محلية
الثلاثاء ٢٦ حزيران ٢٠١٨ - 11:53

المصدر: صوت لبنان

مؤسسة الحريري وجامعة الحكمة اختتمتا مشروع PACCT لتحسين قدرات اكثر من 100 جمعية

 احتفلت “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة” بالشراكة مع جامعة الحكمة، برعاية وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة عناية عز الدين، باختتام مشروع ” تعزيز المواطنية الفاعلة بالتوجيه والتدريب” PACCT الهادف الى تحسين قدرات 107 منظمات غير حكومية في اربع مناطق لبنانية: عكار، البقاع، صيدا والاقليم، والذي نفذ ضمن برنامج أفكار 3 بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبإدارة مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية.

شارك في الحفل الذي اقيم في قصر الأونيسكو، ممثل سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن رئيس قسم الحوكمة والأمن في البعثة الأوروبية في لبنان رين نيلاند، رئيسة مؤسسة الحريري النائبة بهية الحريري، رئيس جامعة الحكمة الخوري الدكتور خليل شلفون ومدير وحدة ماجستير ادارة المنظمات غير الحكومية في الجامعة الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، بحضور ممثلين عن شركاء المشروع وعدد من رؤساء اتحادات البلديات في بعض المناطق وشخصيات أكاديمية واهلية وممثلي الجمعيات المشاركة.

استهل الحفل بالنشيد الوطني ونشيد الاتحاد الأوروبي، فكلمة تقديم من مديرة المشروع ديما الحسن عرضت فيها فكرة المشروع واهدافه ومراحل تنفيذه والمحاور الرئيسية التي تركز عليها وعدد الجمعيات المشاركة وتوزيعها بحسب المناطق اللبنانية.

ثم عرض فيلم عن المشروع، فشهادة لممثل عن المنظمات الاهلية المشاركة قدمها ميشال ابي حيدر من منتدى المقعدين في البقاع، قال فيها: “إن أهمية هدف مشروع PACCT تبرز كمرحلة اساسية من مراحل تنظيم الذات وبناء القدرات في جمعياتنا من جهة، ولكي نفهم تفكير ونية الدول والمؤسسات المانحة من جهة اخرى بغية الوصول الى لغة واحدة نتكلمها معهم بصورة واضحة ومفهومة”.

أضاف: “المشروع حقق نجاحا كبيرا بقياس نتائجه على جمعياتنا التي تعاملت بجدية مع مضامين دوراته التي ناهزت العشرين والتي غطت نواحي اهتماماتها بطريقة نظرية وعملية تجمع الممتع مع المفيد”.

بدوره، ثمن رئيس جامعة الحكمة “كل الجهود المبذولة منذ اطلاق المشروع قبل نحو السنتين”، متوقفا عند علاقة جامعة “الحكمة بالتنمية والعمل المؤسساتي الذي يتلازم مع تاريخها الراسخ في هذا الوطن”. وقال: “الاحتفال اليوم هو صورة حية عن مجتمعنا الاهلي الذي يعمل من دون كلل، من اجل تنمية بشرية ومجتمعية نريدها على مستوى قيمة الانسان والتزاماته وكل حقوقه. وإن مساهمة الحكمة في تطوير المهارات المشار اليها في شهاداتكم، يؤكد الدور الوطني لهذا الصرح وعمله الدؤوب خصوصا في ادارة المنظمات غير الحكومية في سبيل السلام وبناء مواطنة صحيحة تركز انتماءها وتعزز دورها في وطن يحتاج الى تكاتف الجميع بوجه ما يهدده من اخطار متعددة المصادر والمظاهر”.

أضاف: “إننا اذ نؤكد تعلقنا بدولة الحق، وتضامننا مع كل ما يسعى اليه المسؤولون عندنا لتصحيح الاوضاع وتطوير القطاعات التي تحتاج الى ذلك، وما اكثرها، نعول على دور منظماتنا الاهلية خصوصا في الاطراف، مكررين تقديرنا لعملكم ورغبتنا في المزيد من التعاون بين قطاعاتنا، فنتكامل ونكمل معا اهدافنا المشتركة وتطلعاتنا نحو المستقبل الواعد”.

من جهته، قال مدير وحدة ماجستير ادارة المنظمات غير الحكومية في الحكمة: “مهم جدا ان نتكلم على ولادة المشروع لنفهم انه بلبنان قد يكون المطلوب منا ان نلبي افضل المعايير التقنية، مثلا لكي تأخذ مشروعا من الاتحاد الاوروبي يجب ان تكون ملتزما بسلة متكاملة من المعايير الشديدة. ولكي تنجح بهكذا مشروع يجب ان نذهب الى ابعد من المعايير وحدها، ونحن نعتبرها معايير الحد الادنى والمعايير الحقيقية للنجاح هي روح الفريق وروح التطوع بتنفيذ الخطوات وتدارك المشاكل. وأكثر ما احببته بهذه الشراكة مع مؤسسة الحريري هو العمل كفريق تربوي واحد يتواصل مع الجمعيات. نحن نعتبر اننا مؤتمنون على القضية الاجتماعية والتنمية المستدامة، وهذه ليست قضية وزارة ولا جامعة او مؤسسة فقط، هذه قضية مواطنة”.

ولفت ممثل لاسن الى ان “الاتحاد الأوروبي يعتبر المجتمع المدني فاعلا تنمويا يتمتع بالكفاءة والاستقلالية – أي قوة تغيير”. وقال: “يشكل المجتمع المدني الممكن عنصرا أساسيا في أي مجتمع ديمقراطي. فهو يساهم في تعزيز التعددية ويمكنه المساهمة في سياسات أكثر فاعلية تركز على النمو العادل والمستدام والشامل. فهو قادر على توضيح هموم المواطنين والاستجابة لبعض مطالبهم ذات الصلة”.

أضاف: “ان برامج الاتحاد الأوروبي التي يتوجه بها الى المجتمعات المحلية تعبر عن التزامه بتعزيز بيئة أكثر ملاءمة ونزاهة وديمقراطية لمنظمات المجتمع المدني للعمل فيها، وان التعاطي معها يرتكز على الأولويات والاحتياجات”.

وعرض بعضا من العناوين العريضة لعمل وبرامج الاتحاد مع المجتمع المدني اللبناني للتأكد من قدرته على الارتقاء بدوره على مختلف المستويات.

أما الحريري فقالت: “نحتفل اليوم بتخريج كوكبة مميزة من جمعياتنا الأهلية من عكار والبقاع والجنوب وجبل لبنان والذين قدموا نموذجا من الإلتزام والرغبة الحقيقية في تطوير قدراتهم ومهاراتهم، تعبيرا عن إرادتهم في النهوض بمجتمعاتنا الوطنية نحو النمو والتقدم والإزدهار. وكان انتظامهم على مدى أشهر طويلة في إطار برنامج أفكار 3 بإشراف من مكتب معالي وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية ومن مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة وجامعة الحكمة، وبتمويل مميز من ممثلية الإتحاد الأوروبي في لبنان”.

أضافت: “إننا نتطلع مع الشركاء إلى تطوير الشراكة معهم من خلال استحداث شبكات أهلية من أجل تطوير العمل الأهلي وتعزيز شراكته في صناعة الإستقرار إلى جانب مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والهيئات التمثيلية البلدية والاقتصادية والاجتماعية. وإنني على ثقة بأن هذه الأطر ستعزز العمل الأهلي وتساعد على تأمين الموارد المالية الضرورية لحسن عملها لأننا نريد أن نرتقي بالعمل الأهلي من الخيري والتطوعي إلى التخصصي والعمل الدائم والمستقر. وإننا سنسعى وإياكم إلى إيجاد جمعيات أهلية متخصصة حول أهداف التنمية ليصار إلى استيعاب الطاقات المجتمعية المتخصصة والمهنية بالعمل من خلال هذه الجمعيات”.

وأعربت عن اعتزازها ب”تاريخ العمل الأهلي في لبنان ودور الجمعيات الأهلية التي نهضت بالمسؤولية الإجتماعية في التعليم والصحة والرعاية، وتقدمت في كثير من الأحيان على الأداء الحكومي وعلى مساهمات القطاع الخاص”.

وخلصت الى القول: “ان تحدياتنا الوطنية على كافة المستويات تحتاج إلى تضافر الجهود وتوحيد الطاقات في كافة المجالات لكي يبقى لبنان وطن الشراكة المميزة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي، بالإضافة إلى الدعم المميز من أصدقاء لبنان وفي طليعتهم الإتحاد الأوروبي”.

وشكرت “كل شركاء هذه التجربة من أجل صناعة الإستقرار الإجتماعي والإقتصادي في لبنان”.

أما عز الدين فأشارت الى أن “هذا المشروع يعد بانطلاقات تنموية جديدة في المجتمعات المحلية”. وقالت: “إن موضوع التنمية المحلية في المناطق الريفية المحتاجة يشكل لب الاهتمام بالنسبة الينا وذلك نظرا للحاجة المتزايدة ولضرورات المصلحة الوطنية التي تتطلب منا جميعا ارساء اجواء من التآلف والتآزر والتعاون ضمن آليات شفافة تؤمن الحقوق الأساسية للمواطن وتضمن له بيئة صحية وصحيحة ومزدهرة”.

أضافت: “ان الشأن التنموي في المرحلة الثالثة الحالية من البرنامج شكل اولوية حيث تمحور العمل على الآليات الفضلى لتحقيق التنمية المستدامة. ومن اجل مزيد من الفاعلية بدا في طليعتها التشبيك مع الجهات المعنية من بلديات وسلطات محلية وتعزيز بناء شبكات محلية وتحقيق الشراكات اللازمة بين المنظمات الناشطة نفسها من جهة وبين القطاع العام من جهة ثانية. وفي هذا السياق مثل مشروع PACCT الطموح لمؤسسة الحريري وشريكتها جامعة الحكمة تجربة متقدمة ومتعددة الأبعاد لجهة الآليات المعتمدة والتقنيات المتبعة والنتائج المحققة، فالشراكة الفاعلة التي مزجت بين مؤسسة ناشطة في المجتمع وصرح اكاديمي متخصص شكلت حجر زاوية لتحقيق الأهداف التنموية واعطت نموذجا يحتذى به في تسيير الشراكات وادارتها خلال تنفيذ المشاريع. أما الجمعيات المستفيدة الناشئة فأخذت وأعطت”.

وتابعت: “لقد نجحت مؤسسة الحريري وجامعة الحكمة في بناء قدرات الجمعيات الصغيرة ونقل الخبرات الاحترافية اليها، حتى وصلت الى التنافس في ما بينها على تقديم مشاريع. وقد مثلت هذه التجربة التي اشرفت على مسارها ومراحلها وزارة التنمية الادارية نموذجا ميدانيا عكس طرق تمتين الروابط بين المنظمات الكبيرة والجمعيات الصغيرة ومكن المؤسسات الناشئة من لعب دور فاعل في مجتمعاتها المحلية. ولعل اهمية هذا الدور تكمن في ان يتكامل مع الخطط التنموية الشاملة التي نطمح اليها ويعززها من اجل غد افضل”.

وأعقب الجلسة الافتتاحية حلقة حوارية حول البرامج التمويلية في لبنان خصصت للجمعيات والمؤسسات الأهلية المشاركة، أدارها رمزي الحاج من جامعة الحكمة، وتحدث فيها: رولا عباس – الاتحاد الأوروبي، وستين هورن – منظمة المعونة الشعبية النروجية في لبنان، أرابيل بربير – السفارة الأميركية، نورما واكيم – المجلس الثقافي البريطاني، ويمنى شكر غريب من برنامج أفكار”.