مجتمع
الأربعاء ١٩ شباط ٢٠٢٠ - 10:45

المصدر: صوت لبنان

ندوة حوارية في نادي الادب عن كتاب التاريخ وكلمات دعت لأن يكتب بالعقل لا بالعاطفة وتوحيد هيكلية التعليم

 استضاف نادي الأدب والرياضة – كفرشيما، ندوة حوارية حول “درس في التاريخ”، تم خلالها عرض وثائقي تناول موضوع التاريخ المعاصر وكيفية اعتماد عدة مصادر. تخلل العرض مداخلات مع السيدة حياة إرسلان، الاعلامي فادي شهوان ورمزي بو خالد.

استهل رئيس نادي الأدب والرياضة سليم الحاج نقولا، كلمته قائلا: “مئة عام على إعلان دولة لبنان الكبير، عقود فيها الأبيض والأسود، المحزن والمفرح، تواريخ كثيرة 1920- 1943- 1973- 1975- 1990- 2005- 2019. واللبنانيون يرزحون تحت نير الحروب والأزمات. عشرات الآلاف من الشهداء، مئات الآلاف من الجرحى، وألف سؤال وسؤال، لماذا استشهدوا؟ لماذا جرحوا؟ لماذا تيتموا؟ أو هاجروا؟ ويبقى السؤال ماذا بعد؟ عنوانين كبيرة، مراحل عديدة، انتداب، استنهاض، استقلال، حروب، استقلال، استهتار، فضياع. ونحن مشرذمون مشتتون، طوائف متحاربة، مجموعات مفككة، حدودها الشعارات والألوان. ماذا نريد فعلا؟ وأنهى” التاريخ يعلق، قد يكون درسنا في التاريخ ثابتة واحدة وهو أن لبنان طير الفينيق”.

وكانت مداخلة بعدها لحياة إرسلان، نوهت فيها بالوثائقي الذي “تم اعداده عن كتاب التاريخ الذي يدرس في المدارس اللبنانية والذي يختلف من مدرسة الى أخرى”. وعبرت عن “وجعها وأسفها أن يتغنى الشباب اليوم في هذا الفيلم بزعماء غير لبنانيين”. مؤكدة أن “الشباب والجيل الجديد لديهم من الوعي والإدراك ما يكفي ليحكموا على السلطة الحالية وأداء الطبقة السياسية، إذ لم يسم أحد من هؤلاء الطلاب شخصية تاريخية مفضلة لديه من السياسيين الاحياء المعاصرين”. ونادت “بالتضامن والوعي الكافي لاسترجاع بلدنا بعيدا عن الطائفية والمذهبية والفساد المستشري. فلبنان التاريخ كان النضال والاستقلال لبنان الحق العدل والمساواة، وليس لبنان المحاصصة، التبعية والزبائنية”.

وختمت إرسلان: “اليوم لدينا الفرصة، نستطيع أن نصحح المسار، فلبنان بحاجة الى تغيير، الى شبابه المبدع الذي يحقق النجاحات في أصقاع العالم ويتفوق في كل المجالات”.

واستهل الإعلامي فادي شهوان مداخلته بالقول: “التاريخ يعيد نفسه، إننا حمقى نعيد الأخطاء ذاتها ونكرر الشعارات ذاتها والأفعال ذاتها. كل إنسان هو وطن بحد ذاته، المهم أن نتصالح مع ذواتنا ومع ماضينا، وأن نتدارك الأمور فنتفادى الأخطاء ذاتها، ندرس في تاريخ لبنان عن حقبتين، حقبة الفينيقيين وحقبة الاستقلال. أين حقبة 75 وحقبة 90 وما هي الظروف التي أدت الى اتفاق الطائف؟ لماذا لا يذكرون رجل المؤسسات فؤاد شهاب، والرئيس الاستثنائي كميل شمعون. لماذا لا يعتمد كتاب موحد للتاريخ، لماذا لا يتفقون على مبدأ تاريخ موحد؟ كل لديه تاريخه الخاص وهو لا يعترف بتاريخ الآخر. هناك تجربتان الأولى أنشئت لجنة في عهد الرئيس الحريري وكان حسن منيمنة آنذاك وزيرا للتربية ولكنها فشلت في إقرار كتاب تاريخ موحد. والثانية يوم كان حسان دياب وزيرا للتربية وكذلك باءت التجربة بالفشل”.

وأنهى شهوان قائلا أن “التاريخ يجب أن يكتب بالعقل وليس بالعاطفة والعنصر الأساسي في كتاب تاريخ موحد، يبقى مصلحة لبنان وشعبه”.

ثم كانت الكلمة الختامية لرمزي بو خالد، الذي تساءل “انطلاقا من الإحتفال بمئوية إعلان دولة لبنان الكبير، هل من المعقول بعد مئة عام أن نعيش في القلق والتوجس كأننا في مرحلة التأسيس أو كأننا لم نفارقها. وأضاف التاريخ هو حدث يؤرخ، هو عمل معرفة وعمل تربوي وليس مسألة سياسية. إن أزمة كتاب التاريخ الموحد مستمرة منذ العام 2001 وحتى الآن. من هنا يجب أن نترك للطالب والقارئ حرية تكوين تحليله الخاص. الا يجب أن يستخدم كتاب التاريخ المدرسي كوسيلة إيديولوجية أساسية في المدارس الطائفية فيكون ضمانة الولاء للطائفة وللزعيم”.

وقال: “إن كتاب التاريخ هدفه تقديم ما هو جامع وتشكيل الاتجاهات وتعزيز الانتماء والروح الوطنية بل وقف الصراع الدائم بين المواطنة والطائفية، وللوصول الى دولة حديثة متطورة”.

وختم بو خالد حديثه داعيا الى “مؤتمر وطني للمصالحة والمصارحة، الأمر الذي لم يحصل بعد إتفاق الطائف. فمن المهم توحيد هيكلية التعليم وتوجيهه توجيها وطنيا مع احترام حرية الأساليب وتنوع الثقافات، وإعطاء المتعلم ثقافة إنسانية وعلمية ليصبح مواطنا صالحا يمتلك ثقافة شاملة وحسا اجتماعيا واعتزازا بانتمائه إلى أمة تفتخر بماضيها وحاضرها”.