محلية
الثلاثاء ١١ آب ٢٠٢٠ - 16:22

المصدر: صوت لبنان

لقاء تشرين: تحقيق مستقل وانتخاب رئيس جديد للجمهورية

صدر عن لقاء تشرين البيان التالي:

الحكومة لم تستقل، بل أقالها الشعب اللبناني. والحكومة لم تسقط بل أسقطتها دماء اللبنانيين التي سالت في الرابع من آب، وغضبهم الذي انفجر السبت في الثامن من آب في ساحة الشهداء.
وحدهم المواطنون اللبنانيون لهم حق الاحتفال بهذا الانتصار الذي لن يكتمل الا مع اسقاط منظومة الفساد والغنائمية كلها، من رئاسة الجمهورية الى المجلس النيابي لكي نعيد تشكيل مؤسسات السلطة كلها بما يستجيب لمطالب ثورة 17 تشرين وآمال كل اللبنانيين الذين قهرتهم وقتلتهم هذه السلطة والحكومات المتعاقبة ومن يقف حولها.
لن نسمح للطباخين الذين صنعوا حكومة الفشل هذه ان يسرقوا انتصار الناس ودماء الضحايا، ولن نسمح لهم أيضا ان يعدوا لنا في الغرف المغلقة واجتماعات الليل، طبقا مسموما جديدا تحت مسمى حكومة وحدة وطنية او أي صيغة أخرى تعيد تدوير سلطتهم التي سبق لثورة 17 تشرين ان اسقطتها.
لا يحق لكم ان تقرروا كيف سيكون مضمون المرحلة الانتقالية ولا شكلها وطريقة ادارتها، لأنها مرحلة انتقالية من حكمكم الى عقد اجتماعي جديد يقوم على المواطنة والحرية والعدالة والسيادة وحقوق الانسان وسيادة القانون. ولا مساومة على أي منها، وهذا يعني ان مكانكم ليس موقع تقرير المسار القادم ومصادرة احلامنا وقدرتنا الواقعية اليوم على بناء لبنان الجديد. مكانكم الطبيعي ان ترحلوا مع الحكومة التي صنعتم والتي تتحملون معها وزر الجرائم التي ارتكبتها وارتكبتموها أنتم مباشرة على امتداد عقود من مشاركتكم في السلطة. عليكم ان تخضعوا لمسار التحقيق المستقل والمساءلة بسبب مسؤوليتكم المباشرة او غير المباشرة عن كارثة 4 آب، وما سبقها من كوارث، لا ان تسارعوا الى تسمية رؤساء الحكومات وتركيب الحكومات ومصادرة حقنا في ذلك.
لقد كان للشعب اللبناني المنتفض الكلمة الفصل في اسقاط حكومة الدمى، وسيكون له أيضا الكلمة الفصل في تشكيل الحكومة الانتقالية، وفي تسمية رئيسها، وفي وضع برنامجها، الذي يؤدي الى تغيير شامل في المؤسسات والإدارة السياسية للبلاد ويراقب التزامها فيه. وثورة 17 تشرين التي اسقطت في ايامها الأولى حكومة ما تزعمون انه وحدة وطنية وهي وحدة المافيات والتقاسم الغنائمي، سوف لن تقبل ولن تسمح بان تفرض عليها حكومة من النوع نفسه، ولا عودة للأسماء نفسها الى مواقع المسؤولية التي لم يكونوا بمستواها في السابق، ولن يكونوا الان.
ان الحكومة الوحيدة التي تقبل بها الثورة هي تلك التي تتوفر فيها شروط الاستقلالية والصلابة والخبرة، تتشكل من اشخاص يتمتعون بالخبرة وبثقة اللبنانيين اولاً وكذلك العالم، لكي تتابع مجريات التحقيق بجريمة 4 آب، وتبدأ فورا مسار حل الازمة الاقتصادية والاجتماعية، ومسار استعادة سيادة لبنان الداخلية والخارجية كاملة، وتعزز استقلالية القضاء كمسار انتقالي يوفر الشروط الضرورية لإجراء انتخابات نيابية تتوفر فيها شروط النزاهة والحياد وصحة التمثيل، وانتخاب رئيس جمهورية جديد، وضمان تحقق كل مطالب الثورة والإصلاحات التي تنادي بها. هذا هو طريق الخلاص، انه الخلاص من كل المنظومة، وهو إمكانية واقعية وبمتناول أيدينا طالما نحن في الشارع، وطالما ننجح في توحيد صفوفنا تحت لواء ثورة 17 تشرين
لتسقط منظومة الفساد والغنائمية، منظومة المحاصصة المذهبية والحزبية.
المرحلة الانتقالية نحو لبنان الجديد قادمة لا محالة.