المصدر: LBCI
أطباء بلا حدود دعت كل الحكومات إلى التنازل عن بعض الملكيات الفكرية خلال الجائحة
وقال المدير التنفيذي المشارك لحملة أطباء بلا حدود لتوفير الأدولة الأساسية الدكتور سيدني وونغ: “تعجز حتى جائحة عالمية عن منع شركات الأدوية من اتباع نهجها المعتاد في العمل، ولذلك تحتاج البلدان للجوء إلى كل وسيلة متاحة للتأكد من أن منتجات كوفيد-19 الطبية متاحة لكل من يحتاج إليها وميسورة التكلفة”. وأضاف: “يجب ضمان أن تكون جميع الأدوات والتكنولوجيا الطبية الخاصة بفيروس كوفيد-19 منافع عامة عالمية حقيقية ومتحرّرة من العوائق التي تفرضها براءات الاختراع والملكيات الفكرية الأخرى. وندعو جميع الحكومات إلى تقديم الدعم العاجل واللازم لهذا الاقتراح الرائد الذي يُعطي الأولوية لحياة البشر لا لأرباح الشركات في هذا الوقت الحرج الذي تمر به الصحة العالمية”.
وأشارت المنظمة الى أنه منذ بداية الجائحة، أبقت شركات الأدوية على ممارستها المعتادة المُتبعة للسيطرة الصارمة على حقوق الملكية الفكرية، مع مواصلة سعيها خلف صفقات تجارية سرية واحتكارية تحول دون استفادة العديد من البلدان النامية من الأدوية. وبحسب بيان منظمة أطباء بلا حدود فقد أبرمت شركة “غيلياد” Gilead اتفاقية ترخيص ثنائية حصرية حول أحد الأدوية الوحيدة التي أظهرت إمكانات واعدة لعلاج كوفيد-19، وهو دواء “ريمديسيفير”، مستثنيةً بذلك نحو نصف سكان العالم من الاستفادة من المنافسة في إنتاج الأدوية الجنيسة الكفيلة بخفض سهر الدواء.
وأوضحت المنظمة إن العديد من الأدوية الجديدة والأدوية أعيد توجيه استخدامها والأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي يتم تجربتها كعلاجات واعدة لكوفيد-19 حاصلة مسبقًا على براءات اختراع في العديد من البلدان النامية مثل البرازيل وجنوب أفريقيا والهند وإندونيسيا والصين وماليزيا وباستثناء شركة واحدة، لم يلتزم أي من مطوري لقاح كوفيد-19 بالتعامل مع الملكيات الفكرية بشكل مختلف عما نراه الآن، في حين اتّخذت بعض الشركات تدابير تمثلت في صفقات الترخيص ونقل التكنولوجيا لاستخدام القدرات التصنيعية العالمية الحالية من أجل محاولة التخفيف من النقص المتوقّع حدوثه في إمدادات اللقاحات التي يُحتمل أن تكون ناجحة، فقد كان هذا بمثابة الاستثناء، وغالبًا ما أتت صفقات الترخيص مع قيود واضحة.
وقال بيان “أطباء بلا حدود”: اتّخذت على مر التاريخ خطوات للتغلّب على الاحتكارات التي سمحت لشركات الأدوية بالإبقاء على الأسعار مرتفعة بشكل مفتعل. وفي عام 2001، في ذروة تفشي وباء فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، أكّد “إعلان الدوحة بشأن اتفاق تريبس والصحة العامة” على حقوق الحكومات في اتّخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد لبراءات الاختراع وغيرها من قيود الملكية الفكرية، ما وضع الحكومات في موقع القيادة حتى تتمكّن من إعطاء الأولوية للصحة العامة على حساب مصالح الشركات. يجسّد طلب التنازل الحالي المُقدم إلى منظّمة التجارة العالمية خطوة مماثلة لتسريع الاستجابة لكوفيد-19.
ومن جهته، قال الممثل الطبي لمنظّمة أطباء بلا حدود في جنوب أفريقيا الدكتور خوسي مافوسو: “هذه الخطوة الجريئة التي اتّخذتها الحكومات تتيح للعالم فرصةً لتجنب تكرار مأساة وباء فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز قبل 20 عامًا، عندما أدّى احتكار العلاجات المُنقذة للحياة إلى حصول الناس في البلدان ذات الدخل المرتفع على الأدوية المضادة للفيروس بينما تُرك الملايين في البلدان النامية ليواجهوا حتفهم”. ويضيف قائلًا، “سيسمح إبطال احتكار الأدوات الطبية الخاصة بكوفيد-19 بإقامة تعاون على الصعيد العالمي لتوسيع نطاق التصنيع والتوزيع وحصول الجميع عليها. مع وفاة أكثر من 1.3 مليون شخصٍ حتى الآن بسبب كوفيد-19، لا يمكن للحكومات هدر المزيد من الوقت في انتظار التحركات الطوعية لشركات الأدوية”.
وأشار البيان الى أنه في الاجتماع الأخير لمنظّمة التجارة العالمية في مجلس تريبس (اتفاقية الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية) في 15 و16 تشرين الأول، انضمت كينيا وإي سواتيني رسميًا إلى الهند وجنوب أفريقيا في دعم طلب التنازل. ورحّب بالطلب 99 بلدًا وأبدى تأييده العام. غير أن اقتراح التنازل لا يحظى بدعم العديد من الدول الغنية، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وكندا والبرازيل وأستراليا والنرويج وسويسرا والاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لوونغ، “يتعيّن على الحكومات أن تسأل نفسها في أي جانب من جوانب التاريخ تود أن تكون حين تؤلَّف الكتب عن هذه الجائحة”.