خاص
الخميس ٢ نيسان ٢٠٢٠ - 08:19

المصدر: صوت لبنان

كم حصتي؟

أستغرب عندما يتفاجأ البعض من الاتجاه الذي تسلكه الحكومة. أستغرب عندما يسأل البعض ما اذا كانت حكومة اختصاصيين أو سياسيين. أسارع الى القول هي حكومة اختصاصيين معينة من سياسيين، وهنا تكمن مشكلتها. فحكومة الرئيس الحريري والثقل الذي كان يمثله مع تياره سياسياً وشعبياً، وثقل الأحزاب التي كانت ممثلة فيها، لم يمنعا من وسمها بحكومة حزب الله. فاذا كانت تلك الحكومة السياسية قد صودرت وصودر قرارها بهذه السهولة، فلا عجب في مصادرة حكومة الرئيس حسان دياب، الذي عليه كي يكون صادقاً مع مفهومه لحكومة الاختصاص، ولاثبات حياديته، أن يصوّت مع وزرائه ضد التعيينات، والا قلب الطاولة والاستقالة.
المشكلة الأخرى والأخطر أن القوى السياسية تتعامل مع التعيينات على أساس “كم حصتي”وستنالها، اذا لم يكن في جلسة اليوم ففي جلسة لاحقة، سيعطي حزب الله ما يريده كل واحد من تعيينات، نبيه بري، جبران باسيل، سليمان فرنجيه، طلال أرسلان، وقد يعطي سعد الحريري ووليد جنبلاط، لكن مقابل القبض الناعم على القرار والشروع في نظام

تأسيسي غير معلن ينفذ بالتقسيط المريح ومن دون الحاجة الى شريك مقابل.
هذه أسهل طريقة لتغيير وجه لبنان. أسهل التغييرات التي تصيب النظام، أي نظام، هي التي تحصل على الناعم وفي الزمن الاستثنائي حيث يكون الجميع في مكان آخر، فكيف اذا اجتمعت أزمتان وجوديتان صحية واقتصادية على أرض واحدة، واختفى مكونان تأسيسيان من الوجود السياسي الفعلي، المارونية السياسية والسنيّة السياسية. لاعب واحد يدير الجمهورية: الأحادي الشيعي. خذوا التعيينات واعطوني النظام الجديد.