خاص
play icon
الجمعة ٢٥ كانون الثاني ٢٠١٩ - 08:48

المصدر: صوت لبنان

ياسين: الإعلان الخاص بالنازحين السوريين عن “قمة بيروت” لم يأتِ بأي جديد

رأى الأستاذ المحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ناصر ياسين انه كان يتوقع نجاحا اكبر للقمة التنموية الإقتصادية والإجتماعية التي عقدت في بيروت لو انه كان للبنان موقفا واضحا وموحدا من العديد من القضايا المطروحة على جدول اعمالها ولا سيما ملف النازحين السوريين والمشاركة الليبية فيها او عدمه عدا عن خلافهم حول مشاركة سوريا دون ان يمتلك اي منهم قرارا في هذا الشأن. وقال لو انجزت التحضيرات الضرورية الخاصة بالملفات المطروحة على القمة وسوقها المسؤولون اللبنانيون قبل القمة لكانت القمة انجح بكثير. لافتا الى ان اي تقويم لنجاحها لا يجب ان يتجاهل او يهمل الوضع العربي المتردي الذي انعكس على حجم المشاركة فيها.

وقال الدكتور ياسين أثناء مشاركته في برنامج “مانشيت المساء” من صوت لبنان ان حجم المشاركة العربية عكس تردي الاوضاع في الدول العربية التي تشهد حروبا داخلية وتبادلا للحصار في ما بينها عدا عن المواجهة المفتوحة بين بعضها من جهة ومع كل من طهران وانقرة وهو ما انعكس اهمالا يضاف الى الخلافات العربية البينية.

ولفت الدكتور ياسين انه ليست هناك اهمية بالغة في ما يقال عن اعلان خاص بالنازحين السوريين خارج مقررات القمة معتبرا ان البيان لم يأت بجديد بل اعاد تأكيد المؤكد دون اي حوافز تدفع الى تزخيم العودة التي يريدها لبنان في ظروف لم تتوفر الى اليوم وفي ظل عدم اعتراف البعض بالنظام السوري القائم اليوم دون اغفال مسؤولية هذا النظام  عن عدم عودة النازحين فهو اتخذ قرارا واضحا بعدم اعادتهم الى بعض المناطق السورية غير المدمرة وتلك التي تستحيل العودة اليها قبل اعادة اعمارها وتوفير الحل السياسي والمصالحة المطلوبة بين السوريين.

ولذلك قال ياسين: انه لا يمكن للبنان او اي طرف آخر ان يحلم بعودة السوريين الى بلدهم قبل تأمين الظروف الأمنية وسبل العيش الآمن اقتصاديا وامنيا ولوجستيا وقبل توفير فرص العمل المعدومة في بعض المناطق. فالمشكلة ليست في تقديم العون الدولي لهم في لبنان او في قلب سوريا فالأمر متوفر اينما وجدوا متى توفرت الظروف المؤاتية.

وعن الخلافات العربية – العربية التي جرت حول بند النازحين قال ان هذه الخلافات بقيت جميعها تحت سقف المطالبة بتطبيق القوانين الدولية والمعاهدات التي ترعى عودة النازحين واللاجئين الى اي بلد هجروا منه بالنظر الى حجم الخلافات حول الآليات التي يمكن اللجوء اليها ورفضهم للواقع القائم وقبل تأمين الحل السياسي وهو ما منع ادراج هذا المطلب الذي يشدد عليه رئيس الجمهورية في كل المناسبات الى ان سقط من الإعلان الخاص بقمة بيروت.

وعن المبادرة الروسية الخاصة بعودة النازحين الى بلادهم قال إنها جمدت الى اجل غير مسمى وعلى اكثر من مستوى. فموسكو ارادت الإعتراف مسبقا بالرئيس الأسد ونظامه وهو ما لم يتوفر الى اليوم. وهو ما ترجم بعدم استعداد اي طرف دفع تكاليف العودة كما اقترحها الروس ولا على مستوى اعادة اعمار سوريا. فالأموال المطلوبة لاعادة الاعمار ليست من روسيا ولا من ايران الداعمتان للنظام بل من الدول الصناعية الكبرى الأوروبية والأميركية والخليجية وهي ما زالت تجمع على الحل السياسي كأولوية عدا عن البحث بمصير النظام.

وعن جديد ما قدمته القمة من اجل اللاجئين الفلسطينيين قال ان الاعلان اكد على دعم منظمة “الأونروا” وتوفير الدعم المطلوب في ظل وقف التمويل الأميركي لافتا عن خيبته لمجرد ان يتلمس ان بقاء القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى بات مجرد شعار يتباهى به العرب دون القيام بما يؤكد ذلك.