رياضية
الثلاثاء ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٨ - 09:54

المصدر: الجمهورية

سولاري باقٍ في مدريد

وضع ريال مدريد الإسباني ثقته بلاعب وسطه السابق الأرجنتيني سانتياغو سولاري، الذي أصبح الإثنين المدرّب الدائم للفريق الملكي، بعد أن استلم المهمة موقتاً أواخر تشرين الأول إثر إقالة جولن لوبيتيغي.

كوفىء إبن الـ42 عاماً على البداية المثالية التي حققها مع الفريق الأول بقيادته للفوز في جميع المباريات الأربع الأولى التي خاضها تحت إشرافه، وهو إنجاز لم يحققه أي مدرب مع النادي الملكي في مستهل مشواره التدريبي معه.

وقرّر الريال، بعد انتهاء فترة الأسبوعين التي يفرضها الاتحاد الإسباني في العقود الموقتة، أن يضع ثقته باللاعب الذي دافع عن ألوانه بين عامي 2000 و2005، وتُوّج معه بلقب الدوري والكأس الإسبانية مرتين ودوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبية وكأس الإنتركونتيننتل مرة واحدة.

وأكّد الاتحاد الإسباني لكرة القدم، أنّ ريال مدريد ثبّت سولاري في منصبه، وأنّ السلطات المختصة في الاتحاد اعتمدت عقده، كاتباً في رسالة الكترونية «كل شيء نظامي. ريال مدريد تولّى أمر عقد سولاري، ولا توجد أي مشكلة».

وبدا أنّ الملكي وصل الى الحضيض بعد الهزيمة المذلّة التي تلقّاها على يد غريمه برشلونة (1-5) في الدوري المحلي، والتي كانت الخامسة له في آخر 7 مباريات بقيادة لوبيتيغي، لكن سولاري أفاد من خبرته مع فريقَي الشباب والرديف (كاستيا) وانتشل النادي الملكي من كبوته.

وكان آخر الانتصارات الأربعة التي حققها الريال، السادس حالياً، الأحد على سلتا فيغو (4-2) في الدوري، ما سمح له بتقليص الفارق الذي يفصله عن برشلونة حامل اللقب والمتصدّر الى 4 نقاط (20 مقابل 24)، مستفيداً من سقوط الأخير أمام ضيفه ريال بيتيس (3-4) في المرحلة الثانية عشرة. وتألّق النادي الملكي هجومياً في مبارياته الأربع مع سولاري بتسجيله 15 هدفاً، فيما اهتزت شباكه مرتين فقط.

المدرّب الـ13 في حقبة بيريز

ويبدو أنّ سولاري الذي قاد فريقي الشباب من 2013 حتى 2016 ثم الرديف من حينها حتى استلامه مهام مدرّب الفريق الأول، يسير على خطى زميله السابق في وسط النادي الملكي الفرنسي زين الدين زيدان، الذي تمّ ترفيعه في 2016 من تدريب الفريق الرديف الى الإشراف على الفريق الأول وقيادته الى لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية.

ورأت صحيفة «آس»، قبل الإعلان عن التعاقد نهائياً مع الأرجنتيني «يستحق سولاري الاستمرار مع 15 هدفاً في 4 مباريات». وفي برشلونة، توصلت الصحف الكاتالونية الى اقتناع بأنّ أزمة ريال مدريد التي بلغت ذروتها مع إقالة لوبيتيغي وتعيين سولاري خلفاً له إنتهت. وكتبت صحيفة «سبورت» على صفحتها الأولى «لاعبو ريال مدريد يمدّدون عقد سولاري».

ورأى مدير صحيفة «آس» ألفريدو ريلانيو في مقالته: «حصد ريال مدريد كل النقاط من أجل منح سولاري الرصيد الكافي للبقاء. وصل الى النادي بصفة مدرّب موقت، لعدم وجود منافس له، إلّا أنّه ومع نهاية فترة الاستعانة به بصفة موقتة، جاءت الانتصارات الأربعة التي حققها الفريق، لتعزز رصيده بشكل مقنع. هناك أيضاً الأهداف الـ15 التي سجّلها اللاعبون مقابل اهتزاز الشباك مرتين فقط، فضلاً عن الانطباع عن إدارة جيدة للأمور».

وعرف سولاري في مستهل مشواره مع الفريق كيف يستفيد من الخبرة التي اكتسبها من تدريب شباب النادي، وأدار الأمور بذكاء، على طريقة زيدان، لكن الميول أكثر الى الدبلوماسية عوضاً عن التعامل مع الأمور بقبضة من حديد.

واستناداً الى خبرته مع الفريق الرديف، وضع سولاري الثقة بلاعبين على غرار الظهيرين سيرخيو ريغيلون وألفارو أودريوسولا، والأهم في التغيير الذي حققه هو الاعتماد على إبن الـ18 عاماً المهاجم البرازيلي فينيسيوس الذي همّشه لوبيتيغي، رغم مبلغ الـ45 مليون يورو المدفوعة للتعاقد معه.

وكان فينيسيوس بمثابة رمز التغيير في الفريق، إذ شارك أساسياً للمرة الأولى بفضل سولاري، وسجّل هدفاً ومرّر كرتين حاسمتين. ويبقى معرفة ما إذا كان سولاري الذي أصبح المدرّب رقم 13 في حقبة الرئيس فلورنتينو بيريز، قادراً على السير بالوتيرة عينها في «منصب ينطوي على مسؤوليات كبيرة بالطبع، إن كان لمدة يوم أو نصف ساعة أو أسبوع. لكنه ليس بالأمر الجديد بالنسبة لي، لقد أمضيت 11 عاماً في هذا النادي، في وظائف مختلفة» بحسب ما قال الأرجنتيني الأسبوع الماضي.

وسيكون التحدّي الكبير الأول لسولاري كمدرّب للنادي الملكي، الاحتفاظ بلقب كأس العالم للأندية المقرّرة بين 12 و22 كانون الأول في الإمارات.