محلية
الخميس ٢٩ آذار ٢٠١٨ - 16:03

المصدر: المركزية

سامي الجميّل يكرس نفسه معارضا أول ويراهن على الانتخابات الصيفي:الالتقاء مع القوات رهن اتفاق سياسي

في كلمته الأخيرة أمام الهيئة العامة للمجلس النيابي قبل انتخابات 6 أيار المقبل، بدا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل شديد الحرص على تأكيد انسجامه مع موقعه معارضا أول للسلطة السياسية القائمة، بدليل أنه لم يتوان عن توجيه سهام الانتقاد إلى واضعي الموازنة التي سبق له أن عارض إقرارها من دون وضع قطع الحساب، كما لم تفته الاشارة إلى أن المشهد السياسي السائد يؤشر إلى أن الجميع اعترف بأحقية المعارك التي سبق أن خاضتها الصيفي في العام الأول من عمر التسوية الرئاسية. وإذا كان كثيرون يعتبرون أن الجميل لعب دوره الطبيعي كمعارض، فإن آخرين قرأوا في كلمته ردا واضحا على الاتهامات التي كيلت له بعد التحالف مع القوات اللبنانية، في أربع دوائر انتخابية. بدورهم، يؤكد المقربون من نائب المتن أن الأخير لم يغير تموضعه، بل اختار مد اليد الانتخابية، إلى من بات خطابهم مشابها لذاك الذي يرفع لواءه منذ أكثر من عامين.

وفي السياق، تشدد مصادر كتائبية عبر “المركزية” على أن “تموضع حزب الكتائب لم يتغير بعد التحالف مع معراب، وكذلك الخطاب الذي نتمسك به حتى النهاية. ونحن لا نرى إشكاليات تعانيها القواعد الشعبية”، معتبرة أن الخطاب القواتي “بات اليوم يشبهنا علما أنه لم يكن كذلك في مرحلة سابقة. وقد قال النائب سامي الجميل أمس إن عندما انطلقنا في معركة البواخر، والضرائب، كنا وحدنا وبلغت الأمور بالبعض حد تهديدنا بالويل والثبور وعظائم الأمور، غير أنهم اليوم يتبنون خطابنا وهذا أمر جيد نحييه ونرحب به”.

وفي ما يشبه الرد على الكلام عن أن الصيفي اضطرت إلى القفز فوق الاختلافات السياسية مع حليفتها التقلدية معراب، لضمان نيل مكاسب انتخابية أكبر، توضح مصادر الكتائب “أننا أكثر من مرتاحين إلى وضعنا كما إلى النتائج التي سنحققها في صناديق الاقتراع، علما أن المعركة غير محصورة بالدوائر التي نسجنا فيها تحالفا مع القوات، بل إنها قائمة أيضا في أمكنة أخرى حيث المنافسات كبيرة لأن أحدا لا يقدم هدايا انتخابية، خصوصا أن هذا القانون يفتح معارك بين أعضاء اللائحة الواحدة، ونحن نقوم اليوم بواجبنا الانتخابي يوميا، بعدما أدينا قسطنا السياسي على مدى 9 سنوات”.

وعن الايجابيات التي تراها الكتائب في خوض الانتخابات تحت راية المعارضة، نشدد المصادر على “أننا لا نزال على خطابنا وتموضعنا المعارض، ونحن فخورون بذلك، خصوصا أننا استطعنا تأليف لوائح من المعارضة والمجتمع المدني في عدد لا يستهان به من الدوائر. أما حيث عجزنا عن خوض المعركة تحت هذا العنوان، بفعل غياب النواة المعارضة، كنا أمام خيارين: إما لا نخوض الانتخابات، أو أن نلتقي مع الأفرقاء الأقرب إلينا سياسيا، بما لا يتعارض مع المبدأين الأساسيين اللذين يطبعان خطابنا: أي السيادة ومكافحة الفساد، مع الاحتفاظ بتموضعنا إلى أقصى الدرجات، ومن يستطيع مجاراتنا في ذلك هو الفائز”.

وعما إذا كان التنسيق الانتخابي مع القوات أول غيث إعادة الأمور بين ركني 14 آذار إلى سابق عهدها، تشير الأوساط الكتائبية إلى “أننا انتقدنا التقارب بين التيار الوطني الحر والقوات لأنه لم يبن على أسس استراتيجية أو على خطاب سياسي واضح. وتاليا، فلن نطبق على أنفسنا ما عارضنا الآخرين في شأنه. لذلك، قد لا تعود الأمور إلى مجاريها فعلا إلا إذا قام تنسيق استراتيجي بين الطرفين، وهو أمر غير مطروح راهنا”.