إضغط على النشرة التي تريد الاستماع إليها
مقدمة النشرة
اليوم يعود الموفد الرئاسي الاميركي توم براك لتلقي الرد اللبناني الرسمي على الورقة الاميركية المودعة لدى السلطة منذ زيارته السابقة للبنان في التاسع عشر من الشهر الماضي.
الردّ الرسمي منجز، الرد الرسمي غير منجز، وحقيقة الوضع لم تظهر بعد، رغم تأكيد مصادر مطلعة أن الرد اتفق عليه وهو مشروط بنقطتين عالقتين: اعادة الإعمار، والضمانات التي تشمل وقف الانتهاكات الاسرائيلية واعادة الاسرى،
ويمكن اعتبار الرد منجزاً اذا قبلت اميركا بالاجابات العمومية خاصة في موضوع سحب السلاح، وهذا امر مستبعد، وغير منجز لافتقاره الى اجابات صريحة وواضحة مقرونة بمهل زمنية.
سنحاول في هذا الحوار استعراض بنود الورقة والرد اللبناني المفترض عليها.
باسمة: البند الأول من الورقة الاميركية يتعلق بسحب سلاح حزب الله وتحديدا الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة الهجومية، خلال مهلة ستة أشهر، واعتبار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة شأناً لبنانياً داخلياً. ماذا في الرد اللبناني؟
جورج: الرد اللبناني على هذا البند أقل من المطلوب، تنقصه مسألتان: الاولى، الاجابة المباشرة على سحب السلاح، وكلمة سحب تعني اما تسليم السلاح طوعاً وهذا ما رفضه حزب الله، واما نزعه، وهذا ما تفتقر الورقة اليه، الثانية، تقديم آلية تنفيذية لسحب السلاح، وهذا ايضاً غير واضح في الرد المقترح، بل غير ملحوظ، علماً ان الورقة تعطي مهلة شهرين لذلك. ولا يكفي اقتصار الرد على التأكيد على مرجعية خطاب القسم والبيان الوزاري، اي لايكفي الكلام العمومي على قرار الحكومة بحصرية السلاح بيد الدولة.
باسمة: في البند الاول ايضاً اعتماد آلية الخطوة مقابل خطوة؟
جورج: هنا أيضاً المسألة معقدة لأن حزب الله يشترط انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس في الجنوب قبل ان يعطي جوابه ما اذا كان سيوافق ام لا على تسليم سلاحه.
باسمة: البند الثاني من الورقة يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية والجمركية، هل الموضوع اقل تعقيداً؟
جورج: بالفعل المسألة هنا قطعت شوطاً خاصة لجهة مراقبة المعابر والمرافىء والمرافق العامة ومنع تهريب وإدخال الأموال، والدولة أثبتت حضورها سواء من خلال الضبط الذي أصاب المطار والمرفأ والمعابر الحدودية، أو من خلال القوانين وتحديداً قانون رفع السرية المصرفية. تبقى نقطة أساسية اقفال القرض الحسن.
باسمة: البند الثالث يتعلق بالترسيم شرقاً وجنوباً. اين المشكلة هنا؟
جورج: هنا ايضاً مشكلتان، اولاً تثبيت لبنان خط الانسحاب الأزرق كحدود معترف بها دوليا. وثانياً، اعتراف لبنان بمزارع شبعا لسوريا، علماً ان خرائط بوليه- نيوكمب للعام ١٩٢٣ التي رسمت مناطق نفوذ الانتدابين الفرنسي والبريطاني، تضع المزارع ضمن الحدود اللبنانية وكذلك سجل “الطابو” العثماني والسجلات العقارية في مرجعيون وحاصبيا، في المقابل، مارست الدولة السورية قبل عام 1967 نوعًا من الإشراف الإداري على مزارع شبعا.
باسمة: ماذا عن البنود الاخرى التي تربط الاعمار والإفراج عن الأسرى بسحب السلاح؟
جورج: هنا ايضاً المشكلة تنبع من الخلاف الاساسي المتعلق بقرار حزب الله بتسليم سلاحه، والرد على هذه النقطة موجود في البند السابع من الورقة الاميركية وفيه تحذير صريح بأن البديل هو قيام إسرائيل بعمليات عسكرية لتدمير السلاح.
باسمة: يعني بالمختصر، هل الرد اللبناني مكتوب؟
جورج: يعني بالمختصر نعم، لكن وفي العملي، ولأن زيارة براك الثانية ليست زيارة استطلاعية أو زيارة أخذ وردّ، بل هي زيارة ردّ فقط، أي محصورة بتسلم الرد اللبناني الرسمي على ورقة الحل الاميركية، وليس اي رد، بمعنى الرد مردود باللغة العمومية التي تقول كل شيء ولا تعني أي شيء، وهده اللغة لم تعد مقبولة عند الاميركي، ومن خلاله عند المجتمع الدولي والعربي. اما حزب الله حزب مدني سياسي اسوة بالآخرين، او جولة حرب جديدة.
النشرة كاملة
مقدمة النشرة
اليوم يعود الموفد الرئاسي الاميركي توم براك لتلقي الرد اللبناني الرسمي على الورقة الاميركية المودعة لدى السلطة منذ زيارته السابقة للبنان في التاسع عشر من الشهر الماضي.
الردّ الرسمي منجز، الرد الرسمي غير منجز، وحقيقة الوضع لم تظهر بعد، رغم تأكيد مصادر مطلعة أن الرد اتفق عليه وهو مشروط بنقطتين عالقتين: اعادة الإعمار، والضمانات التي تشمل وقف الانتهاكات الاسرائيلية واعادة الاسرى،
ويمكن اعتبار الرد منجزاً اذا قبلت اميركا بالاجابات العمومية خاصة في موضوع سحب السلاح، وهذا امر مستبعد، وغير منجز لافتقاره الى اجابات صريحة وواضحة مقرونة بمهل زمنية.
سنحاول في هذا الحوار استعراض بنود الورقة والرد اللبناني المفترض عليها.
باسمة: البند الأول من الورقة الاميركية يتعلق بسحب سلاح حزب الله وتحديدا الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة الهجومية، خلال مهلة ستة أشهر، واعتبار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة شأناً لبنانياً داخلياً. ماذا في الرد اللبناني؟
جورج: الرد اللبناني على هذا البند أقل من المطلوب، تنقصه مسألتان: الاولى، الاجابة المباشرة على سحب السلاح، وكلمة سحب تعني اما تسليم السلاح طوعاً وهذا ما رفضه حزب الله، واما نزعه، وهذا ما تفتقر الورقة اليه، الثانية، تقديم آلية تنفيذية لسحب السلاح، وهذا ايضاً غير واضح في الرد المقترح، بل غير ملحوظ، علماً ان الورقة تعطي مهلة شهرين لذلك. ولا يكفي اقتصار الرد على التأكيد على مرجعية خطاب القسم والبيان الوزاري، اي لايكفي الكلام العمومي على قرار الحكومة بحصرية السلاح بيد الدولة.
باسمة: في البند الاول ايضاً اعتماد آلية الخطوة مقابل خطوة؟
جورج: هنا أيضاً المسألة معقدة لأن حزب الله يشترط انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس في الجنوب قبل ان يعطي جوابه ما اذا كان سيوافق ام لا على تسليم سلاحه.
باسمة: البند الثاني من الورقة يتعلق بالإصلاحات المالية والاقتصادية والجمركية، هل الموضوع اقل تعقيداً؟
جورج: بالفعل المسألة هنا قطعت شوطاً خاصة لجهة مراقبة المعابر والمرافىء والمرافق العامة ومنع تهريب وإدخال الأموال، والدولة أثبتت حضورها سواء من خلال الضبط الذي أصاب المطار والمرفأ والمعابر الحدودية، أو من خلال القوانين وتحديداً قانون رفع السرية المصرفية. تبقى نقطة أساسية اقفال القرض الحسن.
باسمة: البند الثالث يتعلق بالترسيم شرقاً وجنوباً. اين المشكلة هنا؟
جورج: هنا ايضاً مشكلتان، اولاً تثبيت لبنان خط الانسحاب الأزرق كحدود معترف بها دوليا. وثانياً، اعتراف لبنان بمزارع شبعا لسوريا، علماً ان خرائط بوليه- نيوكمب للعام ١٩٢٣ التي رسمت مناطق نفوذ الانتدابين الفرنسي والبريطاني، تضع المزارع ضمن الحدود اللبنانية وكذلك سجل “الطابو” العثماني والسجلات العقارية في مرجعيون وحاصبيا، في المقابل، مارست الدولة السورية قبل عام 1967 نوعًا من الإشراف الإداري على مزارع شبعا.
باسمة: ماذا عن البنود الاخرى التي تربط الاعمار والإفراج عن الأسرى بسحب السلاح؟
جورج: هنا ايضاً المشكلة تنبع من الخلاف الاساسي المتعلق بقرار حزب الله بتسليم سلاحه، والرد على هذه النقطة موجود في البند السابع من الورقة الاميركية وفيه تحذير صريح بأن البديل هو قيام إسرائيل بعمليات عسكرية لتدمير السلاح.
باسمة: يعني بالمختصر، هل الرد اللبناني مكتوب؟
جورج: يعني بالمختصر نعم، لكن وفي العملي، ولأن زيارة براك الثانية ليست زيارة استطلاعية أو زيارة أخذ وردّ، بل هي زيارة ردّ فقط، أي محصورة بتسلم الرد اللبناني الرسمي على ورقة الحل الاميركية، وليس اي رد، بمعنى الرد مردود باللغة العمومية التي تقول كل شيء ولا تعني أي شيء، وهده اللغة لم تعد مقبولة عند الاميركي، ومن خلاله عند المجتمع الدولي والعربي. اما حزب الله حزب مدني سياسي اسوة بالآخرين، او جولة حرب جديدة.
النشرة كاملة