المصدر: صوت لبنان
الأب البروفسور جورج حبيقه لصوت لبنان: لا يمكن فرملة انطلاقة العهد… وكان يمكن لسلام إنجاز الحكومة في 3 أيام
لفت الأب البروفسور جورج حبيقه النائب العام في الرهبانية اللبنانية المارونية، والرئيس الفخري لجامعة الروح القدس – الكسليك في حديث ضمن برنامج “مانشيت المساء” عبر صوت لبنان الى أنّ هناك طلاقًا مع منظومة الأخلاق، وهناك تصدعًا خطيرًا في العالم، ولبنان جزء صغير منه، مشيرًا الى أننا في واقع مأزوم لا علاقة له بسياسة معينة.
وعن دخول العالم مرحلة جديدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسياسته تجاه دول العالم، قال: “لا نستطيع التسليم بأن القوة هي مصدر للعدالة، والرئيس ترامب لديه منظومة من القيم يريد تطبيقها في بلاده ومنها سياسة الإجهاض وغيرها، فهو محافظ جدًا، اما بالنسبة لتعاطيه مع الدول فهناك من يقول أن قناة بنما تسيطر عليها الصين وهذا ما لن يقبل به، أما عن الوصاية الدولية لمنطقتنا فمن دون أدنى شك أن الأحداث تدحرجت وكل ما ستؤول اليه المنطقة لن يكون أسوأ مما مرّ”.
وإذ سأل: “أين هو محور الممانعة اليوم؟ لفت الى أنّ الثنائي الشيعي مكوّن مهم ولديه مكانته في لبنان، إنّما لا يمكن أن نسمّي “حزب الله – أمل” ثنائيًا، لأن “حركة أمل” بمكان والحزب بمكان آخر، مشيرًا الى أنّ حركة أمل تختلف عن الحزب على الصعيد الأيديولوجية، وحزب الله تابع لإيران ولولاية الفقيه وحركة أمل ليست كذلك، مشددًا على أننا لا نقبل بالصراعات الدموية بينهما وهناك تميزات بينهما ولكل منهما طريقته”.
وقال: “حزب الله عليه التكيف مع المتغيّرات، أما البقاء على سياسة الإنكار فلن يفيده، والشيخ نعيم قاسم يتحدّث في خطاباته عما حصل مع الحزب خلال الحرب من قتل القيادات وصولا الى ما وصل اليه، كما تحدّث عن علاقاته مع الواقع التي تتطور، وهذا يريحني، ونأمل ان يتحوّل الحزب الى حزب سياسي”.
وعن ملف تشكيل الحكومة لفت الى انهم يريدون وزراء من خريجي الجامعة الأميركية ولا أحزاب فيها، في حين أن الأحزاب هي من تشكل الحكومة، وكي يحدث نواف سلام صدمة ايجابية للخروج من الماضي كان عليه الطلب من الأحزاب مجموعة أسماء لا شبهات عليها ويسقط عليهم الوزارات، والمعايير التي وضعها لتشكيل الحكومة بالتعاون مع الرئيس جوزاف ومداورة للحقائب مع الجميع، وخلال 3 أيام تتشكل الحكومة، وبالتالي نحدث صدمة إيجابية، إنّما اليوم دخل في المفاوضات فلا يمكن أن يكون هناك صيف وشتاء فوق سطح واحد وهناك انتقادات كثيرة توجه إليه.”
وقال: “نحن جمهورية المكسورين لأننا كلنا انكسرنا، فالمسيحية وصلت الى القمة مع الرئيس الشهيد بشير الجمّيل والسنّيّة وصلت الى القمة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري واغتيل، والدرزية أيضًا مع كمال جنبلاط واغتيل، والشيعية هي الأخرى وصلت الى القمة مع السيد نصرالله واغتيل، من هنا أصبحنا مكسورين، معتبرًا أن ما من أحد يستطيع أن يتفاخر على الآخر فالكل متساوٍ.”
وعن تحميل نعيم قاسم الدولة المسؤولية وكأنها هي من شنّت الحرب، رأى أنّ الشعب الجنوبي ضحية كبيرة، ولقد كفر من هذا الواقع، فهل يُعقل من عمل طوال عمره كي يبني بيتا في قريته يدمر بلحظة وبحرب؟ لأجل من دُمّرت المنازل؟
وأضاف: “حزب الله فرض علينا في الماضي سياسته، أما اليوم فهناك شروط قاسية جدًا من الخارج لإعادة الإعمار، فواقع إيران تعيس، فإن لم نَسِر بالقرارات الدولية فما من تقدّم للبنان، وعلينا عدم التذاكي على الخارج، فلا يمكننا الاستمرار بالنهج القديم ونريد بناء الدولة”، مشيرًا الى أنّ خطاب القسم واضح جدًا فلدينا الجيش الذي هو السلطة الشرعية الوحيدة على الأرض اللبنانية.
وسأل: “ماذا فعل حزب الله بالسلاح الذي كان يحمله؟ فالخرق الاسرائيلي التقني له كان أثرًا كبيرًا اضافة الى الخرق الاستخباراتي كي يشجعه الحزب للرد بهذه الطريقة على اسرائيل، معتبراً ان من يريد الدخول بحرب عليه وضع الخطط الصحيحة.”
وإذ أكد أنه عندما تكون الدولة هي المسؤولة نصل الى بر الأمان، والدليل يوم العودة -2 أمس في الجنوب، فهل سقط أي ضحية فيه كما في الاسبوع الأول؟ أجاب: “كلا، لأن الجيش اللبناني أي الدولة هي من تقرّر مجريات الأمور على الارض،” ومردفا: “علينا بناء دولة ومؤسسات بكل معنى الكلمة وحزب الله قادر على الانتقال من مخالفة القوانين الى تطبيقها.
وشدد على أن خطاب الرئيس جوزاف عون يجب أن يكون مضمون البيان الوزاري كي لا نقع في اشكال، معتبرًا أن لمصلحة حزب الله تأليف الحكومة.
وأعرب عن اطمئنانه لحسن سير الدولة، كون الرئيسان جوزف عون ونواف سلام حريصين على تطبيق الدستور.
ولفت الى أنّ ما من أحد لديه مصلحة في فرملة انطلاقة العهد.
وعن الخشية من عودة الحرب اعتبر ان الامور تعتمد على سلوكيات حزب الله، معتبرًا أنّ البيئة الشيعية لم تعد تحتمل، وعندما يقاتل حزب الله فكرمى لمن؟