الطناجر….. والطبقة السياسية تراهن على الوقت وتنفي ان  50% من الشعب عاطلون عن العمل، وتنفي ان الناس ثاروا بسبب الجوع كما انها تعتبر ان الثورة هي من اطاحت بالاقتصاد في حين انها هي من اطاح بالاقتصاد، وهذا يؤكد ان  لا قراءة واقعية وموضوعية للواقع، وان الناس بمكان والسياسيين بمكان آخر لا بل ان الطبقة السياسية على القمر”.

وعن ابرز اسباب الثورة اوضح: “اللبناني اليوم يطالب باحترامه، يثور ثورة كرامة، ينتفض انتفاضة بسبب الاستهتار بحقوقه، فالسلطة تستمر باستهتار اللبناني منذ 30 سنة، كما تستمر بشرائه بأرخص الاسعار”.

وعما اذا كانت الثورة ستستمر ووفقاً لأي اتجاه، اكد داغر ان “الورقة الاصلاحية لم تكن جدية لأنها لا يمكن ان تصحح ما لم تستطع الدولة ان تصححه ب 6 سنوات، من هنا استمرت الثورة فإذا الشعب هو مصدر السلطات، الشعب يقول اليوم: لم اعد اثق بالسياسيين، والمتظاهرون يحملون الدستور ويقولون للمسؤولين في الدولة: طبقوا الدستور….والآن الضغط يتم باتجاه الاستشارات النيابية وانا ادعو رئيس الجمهورية القيام بواجباته الدستورية والدعوة لاستشارات نيابية ملزمة”.

وتابع: ” الدستور ينص على بدء الاستشارات في مثل هذه الحالات، واليوم المسؤولية تقع على عاتق القصر الجمهوري والضغط يجب ان يحدث بوجه القصر لكي نتجه الى تشكيل حكومة…. ونحن في كتلة الكتائب اللبنانية ننتظر الاستشارات النيابية ولدينا 4 اسماء لترؤس الحكومة وحتى الحراك لديه اسماء  والاكيد ان هذه الاسماء المطروحة من كوكب الارض”.

واردف قائلاً: “المخرج يكمن برئيس حكومة متخصص وبحكومة مصغرة مؤلفة من اختصاصيين يكون عدد وزرائها بين 14 الى 18 كحد اقصى لأن عدد اللبنانيين لا يتطلب 30 وزيراً فضلاً عن ان وزراء عدة من دون عمل مثل وزير دولة… اذاً الحل يكمن بأن نسمع لصوت الناس، واقول للسلطة: لا تراهنوا على تعب اللبناني فهذا الاخير ليس لديه شيء ليخسره بعد”.

وانتقد داغر كيفية تسمية محمد الصفدي لرئاسة الحكومة العتيدة قائلاً: ” اجتمعوا اجتماعات غير علنية واتفقوا على اسم، مع صفر احترام للنواب وللناس، واخبرونا انه من خلال الاستشارات سيكون الصفدي رئيساً للحكومة، فتفضلوا للقصر للمشاورة، فطالما اتفقوا على اسم، لماذا دعونا؟”.

ورأى ان  “عدم تشكيل حكومة اليوم يخدم حزب الله لأنه يريد ان يكون كل من وزير الدفاع ووزير الخارجية ووزير المالية لصالحه، ويخدم ايضاً التيار الوطني ولا سيما وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الذي لا يريد اخراجه من الحكومة بعد ضربة قوية، فضلاً عن معرفته بصعوبة العودة الى السلطة من الباب العريض “.

وتابع: ” على القوى السياسية في لبنان ان تقرر ان تضع مصلحة لبنان العليا قبل مصلحتها وتحالفاتها الاقليمية واعطاء فرصة لاشخاص جدد ليَخلُصَ البلد”.

وفي سياق أخر، وعن انتصار الثوار بمنع مجلس النواب من عقد جلستهم التشريعية امس، قال داغر: “النائب ينوب عن المواطنين ومجلس النواب اسمه ليس مجلساً للزعماء، لذلك الشعب يقرر ماذا يجب ان يفعل النائب، والشعب قال انه حان وقت التشكيل وليس وقت التشريع  وان الاولوية اليوم هي لتسمية رئيس حكومة، اما بالنسبة لجدول الاعمال فاللبنانيون يريدون اقرار قوانين هامة مثل الانتخابات المبكرة التي سبق وتحدث عنها الكتائب واستقلالية القضاء ورفع الحصانات”.

وعن الدعوة للحوار بين المتظاهرين ورئاسة الجمهورية، قال منسق العلاقات السياسية في حزب الكتائب انها ” فخ، وهدفها احداث بلبلة بين صفوف المتظاهرين، فلا يمكن ل 250  الف لبناني ان يتم تمثيلهم بأربعة اشخاص لا سيما ان لا قائد للثورة …. فضلاً عن ذلك، على ماذا سيفاوض المتظاهرون السلطة؟ طالما هم يريدون حكومة تكنوقراط في حين ان السلطة تفرض عليهم حكومة تكنوسياسية “.

ورداً على من يقول ان الثورة عطلت البلد، اكد داغر ان ” الحكومة الحالية ركّعت 4 مليون لبنان، واتساءل: الم يلاحظوا فشلهم، هناك مئة مليار دين، على قبرشمون لم يجتمعوا لمدة 40 يوماً، فهل الآن الثورة هي التي تعطل البلد؟”.

الى ذلك، ثمّن داغر دور الجيش مبرراً له اداءه قائلاً: “لا شك ان الجيش يتحمل ضغوطات  كبيرة من السلطة السياسية واداء الجيش خلال 34 يوماً يمكن تصنيفه بـ “جيّد” ولكن في الفترة الاخيرة، ارتفع مستوى العنف ضد المتظاهرين، كما تم استخدام امن الدولة لقمع المتظاهرين …. ان العنف ضد المتظاهرين غير مقبول وكرامة اللبناني اعلى من اي اعتبار آخر،  نحن لدينا اشرف واقوى واشجع وانضف جيش في العالم ولكن الطبقة السياسية وضعته بأبشع موقع ما أدى الى بعض الخلل بأدائه”.

هذا وتطرق النقاش الى ملف الفساد، وشدد داغر على ضرورة اقرار قانون الاموال المنهوبة، قائلاً: ” السرية المصرفية هي اكبر “نكتة”، فعلى من يكشف حسابه ان يقر بأي مصرف يضع امواله ورقم الحساب،  ورغم ذلك، الوضع في لبنان لا يتطلب قانون رفع السرية المصرفية بقدر ما يستلزم اقرار قانون استعادة الاموال المنهوبة الذي يكشف اموال الفاسدين في الخارج ولا سيما اذا تم التلاعب بها “.

وجدد داغر اتهام مجلس الانماء والاعمال بملفات فساد واصفاً اياه بـ “وكر فساد ” اذ ان 80% من مشاريعه مشبوهة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، رأى داغر ان ” البلد سقط اقتصادياً، نحن الآن بالصفر، ولكي نخرج منه نريد مساعدات من المجتمع الدولي، وهذا الاخير يريد حكومة يثق بها لكي يساعد لبنان”.

وكان داغر قد اوضح في خلال حديثه انه ” منذ 5 سنوات خرجنا من السلطة واطلقنا المعارضة الوطنية وقدمنا مجموعة قوانين اصلاحية وقانون استعادة الاموال المنهوبة وها هي الثورة تحمل المطالب نفسها فالتقت المعارضة والثورة”، مؤكداً ان الكتائب ليست هي من تدير الثورة، فـ “نحن نواكب الثورة ولا نقودها، نحن لبنانيون داعمون انتفاضة الشعب اللبناني، و ماذا تقرر الثورة نحن ندعمها “.