محلية
السبت ١٤ نيسان ٢٠١٨ - 14:01

المصدر: صوت لبنان

نعمة طعمة في تكريمه: الإيمان ينمو بالوجع، والوجع يقيمنا في الالتزام بالمسؤولية والإنجاز

بدعوة من راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، شارك عدد كبير من المؤمنين وأبناء الرعية بالقداس الإلهي في كاتدرائية “النبي إيليا” في دير القمر تخللّه تكريم للنائب نعمة طعمة تقديراً لعطاءاته في الأبرشية والحبل.

المطران الحداد أشاد في عظته بمزايا النائب والوزير نعمة طعمة وبتاريخه الحافل بالعطاءات للكنيسة وأهل الرعية وأبناء الجبل ونوّه بعمله في الشأن العام والحقل الانساني وقال :

” لم يرتبط يوماً عمل الاستاذ طعمة بموسم انتخابي او استحقاق بل هو كان ولا يزال الى جانب أبناء الجبل في كل المناسبات. دعم الصناعات والطلاب والمرأة العاملة في منزلها وخلق الفرص للشباب لا سيما في مؤسسة “المباني” وغيرها من الجمعيات والمؤسسات. نحن نقف امام رجل دولة نكرّمه ولا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي دون شكره على كرمه وعطاءاته ولذلك نتمنى عليه قبول درع مار نقولا التكريمي باسم رعيتنا وأبناء كل الجبل”.
بدوره شكر النائب نعمة طعمة كل من حضر والكنيسة على التكريم والدوع وتوجه الى الحضور بكلمة هذا نصّها :

“في قلبي فائض من المحبة والشكر والامتنان على هذا التكريم الذي تضيفون به رصيداً رمزياً كبيراً على سِجلّ عمري ، ومسؤوليةً معنويةً تلزمني بمتابعة ما اصبح نهجاً لحياتي وتطبيقاً عملياً لما ترسخ في وجداني عن انه “اذا صرخ الجرح ، فلا مفرّ من سماعه “.
أَيُّهَا السادة : في تاريخنا البعيد والقريب اوجاع كثيرة . لكنّ الإيمان ينمو بالوجع، والوجع يقيمنا في الالتزام بالمسؤولية والانجاز.
مع بداية مسيرة العودة من الحرب والهجرة من الذات والتهجير من الارض والجذور والبيوت والذكريات ، وقبل ان يمنحني أبناء صالجبل وفاعلياته الثقة وشرف تمثيلهم في الندوة النيابية ، كنت على اقتناعٍ بأنّ الوطن هو أولاً اجساد قائمة غير مهجّرة ولا مهاجرة، وأن العيش الكريم يتقدّم على السياسة وحساباتها ومعادلاتها الداخلية والخارجية. لذلك بدأنا التحضير سنة ١٩٩٣ للمصالحة في الجبل الجريح في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حضور وليد بك جنبلاط والصديق الوزير مروان حماده والراحل نبيل البستاني. وكان القرار الحاسم بترميم وإعادة بناء دورالعبادة اولا تمهيداً للمصالحة الكبرى والعودة . هكذا، وبعدما كنّا نتعامل مع أمنية بعيدة اسمها العودة، اصبح القرار خطوات عملية تجسدت في المصالحة الاولى برعاية الرئيس المرحوم الياس الهراوي سنة ١٩٩٥ ،وتوّجت بالمصالحة التاريخية برعاية البطريك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير سنة ٢٠٠١.
وبعد تسلّمي وزارة المهجّرين بين عامَي ٢٠٠٥ و٢٠٠٨، نجحنا في اعادة إعمار البيوت المهدّمة ورفع قباب الكنائس والأديرة والقاعات الاجتماعية والمدارس والمستوصفات وملاعب الرياضة ، بالاضافة الى المشاريع الانمائية والزراعية الصغيرة .وقد بلغ مجموع الصروح المرتفعة ستّاً وخمسين كنيسة وعدداً آخر من الأديرة ودور العبادة .
تلازم بناء الحجر مع ردم المسافات النفسية بين البشر حيث أزهرت المصالحات في الشحّار الغربي وكفرمتى وكفرنبرخ وبريح بعد مساهمة شخصية في حلّ عقدة بيت الضيعة . ليس هذا العرض الموجز جردة حساب تقتضيها مناسبة المبادرة النبيلة أو موسم الانتخابات المزدهر. إنّه تأكيد على الأصول وعلى ما كان وما يجب ان يكون في الوطن وفِي الجبل .فنحن وأنتم يا أبناء المدن والقرى المنثورة على التلال والسفوح من شاطئ الدامور والجيّة والناعمة والسعديات مروراً بالإقليم والمختارة ودير القمر وصولاً الى أرز الباروك ،رئتان في صدر الجبل ,نتنفّس معاً حريةً وكرامةً وعيشاً مشتركاً في إطار التنوّع واحترام الخصوصيات.

اكتشفنا في هذا الوطن الصغير والفريد المصاعب: أنّ جماعةً منّا لا تستغني عن جماعةٍ اخرى ، وأنّ العودة التي تتحقّق كلّ يوم حملت الى العائد شيئاً من غده والكثير من الكيان في جبلٍ قدره ان يكون مكاناً لعيش القِيَم الصانعة للوجود المتفاعل والكريم . وأنّ سلام لبنان وجبل لبنان في وحدته . أن نحافظ على الوحدة بعد تمتين المصالحة هو التحدّي والبطولة . فالسلام هو ثمرة المصالحة مع النفس ومع الآخر .هذا الذي يأتي من الولاء الواحد للبنان الواحد في الماضي والحاضر والمستقبل . وإذا كان التكريم الْيَوْمَ مبادرة من طائفتي الكريمة ،طائفة الاعتدال والوسَطية ,فإنّ معناه يتخطّاني الى كلّ صاحب فعلٍ ومرؤةٍ في جميع الطوائف والجماعات المؤتلفة في الكيان اللبناني الذي يقتضي الإخلاص له، قبوله كما صنعه التاريخ .

وفي ختام الحدث منح سيادة المطران إيلي بشارة الحداد درعاً تقديرياً للنائب نعمة طعمة تلاه قطع لقالب حلوى في المناسبة ومأدبة غداء في صالون الكنيسة على شرف الأهالي والحضور.