خاص
play icon
الجمعة ١٥ أيار ٢٠٢٠ - 08:08

المصدر: صوت لبنان

نجار لمانشيت المساء: كان يمكن لعون بتحالفاته ان يكون بعد انتخابه فؤآد شهاب ثان

حذر وزير العدل السابق البروفسور ابراهيم نجار من التمادي بالإستلشاق وقلة الدراية والمسؤولية والتمسك بثقافة الافلات من العقاب والامعان في الفساد والإفساد وفقدان التخطيط في ظل فقدان الحاكم الجريء. معتبرا ان هذه السياسة ستزيد من معاناة اللبنانيين ومآسيهم وفقدان الأمل ببناء الدولة.

وحذر البروفسور نجار في خلال مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” من “صوت لبنان” من استمرار بناء التحالفات غير الطبيعية والتهاون مع الشيطان معتبرا ان مثل هذه السياسات هي التي ادت الى ما نحن فيه اليوم.ومؤكدا انه كان ينتظر الوصول الى هذه المرحلة بدون الكورونا ولذلك لا يرى املا في الخروج من المأزق وتخليص لبنان قبل سنوات فنحن اليوم في بئر لا قعر له.

وقال كنا نأمل بان يؤدي الحديث عن خطة الحكومة الاقتصادية لتحاكي المخارج والحلول الممكنة ولتفتح الطريق الى صندوق النقد الدولي فإذا بها مجرد ورقة رقمية حوت ارقاما خاطئة وغير صحيحة وتوقعات غير جدية عن الدولار والإقتصاد والضرائب وبعيدة كل البعد عن الواقعية المطلوبة. هذا بالإضافة الى خلوها من اي خطة اصلاحية أو رؤية اقتصادية متكاملة ترسم الأفق الى المستقبل رغم انه جرى تبويبها وتغليفها بشكل انيق وجيد لكنها وللاسف بقيت خالية من اي مضمون.

وقال نجار من غير الواقعي ولا المنطقي القول ان ما يعانيه لبنان لم تعشه دول أخرى. فالتاريخ الحديث والقديم شاهد على الكثير من الأزمات المماثلة التي عاشتها دول مطلع القرن الماضي وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية وبات الألمان يحملون كمية من الورق البنكنوت لشراء فنجان قهوة. وعلى اللبنانيين ان يعرفوا ايضا ان دولا  مثل ايطاليا والولايات المتحدة الأميركية واليونان والبرازيل وغيرها عاشت ازمات مالية ايضا ولم تعتبر دولا مفلسة رغم ان ديونها تجاوزت بضعة تريليونات من الدولارات واليورو. فقد تجاوز الدين العام في فرنسا 200 مليار يورو ولكنها جميعها وجدت رجال مال واقتصاد ومستشارين لديهم رؤية اقتصادية عملوا على انتشالها من عثراتها.

واضاف: عندما انتخب الرئيس الأميركي رونالد ريغان رئيسا للولايات المتحدة  قيل له: “انت ممثل سينمائي فيكف يمكنك انقاذ البلاد من ازمتها”؟ فقال لست انا من سيصلح اميركا وجاء بحامل جائزة نوبل في الاقتصاد ميلتون فريدمان كمستشار رئاسي  وهو من قام بالمهمة وكذلك فعلت مارغريت تاتشر في بريطانيا.

وقال نجار علينا اولا للخروج من المأزق ان نتوقف عن سياسات النكاية ومحاسبة الفاسدين الكبار ولا نفتتش عمن نحاكمهم من الفاسدين الصغار ومن فقدوا كل حماية. فنحن في وضع لا نحسد عليه بعدما وصلنا الى ما وصلنا اليه من انهيار وتحول لبنان معبرا ومرتعا  للمهربين والفاسدين بعدما كنا دولة قوية تصدر النفط عبر خطوط الـ “آي بي سي” و”التابلاين” قبل ان تقطعهما سوريا لوقف ضخ النفط العراقي والسعودي عبر موانئنا.

واستطرد نجار فقال: انه لم يعد امامنا سوى صندوق النقد الدولي ولذلك علينا التنبه الى ما يطالب به من خطة ورؤية اقتصادية واصلاحية ناجحة والسعي الى معالجة ملفات الفساد بجدية وجرأة وبقضاء مستقل واستعادة المال المنهوب والموهوب دون البحث عن اجراءآت فالقوانين موجودة ولا يحتاج الأمر الا الى تطبيقها. وانتقد بشدة قرار وزيرة العدل بالفصل بين التشكيلات في القضاءين العدلي والعسكري معتبرا انها شكلت خروجا على  حدود الصلاحيات المقيدة ولا يحق لها مواجهة اي قرار لمجلس القضاء الأعلى باجماع 7 من اعضائه كما بالنسبة الى رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة ووزير الدفاع فانا اجريت تشكيلات شاملة مرتين اثناء تولي وزارة العدل ولم ارفض اي قرار لمجلس القضاء الأعلى  بهذا الخصوص.

وتوجه نجار الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقال انه وعندما انتخب رئيسا للجمهورية ليس لملء المركز الشاغر واستكمال عقد المؤسسات الدستورية فحسب. بل لانه كان حليفا لحزب الله وسوريا وايران وهو ما سيعطيه القدرة على التحرك  ولم يكن بحاجة الى استحضار الشعبوية المسيحية والاستثمار في السلطة عن طريق الراي العام المسيحي في مواجهة السنية السياسية. وكان يمكن  ان يكون فوءاد شهاب آخر عندما التقى بالرئيس جمال عبد الناصر  في خيمة على الحدود اللبنانية – السورية التي كانت حدودا لـ “الجمهورية العربية المتحدة” واتفق معه على الخطوط الإستراتيجية الكبرى وأخرج لبنان من حلف بغداد ليتفرغ للداخل وبناء المؤسسات.