المصدر: صوت لبنان
الدكتور وسام فهد يحدّد عبر “نحنا والاقتصاد” خطوات التعافي الاقتصادي والسياسي في لبنان
أكّد الخبير الاقتصادي الدكتور وسام فهد عبر صوت لبنان ضمن برنامج “نحنا والاقتصاد” أهمية الإجابة عن سؤال أساسي: “أي لبنان نريد؟” لبدء العمل على بناء لبنان واقتصاده. وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية والصعوبات التي يواجهها لبنان تعود إلى “انفصام الشخصية” الذي يعاني منه البلد، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ قرار حاسم بشأن تبني اقتصاد الحرب أو اقتصاد السلم، واختيار بين المعابر الشرعية أو المهربة، والتوجه نحو تصدير الفاكهة أو الكبتاغون، والاستيراد الشرعي أو المهرب، والانفتاح على الدول العربية أو الممانعة، والحياد أو الإسناد، وتفضيل دولة قوية بدلاً من دويلة، مع ضرورة الاتفاق على أن يكون لبنان واحدًا وليس مقسمًا.
وأشار الدكتور فهد إلى أهمية العودة إلى الدستور والديمقراطية لتحديد ما يريده الشعب اللبناني، مؤكدًا أن الإجابة على هذا السؤال ضرورية قبل البدء بإعادة الإعمار. وأوضح أن الخسائر البشرية لا تُقدَّر بثمن، في حين أن الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة تتجاوز 20 مليار دولار، مع العلم أن لبنان يعاني بالفعل من أزمات متعددة. كما شدد على ضرورة التحرك الفوري لمساعدة اللبنانيين الذين فقدوا وظائفهم ومنازلهم، بجانب الإصلاحات البنيوية وترشيد الإنفاق في الدولة وإعادة بناء القطاع المصرفي.
وأشار إلى أن الإصلاح السياسي هو أساس بناء الثقة للخروج من الأزمة، وأكد على أهمية الشراكة مع المانحين الدوليين والقطاع الخاص لجذب الاستثمارات. كما أشار إلى ضرورة وجود لجنة مستقلة للمساءلة وتطبيق مقاييس واضحة للإشراف على المشاريع لضمان الشفافية، إلى جانب الإصلاح القضائي وإشراك القطاع الخاص في إدارة المؤسسات العامة. وأكد على أهمية استخدام التكنولوجيا والمكننة لتقليل التكاليف والوقت وزيادة الشفافية.
وشدد على أن المؤتمرات تتطلّب الإصلاح وهي ضرورية لعودة لبنان إلى البيئة العربية والغربية، ولتحقيق اقتصاد متعافٍ يثق به المستثمرون. وأكد أن لبنان لديه القدرة على التعافي إذا توفرت الظروف المناسبة، وأن هذه القدرة ستضيع إذا عاد البلد إلى الحرب. ولفت الى ان هناك قطاعات عدة يمكن الاعتماد عليها في لبنان مثل السياحة والزراعة، الى جانب تطبيق السياسات النقدية التي تقلل الفجوة وتدعم الاقتصاد، وهي من الخطوات الأساسية لبناء اقتصاد قوي.