المصدر: الحرة
إدانات واسعة بعد عملية دهس خلال تظاهرات ضخمة في إسرائيل
خرج آلاف الإسرائيليين، مساء السبت، في مظاهرات بمناطق مختلفة من البلاد، احتجاجا على نهج الحكومة الحالية وللمطالبة بإجراء انتخابات والتوصل بشكل فوري إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن لدى حماس، تخللتها واقعة دهس لمتظاهرين واشتباكات مع قوات الشرطة.
وشهدت المسيرة الأكبر والتي كانت في تل أبيب، دهس شخص لمحتجين بسيارته، مما أسفر عن إصابة 5 أشخاص، من بينهم امرأة تبلغ من العمر 50 عاما.
وتسبب حجم المشاركة الضخم في مسيرة تل أبيب هذا الأسبوع، إلى تنظم الاحتجاج في ساحة الديمقراطية، والتي كانت رمزا للمظاهرات المناهضة للإصلاحات القضائية كل ليلة سبت قبل السابع من أكتوبر.
وأشارت القناة 13 العبرية إلى أن 45 ألف شخصا تظاهروا الليلة الماضية في تل أبيب، في حين قال المنظمون إن 100 ألف شخص شاركوا في المسيرات، حسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وخرجت كذلك مسيرات في القدس وحيفا وعشرات المدن والبلدات الأخرى في إسرائيل، فيما احتشد بعضهم أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وفق الصحيفة.
حادث الدهس والإدانات الواسعة
في تمام الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، كشفت وسائل إعلام محلية، أن سائق سيارة تبادل السباب مع المتظاهرين في محيط المظاهرات قبل أن تتواصل الشرطة معه.
وفي لحظة ما قرر التحرك بشكل سريع ليصدم 5 متظاهرين بينهم سيدة عمرها خمسين عاما أصيبت بجروح متوسطة ونقلت إلى المستشفى، فيما كانت إصابات الآخرين طفيفة.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية، أن السلطات ألقت القبض على المشتبه به، وهو لاعب كرة قدم سابق ومدرب في دوري الدرجة الأولى.
وانتشر مقطع فيديو للواقعة، ونقلت الهيئة عن متظاهرة أصيبت تُدعى أوريت، قولها: “لقد أراد دهسنا، إنه أمر محزن. لن نستسلم، سنواصل النضال من أجل البلاد”.
كما انتشر فيديو لواقعة أخرى، حيث أصيبت ضابطة شرطة بكسر في أنفها، لكن اتضح من المقطع أن أحد المتظاهرين اصطدم بكوعه في وجهها خلال مناوشات لكن عن غير قصد.
“التحريض وآلة السم”
وعقب هذه التطورات، انتقد عدد من كبار الساسة في البلاد ما حدث، فقال الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، في بيان، إن “العنف خط أحمر لا يجب تجاوزه”، داعيا بمحاكمة من يمارسون العنف.
وقال: “لا يمكننا العودة إلى 6 أكتوبر. علينا فعل كل شيء للحفاظ على وحدة إسرائيل. معا سنهزم أعدائنا”.
من جانبه، حمّل زعيم المعارضة يائير لبيد، الحكومة مسؤولية واقعة الدهس، وقال حسب هيئة البث عقب الحادث: “نتيجة مباشرة للتحريض القادم من الحكومة وآلة السم. أرسل أطيب تمنياتي بالشفاء للجرحى. على الشرطة أن تتعامل مع هذه الواقعة بأشد القوانين. لن يردعونا أو يجعلونا نتوقف عن التظاهر حتى عودة المختطفين وسقوط هذه الحكومة البائسة”.
فيما علق وزير الطاقة إيلي كوهين بالقول: “ليتوقف العنف، نحن أمة واحدة! ندين بشدة دهس المتظاهرين وضرب الشرطية في المظاهرة في تل أبيب. يجب ألا نعود إلى الكراهية والانقسام الذي ساد هنا قبل 7 أكتوبر. هذه أعظم هدية يمكن أن نقدمها لأعدائنا. يمكننا أن نشارك، يمكنك أن تتظاهر، لكن علينا خفض حدة التوتر”.
كما ندد الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس بالحادث، وأوضح وفق “تايمز أوف إسرائيل” أنه يجب “أن نتحدث بصوت واضح ضد كل أشكال العنف”، منتقدا تشبيه “المتظاهرين بأعدائنا واتهامهم بالرغبة في قتل رئيس الوزراء”.
وأضاف: “يجب على القادة الحكوميين التصرف بحساسية نحو جميع مكونات المجتمع، خصوصا في هذه الأيام الصعبة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، مقتل 4 جنود في قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 604 منذ بدء القتال البري هناك، وذلك مع مرور 6 أشهر على الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حركة حماس.
وكانت حماس (المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية) قد أعلنت مسؤوليتها عن كمين استهدف عددا من الجنود الإسرائيليين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، السبت.
وأسفر هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر، عن مقتل 1170 شخصا أغلبهم من المدنيين في إسرائيل، وكذلك اختطف أكثر من 250 شخصا، ولا يزال 130 منهم رهائن، من بينهم 34 لقوا حتفهم في غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ردا على ذلك، شنت إسرائيل، بهدف القضاء على حماس كما تعلن، حربا خلفت نحو 33 ألف قتيل في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.