المصدر: LBCI
اضطرابات الصحة النفسية في لبنان سجّلت ارتفاعاً بسبب كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت والوضع الاقتصادي
نظّمت الجمعية اللبنانية للطب النفسي ونقابة الأطباء مؤتمراً في مناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، تناول أثَر جائحة كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت على الصحة النفسية في لبنان من جوانب عدة، سواء على السكّان عموماً أو على العاملين في المجال الطبي أو على النساء والموظفين وطلاب الجامعات وأصحاب الأمراض البدنية والنفسية، وسواهم، من خلال دراسات أعدّها أو يعمل على إعدادها أبرز الخبراء اللبنانيين من مختلف الجامعات والمستشفيات اللبنانية.
وبيّنت النتائج الأولية لهذه الدراسات أن هذه الأحداث أدّت إلى زيادة في حالات اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والإدمان والعنف ضد النساء وحتى الانتحار.
وأقيم هذا المؤتمر بنظام المؤتمرات المدمج، إذ استضافه حضورياً بيت الطبيب في التحويطة، بحضور نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف، وتم بثه كذلك بواسطة تقنية الفيديو عبر تطبيق “زوم”.
وركزت دراسة لجامعة القديس يوسف على أثر تدابير الإقفال العام على الاكتئاب والقلق. وأظهر التحليل أن العمر والدخل الشهري والوضع المهني هي عوامل تساهم في تعزيز تأثير الحجر على على نمط الحياة.
وركّزت دراسة لدير الصليب على نوعية الحياة لدى مرضى الفصام والاكتئاب والوسواس في ظل كوفيد-19. وخلصت الدراسة إلى أن الممارسات الدينيّة والمعلومات المعطاة للمرضى حول فيروس كورونا تساعد في تقليل من أعراض الذهان والاكتئاب لدى المرضى وحسنّت جودة حياتهم.
وسعت الجامعة اللبنانية في دراستها إلى فهم العلاقة بين استهلاك الأخبار والقلق أثناء جائحة كوفيد-19، فذكّرت بأن القدرة الكبيرة على انتشار فيروس كورونا وإمكان إصابة أي شخص أدّيا إلى زيادة استهلاك الأخبار المتعلقة بهذه الجائحة وانتشار الخوف والمشاعر السلبية. وأظهرت النتائج الأولية وجود علاقة بين استهلاك الأخبار ومستوى الأكل العاطفي في لبنان،
وهو الاستهلاك العالي للحلويات والكربوهيدرات.
أما الضائقة النفسية لدى طلاب الجامعات المعزولين ذاتياً، فكانت موضوع دراسة للجامعة الأميركية ومركزها الطبي، رأت أن الحجر الصحي، على الرغم من كونه تدبيراً وقائياً ضرورياً أثناء تفشي الأمراض المعدية، يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية سلبية، لا سيما لدى الطلاب الجامعيين، مشددة على أهمية توفير التدخلات الوقائية والفاعلة.
وأظهرت دراسة لدير الصليب أن الآثار الناجمة عن تدابير الإقفال، ومنها العوامل الاجتماعية والاقتصادية، أدت إلى ازدياد العنف ضد النساء اللبنانيات خلال الحجر الصحي.
وايضا، عرضت دراسة لجامعة القديس يوسف أفادت فيها نسبة كبيرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية في لبنان، وخصوصاً من النساء، بأنهم عانوا من أعراض القلق وضعف جودة النوم خلال جائحة كوفيد-19 في لبنان. كذلك لوحظت زيادة في استخدام الكحول / المخدرات.
وهدفت دراسة لمستشفى القديس جاورجيوس إلى تقييم شعور العاملين في المستشفى بأنهم مستعدون لتوجيهات المستشفى خلال فنرة آذار ونيسان 2020 لمواجهة الجائحة. ومقارنة ببداية الوباء ، تبين أن ما يقرب من نصف الموظفين (44,48٪) أقل قلقاً بشأن الجائحة، ووجد معظم الموظفين (71,62٪) أن التواصل اليومي الذي قدمه الطبيب المسؤول عن كوفيد-19 كان مفيداً للغاية ، وذكر أكثر من نصف الموظفين (60,18٪) أن توجيهات المستشفى أعدتهم جيداً بما يكفي وأكثر من ذلك بكثير.
وتناولت دراسة للجامعة الأميركية ومركزها الطبي الضائقة النفسية التي عانى منها الأطباء والممرضات أثناء تفشي مرض كوفيد 19. وهدفت هذه الدراسة إلى فهم التأثير النفسي للوباء على العاملين في مجال الرعاية الصحية من أجل التنفيذ الفاعل للسياسات والتدخلات. والخلاصة أن العاملين في الرعاية الصحية في لبنان قد يكونون أكثر مرونة في مواجهة المواقف العصيبة.
وركّزت دراسة لجامعة القديس يوسف على التحديات التي تطرحها الجائحة في ما يتعلق بالأخلاقيات الطبية.
وخلصت دراسة للجامعة الأميركية إلى أن عدد أبحاث الصحة النفسية أكبر من تلك المتعلقة بـ”إيبولا” و”إتش 1 إن 1″ معاً، على الرغم من الوقت الأقصر منذ بداية جائحة كوفيد-19 بالمقارنة معهما. واشارت الدراسة إلى أن المؤلفين المنتسبين إلى مؤسسات تقع في البلدان المرتفعة الدخل نشروا أو ساهموا في 79 في المئة من مجمل الدراسات، يتبعهم مؤلفون من البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى (23٪) ، والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى (10٪) والبلدان المنخفضة الدخل (2٪).